[بتال]

[align=center]
(( الجزء الثالث ))

انطلق بطاش بين الجبال .. والوديان .. الى ان اقترب من الاعشاش الطويله المخيفه .. فقترب بطاش بخطوات

ثابتة وبهدوء تام .. ليجد امامه حصان تم تقطيعه الى اجزاء .. فأندهش بطاش من هذا المنظر الذي اخافه

كثير على حياة .. ام رنين .. فقال بطاش في دهشة من أمره :

هل يعقل ا ن ام رنين ماتت من قبل العمالقة ..؟!

فقام بطاش يتبع أثار الدماء المتساقطة على الأرض من بقايا أحشاء الحصان .. وما هي إلا دقائق حتى

شاهد ام رنين .. وهي ممتده على جذع شجرة .. وهناك شاهد اثنين من الرجال العمالقة وهم يتشاجرون

من يبدأ بقتل ام رنين .. فستغل .. بطاش انشغالهم وقام بتجهيز الرمح الذي كان يحمله .. فقذف بالسهم

ليصيب الأول في قلبه وارداه قتيل .. ليلتفت الثاني .. الا والسهم قد غرس في عينه يتخبط يميناً ويساراً ..

بصوت مخيف ..

وانطلق بطاش وحمل ام رنين .. بعيدا عن مكان العمالقة .. فجلس في احد الأماكن المليئة بالأشجار ..

ليقوم بإشعال النار .. وكان هناك نهر قريب منهم .. فانطلق بطاش ليصيد الأسماك ..

وماهية الا بدقائق معدودة استيقظت .. ام رنين .. وهي تشاهد خيوط المعطف الذي كان يغطي جسمها ..

لتتسع عينيها من الذهول لترمي بالمعطف بعيداً وهي تقول لنفسها: ايعقل ان بطاش موجود ..!! ماذا يريد

هذا القاتل مني ..؟!

ليخرج صوت بطاش ومعه بعض الأسماك الذي اصطاده من النهر ليقول :

كيف حالك يا أم رنين ..ارجوا إن تكوني بخير ..!!

اندهشت أم رنين بما شاهدته من حوادث غريبة لتجد نفسها في الاخير امام بطاش .. فقال بطاش وهو

يثبت السمك بجانب النار :ما هذه النظرات أيتها الحمقاء ..

فقامت ام رنين .. وانقضت على .. بطاش بأضافرها .. وهي تقول :ماذا فعلت بي .. ايها الاحمق ..

فما كان على بطاش الا ان يمسك يديها .. ويصرخ :ايتها المجنونه كوني عاقله ..

فرماها بطاش بعيدا .. الا ان ام رنين لم تستسلم بل هاجمت عليه مرة أخرى ليمسك بطاش بيدها :ايتها

الحمقاء انا لم افعل شئ ..

فرماها مرة أخرى .. ليندهش بطاش بعد إن شاهد دموع أم رنين وهي تقول :ماذا تريد مني يابطاش .. ابتعد

عني لا أريد منك شيئاً ..

فقال بطاش وهو يعيد وضع السمك على النار :يا ام رنين .. جئت لمساعدتكِ في إحضار الدواء لرنين ..

فقامت أم رنين والدموع مازالت تتساقط من عينيها :

أنت تكذب يا بطاش .. لقد قتلت امي .. وزوجي .. وتريد ان تقتلني ..

فقال بطاش وهو يقلب احد الأسماك بالنار :

لا يا أم رنين .. لن أقتلك صدقيني ..ولم اقتل زوجكِ .. أو أمك .. بل كانت العصابة التي هجمت على قريتكم

.. ولقد شاهدت زوجكِ يتمتم بكلمات لم افهمها ولكن للأسف مات بين ذراعي وأنا كنت أريد إن افهم ما

يقوله ..

وما هي إلا لحظات وأم رنين .. تهجم على بطاش وهي تقول :ساقتلك .. ساقتلك ..

والتفت بطاش وامسك بيديها .. وقال :إذا كنتِ تريدين إن تقتليني .. فاقتليني بعد ان نحظر الدواء لرنين ..

فتمتمت ام رنين :ر .. ر .. ني .. رنين .. ياطفلتي المسكينة ..

وماهي الا بلحظات وانتهى شوي السمك ..فقال بطاش :خذي هذه السمكه لكي تأكلي ..

فنظرت ام رنين في وجه بطاش .. بعد إن مسحت دموعها .. بعد إن عرفت الحقيقة لتتذكر كلام العمدة

عندما اخبرها بان بطاش لم يقتل احد من أهالي القرية إلا أنها لم تقتنع منذ ذلك الحين إلا بعد إن قالها

بطاش بلسانه ..

فأخذت أم رنين السمكة تأكلها بشراسة .. فنظر اليها بطاش الذي لم يتماسك نفسه عن الضحك .. فنظرت

إليه أم رنين هو يضحك : ما لذي يضحكك ..؟!

فقام بطاش متجه نحو النهر ومعه بعض السمك : لا شي لكني سوف انام هنا بجوار النهر بعد إن انتهي

من طعامي وأنت خذي معطفي ونامي .. غدا امامنا رحله طويلة ..

ومع نظرات ام رنين .. لبطاش الا انها لم تستطع إن تخفي بعضاً من الحقد ..

وفي الصباح الباكر .. استيقظت ام رنين .. من نومها لتلتفت يميناً ويساراً .. فلم تجد بطاش لتقف وتبحث عن

حصانة لتصرخ بأعلى صوتها قائلة : تباً لك يا بطاش .. لقد خدعتني .. ولم تكمل أم رنين كلامها حتى خرج

بطاش من بين الأشجار : ماذا يحدث لكِ يا مرأة ..؟ الا تكفين من السب .. والشتم .. لقد ذهبت لحظر بعض

من هذه الفواكه .. خذي هذه الفاكهة .. قد تعيد لكِ .. عقلكِ ..

فرمى بطاش بالفاكهة الى ام رنين .. التي امسكتها وهي تقول :انا اسفه يابطاش ..

فقال لها بصوت هادئ جدا :هيا بنا نذهب فـ المسافة مازالت طويلة ..


انتظروا الجزء الرابع ..

[/align]