طفت علي سطح ذاكرتي كلمات الروائي العالمي الشهير إرنست هيمنجواي ان الكاتب الحقيقي هو الكاتب الذي يقف علي الخط الفاصل بين الحياة والموت، وتستدعي الذاكرة ايضا سطورا بليغة لشاعرنا القدير نزار قباني عندما قال: انا شاعر لايزال يفتش عن الحرف التاسع والعشرين في الابجدية العربية، حروف الابجدية الثمانية والعشرون هي اثار مكتشفة، ومعروضة في كل المكتبات والمتاحف ودور المخطوطات، لذلك فهي ممتلكات ثابتة وعصافير في متناول اليد، اما الشاعر، فإن عينه مصوبة دائما إلي العصافير التي لم يلتقطها.. وإلي العصافير التي التقطها، فإذا كان الناس العاديون يفضلون عصفورا واحدا في اليد علي خمسين عصفورا علي الشجرة.. فإن الشعراء لا يعترفون بهذا المنطق، ويفضلون عصافير المجهول علي كل ما يباع في سوق الطيور، وكان كاتبنا وأستاذنا الراحل مصطفي امين يقول: 'انا اكتب كما اتنفس' اي ان الكتابة بالنسبة له كانت اوكسجين الحياة.
اما الروائي جابريل جارسيا ماركيز اديب امريكا اللاتينية الحائز علي جائزة نوبل في الاداب فقد وصف الكتابة بأنها اكثر المتع التي يمكن تصورها حميمية ونفردا.
في لحظات التأمل.. والمعاناة مع الكلمة والحرف وفي رحلة البحث عن فكرة تستحق الكتابة، وسطور حقيقية تحمل المعني والمغزي.. اشعر ان الكاتب الحقيقي في معركة دائمة مع الواقع.. واشتباك مستمر معه في محاولة لتغييره إلي الافضل .. وفي تلك الرحلة الممتدة نعيش مع القلم والورق مشاعر الالم والامل.. المتعة والعذاب في آن معا.!