عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2006, 06:41 PM   رقم المشاركة : 38
شوق الغلا
●ـ-*مشرفة سابقة*-ـ●
 
الصورة الرمزية شوق الغلا
الملف الشخصي







 
الحالة
شوق الغلا غير متواجد حالياً

 


 

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

أن واجب الأسرة اتجاه الطفل المعاق بصريا مهم وخطير في ذات
الوقت، لأن الأسرة تتولى رعاية الطفل المعاق بصريا منذ نعومة
أظافره، وتتدخل تدخلا مباشرا في تشكيل شخصيته، وتبذر بذور صحته
النفسية الأولى، فالأسرة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن رسم
معالم مستقبل الطفل المعاق بصريا.

وإذا ما تطرقنا إلى مواقف الأسر اتجاه أبنائها من المعاقين
بصريا، فإننا سوف نرى أن هذه المواقف تتمثل في:
**********************
1. رفض الاعتراف بإعاقة الطفل وتجاهله، وقد انتشرت هذه الظاهرة
في المجتمعات القديمة.
2. قبول الطفل المعاق على مضض وعدم إظهاره للآخرين، وهذه الطاهرة
كانت منتشرة في أوساط المجتمعات الشرقية.
3. الاعتراف به، وإحاطته بكافة مظاهر الحنان والتدليل، لدرجة
تلبية كافة طلباته كافة ورغباته، وإعفائه من أي مجهود، وتدليله
أكثر من أخوته بحجة إعاقته، والغريب أن هذه الظاهرة منتشرة بين
الأسر المتعلمة.
4. السخط على القدر، والنزاع والخلاف بين الزوجين، واتهام كل
منهما الآخر بأنه السبب في إنجاب الطفل المعاق، وعليه يرمي كل
واحد منهم بمسؤولية الطفل على الآخر، وهذه الظاهرة سائدة في بعض
المجتمعات التقليدية والتي لديها تقليد وأعراف أسرية واجتماعية
غريبة.
5. الاعتدال في استقبال الطفل المعاق، ومساواته بباقي أخوته،
والعمل على تنمية مواهبه، وتدعيم الاتجاهات الإنجابية عنده، وأن
هذه الظاهرة تجدها عند الأسر التي لها اتجاهات تقليدي أو ديني،
أو ذات تعليم ديني أو تعليم تقليدي.

ومن الواضح إن أغلب هذه المواقف خاطئة، ومضرة بصحة الطفل المعاق
بصريا النفسية، وعلى تكوين شخصيته، لذا فإن الواجب على أسر
المعاقين بصريا أن تعترف بجانب القصور لدى طفلها، وأن تعامله دون
مبالغة، أو شعور بالذنب أو إهمال، وتساويه مع أخوته في الحقوق
والواجبات، دون تكليفه ما فوق طاقته.

ولكي تتمكن أسر المعاقين بصريا من تنمية قدرات أبنائها، فعليها
تقبل العجز لدى الطفل، والتعامل مع هذا العجز بطرق وأساليب علمية
مدروسة، والتدرج في تدريب الطفل المعاق بصريا وتأهيله، والانتقال
به من الأعمال البسيطة إلى تلك الإعمال الأكثر تعقيدا، مركزين
على تنمية باقي الحواس لديه تعويضا عن حاسة البصر المفقودة.

وأن المحبة والعطف والتقدير المعتدل، هي أسس بناء الطفل المعاق
بصريا، وعلى الأسرة إذا قام طفلها بعمل ما عدم الاستغراب،
وإغراقه بهالة من التقدير والتعظيم الزائدين، لان مثل هذه
التصرفات تدخل الثقة الزائدة والغير مطلوبة لنفسية الطفل المعاق
بصريا، وبالتالي سوف يصطدم بالواقع المرير عندما ينزل إلى معترك
الحياة في المجتمع من ناحية، وحتى لا تنشئ عداوة بين الطفل وباقي
اخوته من ناحية أخرى.

قد يتعرض الطفل المعاق بصريا للسخرية من باقي الأطفال المحيطين
به كالإخوان، أو أبناء الجيران، بسبب إعاقته، ويكمن دور الأسرة
في هذه الحالة بمراقبة وملاحظة هولا الأطفال، ومنعهم بشدة إذا
حاولوا السخرية من الطفل الكفيف، في الوقت نفسه يجب إفهام الطفل
المعاق بصريا وبأسلوب سلس ومنطقي وتدريجي بطبيعة إعاقته،

ومن المهم معرفة أن الإفراط في تغليف الطفل المعاق بصريا بغلاف
الحساسية الزائدة سوف تتولد لديه عقدة الإحساس المفرط، وبالتالي
سوف يتعرض للكثير من الصدمات الاجتماعية عند نزوله للميدان
الاجتماعي في ما بعد.

أن تركيبة شخصية الطفل المعاق بصريا تتسم بمميزتين رأسيتين على
الأسرة الالتفات لها جيدا وتحسن التعامل معها، وهاتين المميزتين
هما:
********
‎ الحساسية المرهفة، حيث يتميز المعاق بصريا منذ طفولته المبكرة
بدرجة عالية من الحساسية، وربما يرجع الأمر في ذلك إلى عدم
القدرة على تميز الانفعالات المرتسمة على أوجه الآخرين، فيلجئ
إلى هذه الحيلة الدفاعية تجنبا وتحاشيا للحرج الاجتماعي مستقبلا.
‎ الرغبة في الاستقلالية، يبحث المعاق بصريا منذ نعومة أظافره عن
الاستقلالية في حياته، وأن هذه الاستقلالية ليست بالقدر نفسه عند
جميع الأطفال المعاقين بصريا، حيث أنها مختلفة من طفل إلى طفل،
ويرجع الاختلاف إلى وجود الفروق الفردية في ما بينهم.

أن الأسرة إذا ما أحسنت التعامل مع إعاقة طفلها المعاق بصريا منذ
البداية فأنها بذلك سوف تجنب طفلها العديد من المشاكل النفسية
والاجتماعية، وسوف يستطيع المعاق بصريا الاعتماد على نفسه، وبذلك
سوف تخرج الأسرة شابا قادرا على مواجه ظروف الحيات المختلفة، على
درجة عالية من التفاعل الاجتماعي.

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

يـ
تـ
بـ
ع






التوقيع :

لااله الا الله

رد مع اقتباس