[الديرة]

هنية لأهل غزة: تتآمر عليكم الأرض فاتجهوا للسماء


"تتآمر عليكم الأرض فاتجهوا للسماء، نقول لأنفسنا ولأهل الشهداء ولأهل الأطفال: إن الله معنا".. نداء وجهه رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية لأهالي قطاع غزة، في ظل تواصل المجازر الإسرائيلية التي بدأت منذ يومين وأسفرت عن سقوط 33 شهيدا، ثلثهم من الأطفال بالقطاع.

وخلال خطبة الجمعة التي فاجأ الفلسطينيين بإلقائها من المسجد الغربي بمخيم الشاطئ بغزة رغم التهديدات الإسرائيلية باستهدافه، قال هنية: "الفلسطينيون لن يطلبوا النصرة من الغرب، أو من الأشقاء العرب الصامتين صمت القبور.. بل من الله"، في انتقاد غير مباشر للموقف العربي الرسمي حيال الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، حيث لم تصدر حتى الآن أي إدانة عربية رسمية إلا من مصر اليوم الجمعة.

فقد أدان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة والتي وصفها بـ"استخدام مفرط للقوة"، مطالبا الجانبين حماس وإسرائيل بوقف التصعيد.

وحث هنية الفلسطينيين على الثبات حتى النصر، مجددا مقولته الشهيرة بعدم "التنازل عن المواقف وأن الاحتلال لن يستطيع خطف الأوراق واختراق الحصون".

وشدد على أن هذه الجولة الإسرائيلية ستنتهي بالفشل الذريع للاحتلال كما انتهت الجولات الأخرى، وأن اغتيال القادة واستهداف الأطفال لن يكسر هذا الشعب ويرهبه، وأضاف: "تنكسر الدنيا ولا ننكسر.. تذوب الدنيا ولا نذوب".

وأسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة حتى صباح اليوم الجمعة منذ بدئها الأربعاء الماضي عن مجزرة بالقطاع والضفة، حيث استشهد على الأقل 38، بينهم رضيع و8 أطفال، إلى جانب عشرات الجرحى.



ما ذنب الطفل الرضيع؟!

وتوجه هنية للإسرائيليين بقوله: "أنتم تواجهون جيلا مختلفا يحبون الموت كما تحبون الحياة.. تربوا على موائد الرحمن".

وتساءل: "ما ذنب الطفل الرضيع؟! هل كان يحمل صاروخا وبندقية؟! لا لقد كان يحمل الحلم القادم والمستقبل القادم"، في إشارة للطفل الرضيع الذي استشهد في الغارات الإسرائيلية مساء الأربعاء.

وأعرب هنية عن اعتقاده بأن ضرب غزة ما كان ليحدث لولا "الغطاء الأمريكي، وتصريحات من يصفون أنفسهم بالمسئولين الفلسطينيين، والصمت العربي الذي يشجع على استمرار العدوان".

وحمّل هنية قادة السلطة الفلسطينية مسئولية قتل الأطفال قائلا: "دماؤهم في رقبة هؤلاء المسئولين الذين يُبررون للعدو قتلنا بتصريحاتهم، فتارة يقولون إن القاعدة في غزة وإن الصواريخ تُسبب الحصار، أقول لهم: لا نريد منكم أن تقفوا بجانبنا.. اصمتوا لا تتكلموا.. اسكتوا لا تعطوا عدوكم مزيدا من المبررات"، في إشارة لتصريحات الرئيس محمود عباس مؤخرا.

وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني ما وصفه بالمهازل الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية من حواجز واستمرار في تهويد القدس المحتلة وتوسيع الاستيطان، في وقت تستمر السلطة فيه بنهج المفاوضات.

وقال للمسئولين في السلطة: "استمروا في المفاوضات.. لن تسمعوا أنينا ولا صراخا، والتاريخ سيحكم لكم أو عليكم.. وبالتأكيد سيحكم التاريخ والشعب عليـكم".

وبعد صلاة الجمعة خـرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين بدعوة من حركة حماس في كافة مدن القطاع، منددين بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، غير آبهين بطائرات الاحتلال التي تحوم بكثافة في سماء القطاع.

وندد المشاركون بالعدوان المتواصل واستهداف الرُضع، وطالبوا بهبّة جماهيرية عربية، خاصة مع اختفاء التجاوب الشعبي العربي مع العدوان في هذه المرة.

وفي كلمته أمام المتظاهرين، أكد القيادي في حماس الدكتور خليل الحية أن الحركة ستواصل تمسكها بخيار المقاومة والحقوق الفلسطينية، ولو كلفها ذلك استشهاد القادة أو أبناء القادة. وكان أحد أبناء الحية استشهد في الغارات الإسرائيلية الأربعاء.

ومن جانبها أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واتهم الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان له الجمعة إسرائيل بارتكاب جرائم قتل متعمدة ضد المدنيين الفلسطينيين.

وطالب أوغلو مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك السريع والحاسم لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر، وتحميل إسرائيل مسئولية ارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة.

وأكد أن القضية الفلسطينية ستكون القضية المحورية في اجتماع القادة بمؤتمر القمة الإسلامية الذي يعقد منتصف مارس القادم في العاصمة السنغالية داكار.

كما دعا عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في بيان مماثل مجلس الأمن والمجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة؛ لكبح آلة العدوان الإسرائيلي المطلقة ضد الفلسطينيين العزل.



http://www.islamlight.net/index.php?...8467&Itemid=27