الحلقة الثانية
قال سعيد بن المسيب : ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء .
وقال : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله ، ولا أهانت أنفسها إلا بمعصية الله تعالى .
وقال : كفى بالمرء نصرة من الله له أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله .
وقال : من استغنى بالله افتقر الناس إليه .
وقال : الدنيا نذلة (حقيرة ) وهي إلى كل نذل أميل ، وأنذل منها من أخذها من غير وجهها ووضعها في غير سبيلها .
وقال : من كان فضله أكثر من نقصه ، وُهِبَ نَقْصُهُ لفضلِهِ .
قال عروة بن الزبير : رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا .
وقال لبنيه : إذا رأيتم الرجل يعمل الحسنة ، فاعلموا أن لها عنده أخوات ، وإذا رأيتم الرجل يعمل السيئة فاعلموا أن لها عنده أخوات ، فإن الحسنة تدل على أختها ، والسيئة تدل على أختها .
قال طاووس : سمعت علي بن الحسين زين العابدين – وهو ساجد عند الحجر – يقول :
عبيدك بفنائك ..سائلك بفنائك..فقيرك بفنائك . قال طاووس : فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني .
وقال علي بن الحسين : إن الجسد إذا لم يمرض أشر وبطر ، ولا خير في جسد يأشر ويبطر .
كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله يرتقي المنبر ويقول:
( كم من مستقبلٍ يومًا لا يستكمله، ومنتظرٍ غدًا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره )
قال عبد الرحمن بن مهدي:
( لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا ) وكانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد.
يذكر ابن المبارك أن صالح المري كان يقول:
( إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد علي قلبي).
وقيل: من أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاثة:
تعجيل التوبة * وقناعة القلب * ونشاط العبادة
ومن نسي الموت عوجل بثلاثة :
تسويف التوبة * وترك الرضا بالكفاف * والتكاسل في العبادة
متى يستعد للموت من تظلله سحائب الهوى ويسير في أودية الغفلة ؟
متى يستعد للموت من لا يبالي بأمر الله في حلالٍ أو حرام ؟
متى يستعد للموت من هجر القرآن الكريم تلاوة وعملا ؟
متى يستعد للموت من لا يصلي الفجر إلا بعد خروج وقتها ؟