عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2012, 10:27 PM   رقم المشاركة : 4
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

الأسلوب الكتا بي
لكل .. إنسان في كلامه ونطقه نسق خاص في النطق بالحروف ومخارجها كما أن للهجات دورها ولكل شخص مقدرة خاصة بمدلولات مفرداته ومعانيها وتفصيلها على الأفكار والمعاني بدون زيادة ولا نقصان وبحسب الحالة النفسية والعاطفية لانفعال كاتبها .

فالكاتب الناجح هو الذي يفصّل لفظه على الغرض المطلوب في إرادة المعنى وبدون زيادة ولانقصان .
ويصبغ مفرداته بالطابع العقلى أو العاطفى الإنساني العام لتكون كلماته مقبولة عند المتلقى وتكون أكثر إقناعا في مضمونها ، ويبعد مفرداته عن الغريب في المعنى وعن التورية والتعقيد في التركيب اللغوي ، فالبأس يدل على العزّة مثلا ، واليأس يدل على المهانة والضعف

ولا تتوفر توارد المعاني في المفردات من جنس واحد إلا لكاتب مجرّب ثري بالمفردات التى تخدمه في مجال الكتابة الشعرية والنثرية


فقصر الجمل توحي باختصار المعنى وتطويلها يدل على الإسهاب ، وللتطويل فوائده ، وللإختصارمزاياه ومتعته ، ولهذا قالوا : البحر الطويل في الشعر يصلح للشكوى والرثاء والبسيط للغزل ..

ومقام الحال عند المتكلم والمستمع هو الفيصل، ومما يساعد على جمال الأسلوب التنوع البلاغي ليحدث الإيقاع الموسيقى فلا بد من وجودالمؤثرات الصوتية في الألفاظ مثل السجع ووجود الطباق والجناس ومزاوجة الجمل في القصر والطول ،

مع وجود الأسلوب الإنشائى القصصى كالسؤال والجواب والنفى والإثبات والأمر والنهى والنداءوالتمنى مع روعة البيان في الاستعارات والتشبيهات والكنايات . وهذه هي عدة الكاتب المحترف للأدب كما يقول الجاحظ في وصف الكتاب
والكتاب وعاء ملئ علما ، وظرف حشي ظرفا ، وإناء شحن مزاحا وجد ا ..


فتلاحظ اهتماده على الأسلوب التقريري وبروز التصوير البيانى مع تقارب بين جمله ومراعاة السجع على الألف وكأنك تقرأ شعرا لانثرا مما يجعل الأسلوب وتقبلا ومتنوعا فتقارب مخارج الحروف في هذا الأسلوب عند الجاحظ يكسب نثره موسيقية متقبلة عند كل من يقرأ للجاحظ ولهذا أصبح مميزا في جميع كتبه فقد جعل العلم محسوسا والظرافة كذلك وهي أشياء معنويةلاحسية .


واقرأ هذه القطعة الشعرية للشيح عبد الرحيم بن أحمد العباسي
في وصف الناس . قوله :

مالي أرى أحبابنا في الناس ... صاروا كمثل حبابنا في الكاسي
بينا يروقك عند أول نظـرة ... كاللؤلؤ المتنـاســــــق الأجنـاس
فإذا أعدت الطرف فيهم لم تجد ... شيئا وصار رجاؤهــم كالياس

فانظر إلى هذه الصورة الجميلة في وصف ظاهر الأحباب بحبب العصير تراه في الكأس أول صبه ثم بعد ركوده لم ترى شيئا ، وفي ظاهرهم يطمع ماتراه منهم ويعجبك ظاهر القول : ثم سرعان ماتجني منهم إلا اليأس بعد الرجاء، وكيف زاوج في المعنى بين الرجاء واليأس ، وجانس بين الأحباب والحباب .

ليكسب موضوعه قبولا وحسنا عند القارئ والسامع ...

وإلى لقاء في موضوع آخر من حرفة الأدب إن شاء الله .







آخر تعديل أ.محمد العبدلي يوم 14-11-2012 في 10:29 PM.

رد مع اقتباس