الحلقة الثالثة
قال مجاهد : من أكرم نفسه وأعزها أذل دينه ، ومن أذل نفسه أعز دينه .
وقال : الفقيه من يخاف الله وإن قل علمه ، والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه .
وقال : إن العبد إذا أقبل على الله بقلبه ، أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه .
وقال عطاء : جاءني طاووس فقال لي : يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونه حجابه . وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة ، طلب منك أن تدعوه ووعدك الإجابة .
وقال طاووس لابنه : يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، ولا تصاحب الجهلاء فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، واعلم أن لكل شيء غاية ، وغاية المرء حسن عقله .
قال أبو عبد الله الشامي : دخلت على طاووس فقال لي : سَلْ فأَوجز ، فقلت : إن أَوجزتَ أوجزتُ لك ، فقال : تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا التوراة والإنجيل والفرقان ؟ قلت نعم ! قال : خَف اللهَ مخافةً لا يكونُ عندك شيءٌ أخوفَ منه ، وارجُهُ رجاءً هو أشدَّ من خوفكَ إياه ، وأَحِبَّ للناس ما تحب لنفسك .
وعن طاووس عن ابن عباس قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتى أنينه في مرضه ، فلما مرض الإمام أحمد أَنَّ فقيل له : إن طاووساً كان يكره أنين المرض فتركه
قال عكرمة : قال لقمان لابنه : قد ذُقتُ المرار فلم أذق شيئا أمر من الفقر . وحملت كل حمل ثقيل فلم أحمل أثقل من جار السوء . ولو أن الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب .
قال كُثَيِّر عزة :
ومن لا يُغمضُ عينَه عن صديقه...........وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتبُ
ومن يَتـَتـَبَّعْ جاهدا كلَّ عَثْرَةٍ ............يَجِدها ولا يَبقى له الدهر صاحبُ
قال بكر بن عبدالله المزني : إذا رأيت من هو أكبر منك من المسلمين فقل : سبقتُهُ إلى المعاصي فهو خير مني ، وإذا رأيت إخوانَكَ يُكرِمونَكَ ويُعَظِّمونَكَ فقل : هذا من فضل ربي ، وإذا رأيتَ منهم تقصيرا فقل : هذا بذنْبٍ أحدَثْتُهُ .
وقال : لا يكونُ العبد تقيا حتى يكونَ تقي الطمع تقي الغضب .
وقال : إذا رأيتم الرجلَ موكلا بعيوب الناس ناسيا لعيبِهِ فاعلموا أنه قد مُكِرَ به .
وقال : إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال ، فقها في الدين ، وزهادة في الدنيا ، وبصرا بعيوب نفسه .
وقال : الدنيا دار قلق ، رغب عنها السعداء ، وانتزعت من أيدي الأشقياء ، فأشقى الناسِ بها أَرغبَ الناس فيها ، وأَزهدَ الناس فيها أسعدَ الناس بها ، هي الغاويةُ لمن أطاعها ، المهلكةُ لمن اتبعها ، الخائنة لمن انقاد لها ، عِلمُها جهل ، وغناؤها فقر ، وزيادتها نقصان ، وأيامها دول .
وقال : من قرأ ( حفظ ) القرآن مُتِّعَ بعقله ، وإن بلغ من العمر مائتي سنة .