"الحلقة الرابعة" “كيف تتخذ القرارات في حياتك؟”[align=right][/align] [align=left][/align] تجارب الحياة تعلمك الكثير فاجعلها لك دروس وتعلم منها، تمر بنا مواقف تحتاج منا قرار أو حل لها "فـكيف تتخذ القرارات في حياتك؟ " هذا هو عنوان حلقتي لهذا الأسبوع.... تذكر أولاً بأن الإنسان مسير ومخير في الوقت نفسه...... وهناك مثل على ذلك أن الإنسان ليس مخير في موته وحياته لأن الأعمار بيد الله عز وجل لكن في الوقت نفسه فهو مخير في فعل الخير أو الشر.... وعندما سئل الشيخ ابن عثيمين عن هل الإنسان مسير أم مخير؟ أجاب- رحمة الله أن الأمور التي يفعلها العاقل يفعلها باختيارة بلاريب واستدل بقولة من - قول الله تعالى ( فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً )(النبأ:39)- -و قوله تعالى ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) آل عمران :152 -و قوله تعالى ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الإسراء:19) -و قوله تعالى ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )(البقرة :196) حيث خير الفادي فيما يفدي به . ولكن العبد إذا أراد شيئاً وفعله علمنا أن الله -تعالى -قد أراده -لقوله -تعالى-: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:29) فلكمال ربوبيته لا يقع شيء في السموات والأرض إلا بمشيئته تعالى ، وأما الأمور التي تقع على العبد أو منه بغير اختياره كالمرض والموت والحوادث فهي بمحض القدر وليس للعبد اختيار فيها ولا إرادة . والله الموفق. فاصل اعلاني : عند حاجتك لإتخاذ القرار فإنه يتطلب منك حين تتخذه أن تكون في حالة وعي كامل وفي وضع يسمح لك بإتخاذه .... بعيداً عن كل مؤثرات الضغوط من حولك... "اذا كنت في حالة الغضب أو الحزن أو تحت ضغوط معينة فلا تتخذ أي قرار تتسرع به فتندم عليه"..... كن قوياً وقوي ثقتك بنفسك تأكد من قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبه ... كذلك حاول أن تحصر جوانب الموضوع وأن تفرض له نقاط ونتوقع لها حل مع مراعاة التفكير بالنتائج من دون عجله ففي التأني السلامه ..... وتذكر قدرة الله في كل شي ثم أستخير فالإستخاره تعد من أعظم العبادات في حال تشتت الذهن ونزول الحيرة بالإنسان.... كما دل عليها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال : (( إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل : " اللهم إني أستخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به " )) . [ البخاري ] عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً . أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير ، واجمع قلبك أثناء الدعاء وتدبره وافهم معانيه العظيمة . إذا استخرت فأقدم على ما أردت ولا تنتظر رؤيا في ذلك..... لا تجعل هواك حاكماً عليك فيما تختاره ، فلعل الأصلح لك في مخالفة ما تهوى نفسك ... لا تنس أن تطرق باب أولي الحكمة والصلاح لتستشيرهم واجمع بين الاستخارة والاستشارة ... واجعل حياتك وتجاربك الخاصة وقصص الاخرين عبرة لك وساعد نفسك على أتخاذ القرار الصائب.... نوني الأمير