أولاً : هذا البيان المتهالك
ونداء من الإخوان المسلمين إلى خادم الحرمين الشريفين لحقن دماء المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
لقد آلم نفوسنا وأحزننا كل الحزن هذا القصف المتبادل وتلك الدماء المهدرَة على الحدود اليمنية- السعودية، ودخول جيش المملكة العربية السعودية ساحة القتال الدائر منذ فترة بين أبناء الشعب اليمني الشقيق.
إن من حق المملكة العربية السعودية أن تحمي حدودها، وتحافظ على أمنها، ولكن دور المملكة العربية السعودية وعاهلها خادم الحرمين الشريفين أكبر من ذلك بكثير؛ بريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي، ومكانتها الكبيرة، وهو دور الإصلاح بين المتخاصمين، ورأب الصدع بين المتقاتلين، وليس الاستدراج إلى دخول ساحة المعارك، ولها في تاريخها الحديث في عهد مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود ما يؤكد ذلك.
إننا ندعو العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى الأمر بوقف القتال فورًا؛ لمنع إراقة الدماء الحرام، وقتل المدنيين الأبرياء، ثم السعي جادًّا إلى عقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين لإصلاح ذات البين؛ حفاظًا على وحدة اليمن الشقيق، وسلامة أبنائه، والحفاظ على ثرواته ومقدراته، ومنع القوى المتربصة بالأمة العربية والإسلامية من الوقيعة بين المسلمين.
وللسعودية دور بارز في ذلك قديمًا وحديثًا، وللملك في أبيه- رحمه الله- القدوة الحسنة عندما استجاب لدعوة العلماء والفقهاء سابقًا.
وإننا ندعو كافة العلماء والفقهاء من أنحاء العالم الإسلامي للتدخل، ومناشدة العاهل السعودي وقف القتال وحقن الدماء، والسعي في الصلح بين المتحاربين.
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 20 من ذي القعدة 1430هـ الموافق 8 من نوفمبر 2009م
.................................................. ........................................
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فقد طالعتنا بعض المواقع الإخبارية من صوتية ومرئية ومكتوبة ونحوها بما يسمى ( نداء من الإخوان المسلمين إلى خادم الحرمين الشريفين لحقن دماء المسلمين )
ولي مع هذا النداء وقفات :
أقول وبالله أستعين :
الوقفة الأولى :
صدر الإخوان المسلمون بيانهم أو نداءهم بهذه الآية : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
مما يوحي لكل غيور أن ما يحدث على حدود دولة التوحيد ( السعودية ) حماها الله هو حرب بين أهل توحيد وسنة ؟؟؟!!!!!! لذلك هب الإخوان المسلمون لحقن دماء أهل السنة ؛ والواقع أن الحرب بين المملكة وحثالة الحوثيين هي حرب بين دولة التوحيد والسنة ورافضة اثني عشرية كافرة
الوقفة الثانية :
لا يخف على كثير من طلاب العلم ناهيك عن العلماء السلفيين أن الرافضة كفار وليسوا من الاثنتين والسبعين فرقة الهالكة التي وردت في حديث أنس وعبدالله بن عمرو ( وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) الحديث
وقد كفرهم جمع من أهل السنة كالإمام مالك رحمه الله وكذلك ورد عن الإمام أحمد مايوحي بذلك والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وغيرهم
وقد استنبط الإمام مالك رحمه الله كفر الرافضة من القرآن من قوله تعالى في سورة الفتح: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } [الفتح: 29] قال: من غاظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر. ذكره ابن كثير في «تفسيره» [7/362] قال: وقد وافقه طائفةٌ من العلماء.
الصارم المسلول - (1 / 570)وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و قد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة و غيرهم بقتل من سب الصحابة و كفر الرافضة
قال محمد بن يوسف الفريابي و سئل عمن شتم أبا بكر قال : كافر قيل : فيصلى عليه ؟ قال : لا و سأله : كيف يصنع به و هو يقول لا إله إلا الله ؟
قال : لا تمسوه بأيديكم ادفعوه بالخشب حتى تراوه في حفرته
و قال أحمد بن يونس : [ لو أن يهوديا ذبح شاة و ذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي و لم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام ]
أبعد هذا يتباكى الإخوان المسلمون على على دماء الرافضة لعنهم الله ويطالبون خادم الحرمين الشريفين بحقن دمائهم !!!!!!!!!
الوقفة الثالثة :
قولهم : إن من حق المملكة العربية السعودية أن تحمي حدودها، وتحافظ على أمنها، ولكن دور المملكة العربية السعودية وعاهلها خادم الحرمين الشريفين أكبر من ذلك بكثير؛ بريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي، ومكانتها الكبيرة، وهو دور الإصلاح بين المتخاصمين، ورأب الصدع بين المتقاتلين، وليس الاستدراج إلى دخول ساحة المعارك، ولها في تاريخها الحديث في عهد مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود ما يؤكد ذلك
هذه كلمة حق أريد بها باطل ؛ هل يريدون من المملكة أن تسلم للحوثيين بعض أجزاء من وطنها وحدودها لترضي العالم كما تزعمون ؟؟؟!!!
ثم كيف تريدون من المملكة التي اعتدى عليها هذه الشرذمة الضالة أن تكون مدافعة عن أبناءها ووطنها وتكون كذلك هي المصلحة ؟؟؟!!! هذا يعني أن تتنازل المملكة عن أجزاء من وطنها لهذه الفئة الباغية !!!!!
وهذا لا يقبله شرع ولا عقل .
ثم قولهم : وليس الاستدراج إلى دخول ساحة المعارك
يعني ذلك أن المملكة وحكامها سذج لدرجة أن هناك من يستدرجها لشئ يريده !!!!!!! وحاشا حكومتنا الرشيدة التي عرف العالم كله وشهد لها بالعقل والحكمة والإتزان والتصرف بحلم مع أهل الإسلام بل ومع غيرهم .
لكن هم الإخوان دائماً يدسون السم في العسل كما يقال .
الوقفة الرابعة :
مناشدتهم لوقف القتال وفوراً !!!!!!
سبحان الله يُعتدى على أرض المملكة ويُطلب منها وقف القتال !!!
كان الأولى بالإخوان المسلمين أن يطلبوا من المملكة أن ترد بيد من حديد على أعداء الدين والسنة .
قال الله تعالى : ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) [البقرة : 194]
وقال تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات : 9]
الوقفة الخامسة :
لم يدن البيان الاعتداء على حدود وأراضي المملكة وإنما اكتفوا بذكر حق المملكة في حماية أرضها ؛ ولم يدينوا قتل الحوثيين لبعض أبناء وطننا من عسكريين ومدنيين وأخذوا يتباكون على دماء الرافضة ( الحوثيين ) وكأن السعوديين ودماءهم رخيصة ولا بواكي لها !!!!!!
الوقفة السادسة :
لا ريب ولا شك أن الإخوان المسلمين تربطهم علاقات ود ومحبة وإخاء مع الرافضة من قديم الزمن فهاهو مؤسس الحزب حسن البناء عندما سئل عن الإثني عشرية قال هم مثل المذاهب الأربعة ؛ وكان يلتقي كثيراً بالقمي وهو شيعي رافضي خبيث
بل إنهم وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو جاحد للحق أنهم يبغضون المملكة العربية السعودية ويتمنون اليوم قبل غد زوالها وأفولها لأنها بلد التوحيد والسنة التي وقفت سداً منيعاً في وقف نفوذ الإخوان المسلمين عندما تنبه لذلك علماؤها وأمراؤها وعرفوا مخططاتهم وكيدهم من عهد سيد قطب ومن بعده .
قال كبيرهم في هذا العصر وهو يوسف القرضاوي في كتابه بين قرنين : لم تقم دولة إسلامية في العصور المتأخرة إلا دولة ( الإمام ) !!!! الخميني في إيران ودولة الترابي في السودان .
وكأن دولة التوحيد والسنة ( السعودية ) لا تعرف ولم تقم .
الوقفة الأخيرة :
نحمد الله أن ولاة الأمر عرفوا منهج الإخوان المسلمين وعرفوا مخططاتهم ؛ وما كلام الأمير : نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية عندما أخبر في لقاء له أن سبب مآسي بلدنا وبلاد المسلمين كانت بسبب الإخوان المسلمون .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته