رمح الشمال موضوع جميل جزيت عليه الجنان من ربنا الرحمن لا حرمت الأجر والثواب ولا حرمنا النفع والفائدة ولكن اسمح لي بتعليق بسيط إضافة على كلامك - إن سمحت - : الصبر لا يكون عند المصائب فقط بل حتى عند الفرح والسرور والصبر عند المصائب من أفضل مراتب الصبر ، وقليل من الناس من يصبر عند المصيبة ، فما إن تحدث حادثة من حوادث الدهر ، أو نائبة من نوائبه ، إلا واستعجل أهلها البكاء والدعاء على أنفسهم ، وأظهروا الحزن والألم ، والأسى والندم ، وربما دعوا بدعوى الجاهلية ، فلطموا الخدود ، وشقوا الجيوب ، وضربوا الصدور ، وقد بشر الله تعالى الصابرين على المصائب فقال سبحانه : " وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " [ البقرة 155-157 ] . ومن أعظم المصائب التي تصيب الإنسان ، فقد قريب أو صديق أو جار ، لأن النفس إذا ماتت لا تعود إلى يوم القيامة . ************* والصبر عند الفرح مطلوب لأن الفرح من نعم الله تعالى عباده ، وما أجمل أن يعيش المرء فرحاً يومه وليلته ، فهذه نعمة مسداة من رب العباد جل جلاله ، ومن الناس من إذا جاءته البشرى ، فرح فرحاً شديداً أفقد شكر ربه على ذلك ، بل ربما أدى الفرح إلى الوقوع في المعصية ، ويستغني عن عبادة ربه ، وهذا واقع مشاهد ، وأنواع الصبر كثيرة لكن هذه بعض منها وفقكم ربي . . ومــضــــــــــــة : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) بذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهمَ والحزن ، بذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى . . فيا من شكا الأرق ، وبكى من الألم ، وفجع من الحوادث ، ورمته الخطوات ، هيا اهتف باسمه المقدس . . ( هل تعلم له سميَا ) .