عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2009, 04:02 AM   رقم المشاركة : 2
شذى العبير
فوتوغرافية
 
الصورة الرمزية شذى العبير
الملف الشخصي







 
الحالة
شذى العبير غير متواجد حالياً

 


 

جزاك الله خير للقصه

جدة - منى الحيدري:
ولدت الدكتورة وحي القمان أستاذ القانون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بمرض في شبكية العين يتسبب في تدهور خلايا الإبصار إلى أن يؤدي إلى العمى.
ففي مرحلة المتوسطة بدأت لا تميز الألوان ولا ترى الأشياء البعيدة.. إلى أن شعرت بعتمة تلف الكون من حولها.

تقول الدكتورة وحي: "يعتقد البعض بأن الإنسان يصعب عليه أن يفقد تذكر الأشياء من حوله بعد أن يكون قد اعتاد على رؤيتها، ولكنني أرى أن الأصعب أن تكون حرمت من رؤيته منذ البداية".

وتضيف: "بالنسبة لي فإنني أعرف لون البحر والسماء وتدرج الألوان وشكل الحروف والكلمات".

لم تشعر باليأس للحظة في حياتها، لذلك أصرت أن تكمل دراستها الثانوية في مدارس ربما يندر وجود كفيفة في فصولها، فطرقت أبواباً أقفلت أمام رغبتها في إكمال تعليمها رغم أن أهلها عزموا على إرسالها لبريطانيا إلا أنها فضلت أن يكبر الحلم داخلها فوق أرض رعت خطواتها المتباعدة وكللتها بالنجاح.

لتأتي موافقة الأستاذة بهية لفادي مديرة الثانوية الأولى لتدفعها بهدوء وثقة إلى حلمها كطالبة منازل. لتجتاز التحدي بتفوق وتضع قدمها في بداية الطريق الجامعي بين جامعات الكويت وعمان ومصر وتحصد درجة الدكتوراه في القانون والذي يماثل شخصيتها التي تسعى للنقاش والتحليل كونه يسمى - الطب البديل -.

عام 1999ميلادي ولد داخلها تحد من نوع آخر وهو رغبتها العمل، فتقدمت بأوراقها إلى العمادة بالجامعة، وتتذكر الدكتورة مي كلمات العميدة هيفاء جمل الليل والتي التقت بها لإجراء مقابلة شخصية معها، قالت: لقد التقيتك كإجراء روتيني اعتقدت أنه سينتهي بدون نتيجة ولكنك جديرة بأن تكوني إحدى عضوات هيئة التدريس بالجامعة.

واعتبرت الدكتورة وحي التجربة العملية منعطفاً هاماً في حياتها وأكثر ما يميزها تلك العلاقة الرائعة بينها وبين طالباتها المبنية على الاحترام والثقة في التعامل، فإذا أخطأت طالبة أثناء المحاضرة عن قصد دون أن أشعر ذلك، تأتي في اليوم التالي لمكتبي لتعترف بخطئها وتعتذر.

أحد أهم ركائز الدعم اللامتناهي الذي تشيد به الدكتورة وحي هو ذلك الذي يأتي من نبع أسرتها التي صمدت معها أمام العثرات المؤلمة والمحزنة في مشوار حياتها لتشعر بدفء أناملهم التي كانت تشد على يديها فتمدها بالعزيمة والإصرار وتصبح المستشارة الأولى لهم.

ولا تغيب تفاصيل العالم المتجدد من حولنا عن عيون الدكتورة وحي وذلك من خلال عيون - رحيمة - رفيقتها وسكرتيرتها والتي لازمتها لأكثر من عشرين عاماً تنقلت معها في سفرها وعانت تبعات الغربة خلال دراستها في الخارج وتصفها بالقريبة جداً لنفسها.

لم تكن طفولتها كطفولة باقي الفتيات في مثل عمرها، فقد هجرت عالم اللعب بالعرائس إلى رفوف المكتبات، لأنها تصف نفسها بالعاشقة للقراءة رغم أنها كانت تحتاج لإضاءة قوية وتقترب بعينيها المتعبة إلى سطور الكتب مما جعل والدها يقوم بتصوير الكتب بالبنط الكبير والغامق ليشبع رغبتها في القراءة.. وتقول الدكتورة وحي: "أذكر أنني كنت أجلس لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة لأقرأ".

تسعد الدكتورة وحي بعبارة كتبت عنها تضمنت الآتي: (عندما تلتقي د.وحي لا تشعر أنها فاقدة للبصر).

وأكثر ما يحزنها عدم التقدير لفاقدي البصر في العالم العربي بشكل عام، لأنه يحتاج الدعم من أسرته ومجتمعه لأننا في أمس الحاجة بأن يكون لدينا عدد كبير من فاقدي البصر داخل أفراد المجتمع لإثبات وجودهم بعد أن يكونوا قد نالوا الثقة والتشجيع.

وتحلم بأن تنهي أبحاثها للحصول على درجة علمية تضاف لرصيدها الأكاديمي.


منقول من جريدة الرياض







التوقيع :
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس