عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2012, 01:06 PM   رقم المشاركة : 1
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

دور الشباب ا لفعّال في المجتمع المسلـم

بسم الله الرحمن الرحيم
دور الشباب الفعّال
ــــــــــــــــــــــــــــــ

دور شبابنا الفعّال في المجتمع المسلم ..
وما أدراك ما الشباب وهم الذين تحدّث حولهم الكثيروالكثير ، من العلماء والمصلحين .
والذين لم ينكروا مكانتهم ولم ينكروا دورهم في بناء المجتمع المسلم .


بل قالوا عنهم هم عصب الحياة ، والعمود الفقري لكل أمة وهم القادة والمهندسون والأطباء ورجال القضاء وحماة الوطن .


وهذا وصف لايجحده جاحد ولايتمارى فيه اثنان ، وتأكده آثار وردت في الكتاب والسنة وكتب السير..


فأبونا إبراهيم عند تكسير ه للأصنام كان فتى والفتوة هي الشباب
وموسى عندما وكز رجلا من قوم فرعون ولم يرض بالخطأ كان شابا
وعيسى عندما صعد إلى السماء كان فتى
ونبينا محمد عندما أنزل عليه الوحي كان فتى
في الأربعين من العمر

والأربعون واسطة بين القوة والضعف
وصبي نجران كان فتى وغيرهـم من الذين غيّروا مجرى التاريخ كانوا شبابا
فالشباب هم أصحاب الفكـر المتجدد وهـم أقدر على اتخاذ القراربكل عزيمة واقتدار
وفي بداية الدعوة المحمدية ..


انتشر الإسلام على يد الشباب المتحمس لأنهم أرق أفئدة ، وأسرع عاطفة ، وأقدر على مقارعة الخطوب وتحمّل المشاق ، وأكثر المتمسكين بالعهود والمواثيق لصفاء قلوبهم ونقاء سريرتهم .


ولهذا كان أول فدائي في الإسلام من الشباب وهو على رضي الله عنه عندما نام في سرير رسول الله وعرّض نفسه للقتل والاغتيال من كفار قريش .


وأين نحن من عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ، وخبيب ابن الأرت القائل
ولست أبالي حين أُقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي
وغيرهم من الصحابة الذين تركوا الأهل والأوطان وهاجروا من أجل كلمة ومبدأ
وقرار اتخذوه لارجعة فيه حبا لله ولرسوله .


فكان منهـم الخلفاء والقادة العظام أعزهم الله من ذل الأوثان إلى عز الرحمن وأبدلهـم من بعد ضعفهـم قوة .


وآتاهـم كنوز وملك الأكاسرة والقياصرة وقد كانوا رعاة إبل وشاة هؤلاء هم شباب الإسلام الأول ، ولم يعقـم تاريخ المسلمين من الشباب النابهين ، والتاريخ منذ عهد النبوة ملئ بالعباقرة والخالدين .


وملئ بالمفآجآت السارة في كل زمان وفي كل فروع المعارف ، الدينية والدنيوية
ونحن لانقيس شبابنا على الخاملين منهـم بل على المبدعين في شتى جوانب الحياة
ومن يتتبع شباب الإسلام في السير والتراجم سيجد ما يثلج الصدر ويسر الخاطر
فمثلا سيف الدين قطز أحد قادة المماليك كان عبدا رقيقا وقاد أمة وانتصـر في كثير من المعارك .


وكافور الإخشيدى كان طباخـا ولكن أوصلته همته لسدة حكم مصر
وصلاح الدين كرديا كان نجم أوانه وفخر أهل زمانه ومحرر القدس من أيدي الصليبيين .


ومحمد الفاتح تركيا وصل بجيوشه إلى قلب أروبا ومن حسناته فتح القسطنطينية
والشافعي يتيم حفظ الموطأ وعمره سبع سنين وجلس للفتوى في الثانية عشرة وهو أول من أصّل الأصول في الفقة ..
وأمه أرملة لاحول لها ولا قوة .


وإمام الحديث البخاري فقد بصـره وعمره خمس سنين وبدعاء أمه أعاد الله عليه بصره ، فاجتهد في علم الحديث وألف أصح كتبه صحيح البخاري بعد القرآن الكريم
هذا في مجال العلوم الدينية والسياسية


أما في مجال الاختراعات ففي العصر العباسي بدأت نهضة بواكير العلوم فاخترعوا
طرق الري بالدواليب والسواقي ، وفي الكيمياء ماء الذهب والدائرة الضوئية وأدوات الطب كابن الهيثم ، وعلم الفلك والجبر .


وانتقلت علومهم إلى الأندلس فتتلمذ الألمان والفرنسيون والإيطاليون على جامعات غرناطة وبلنسية وتعلموا منهـم العلوم الهندسية والعلوم المكتبية وكل ما وصلت أيديهم إليه حتى في علم الخراج والاقتصاد بل كان أحدهم يفتخر باللباس العربي واليوم نحن نفتخر باللباس الإفرنجي والتاريخ يعيد نفسه بدل ماكانوا يأتون إلينا في طلب العلم صرنا إليهـم


نتلقى علومهـم ونشرح بها صدرا ونلهج بها تبجحا وهي من نتاج الآباء والأجداد
نحن نمنا وهم استيقضوا هم يقرؤن ونحن نلعب هم يخترعون ونحن نستهلك ونشتري .

حتى في علم الموسيقى والأتيكيت في سفرة الأطعمة قيل أخذوها من زرياب بالأندلس .

إسلامنا دين عمل وطموح .


ودين قوة في العقل والجسم والروح ، كما قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل ، وارووهم ماجمل من الشعر ،
لمقارعة الخصوم في الخطابة والبيان وغير ذلك من حفظ للقرآن والحديث وتعلم الصناعة كالهندسة والحياكة والطب والكيمياء ..


وإن كنا معشر العرب نرى الكثير من المهن عيبا وهي أساس تأخرنا عن مجارات التطور ، بل ركزنا في علومنا على الإدارة والاقتصاد وعلم الاجتماع والأدب ، ولم نبن مصانع للطائرات والمركبات ولم نتعلم أسرار الصناعات الدقيقة في الذرة وغيرها من الصناعات المفيدة .


ولوحرص القائمون على تعليم الشباب وتوجيههم أكاديميا ومهنيا لكان أفضل
لنجد شبابا منتجا يعيش عيشة كريمة وشعبا متطوّرا عبر الأجيال المتعاقبة ولكن تركنا شبابنا للضياع .


تركناهم يقررون مصيرهـم في اختيار دراساتهـم عشوائيا ولم ندرس توجهاتهـم وميولهـم

مما نتج عن ذلك الفشل الدراسي والهروب من كراسي الجامعة إلى كراسي المقاهي والإنترنت والبحث عن الضياع والاختلاط بالمجرمين والمروجين
وأصحاب الفساد

فشبابنا بحاجة من العلماء والمفكرين ..


إلى جدولة وغربلة فوارق فردية وعدم ترك الضعيف منبوذا عن الجامعة أو المجال الخدمي كالعسكرية ومايتناسب وقدراته العقلية والبدنية من الأعمال .


أما أن يترك بالشارع فهذا ضرر على المجتمع بأسره .

كما أنّ شبابنا اليـوم ركنوا إلى الدعة والاسترخاء وتملكهـم الكسل البدنى والعقلى معا ..

فلـم يتطلّعوا إلى ذروة المجد والرفعة ، ورضوا أان يكونوا مع الخوالف إلا من شاء ربك


وفي الحديث الشريف
لاتزول قدم ابن آدم يوم القيامة عندربه حتى يسأل عن خمس .
عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه ؟
وفيما أنفقه ؟ وماذا عمـل فيما علـم ؟


فعلينا كشعوب بناء الشباب كما تبنى القلاع والحصون ، حتى لاينفذ إليهـم الأعداء
فيسلبون عقولهـم وأنفسهـم من الأمة ..
فتموت الأمة بموت شبابهـا.

أ.محمد على طاهر العبدلى







آخر تعديل حلوة الإحساس يوم 13-04-2012 في 08:32 AM.

رد مع اقتباس