عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2011, 07:45 PM   رقم المشاركة : 83
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

التعريق بالمظفر قطز نقلاً عن كتاب الوافي بالوفيات للصفدي - بتصرف -
قطز بن عبد الله الشهيد الملك المظفر سيف الدين المعزي: كان أكبر مماليك المعز أيبك التركماني، بطلاً شجاعاً مقداماً حازماً حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، وله اليد البيضاء في جهاد التتار.
حكى شمس الدين الجزري في تاريخه عن أبيه قال: كان قظز في رق ابن الزعيم بدمشق في القصاعين، فضربه استاذه فبكى ولم يأكل يومه شيئاً.
ثم ركب أستاذه للخدمة وأمر الفراش يترضاه ويطعمه. قال: فحدثني الحاج علي الفراش،قال: فجئته فقلت: ما هذا البكاء من لطشة؟ فقال: إنما بكائي من لعنته أبي وأمي وجدي وهم خير منه، قلت: من أبوك، واحد كافر، قال: اوالله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، إنما أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك، فسكت وترضيته.
ولما تملك أحسن إلى الفراش وأعطاه خمسمائة دينار وعمل له راتباً.
وحكى الجزري أيضاً في تاريخه قال: حدثني أبو بكر بن الدريهم الأسعردي والزكي إبراهيم الجبيلي أستاذ الفارس اقطاي قال: كنا عند سيف الدين قطز لما تسلطن أستاذه المعز، وقد حضر عنده منجم مغربي، فصرف اكثر غلمانه، فأردنا القيام فأمرنا بالقعود، ثم أمر المنجم فضرب الرمل ثم قال: اضرب لمن يملك بعد أستاذي ومن يكسر التتار، فضرب وبقي زماناً يحسب، فقال: يا خوند ( كلمة تركية تعني يا سيد ) يطلع علي خمس حروف بلا نقط، فقال: لم لا تقول محمود بن ممدود. فقال: يا خوند، لا يقع غير هذا الاسم، فقال: أنا هو، وأنا أكسرهم وآخذ بثأر خالي خوارزم شاه.
قلنا: يا خوند إن شاء الله تعالى. فقال: اكتموا هذا، وأعطى المنجم ثلاثمائة درهم. كان مدبر دولة أستاذه المنصور علي بن المعز، فلما داهم العدو الشام، رأى أن الوقت يحتاج إلى سلطان مهيب، فعزل الصبي وتسلطن، وتم له ذلك في أواخر السنة سبع وخمسين، فلن يبلغ ريقه ولا تهنأ بالسلطنة حتى امتلأ الشام تتاراً، فتجهز للجهاد وشرع في أهبة الغزو، والتف إليه عسكر الشام وبايعوه، فسار بالجيوش في أوائل رمضان، وعمل المصاف مع التتار على عين جالوت وعليهم كتبغا، فنصره الله عليهم وقتل مقدمهم، وقتل جواده يومئذ، ولم يصادف أحداً من الأوشاقية، وبقي راجلاً، فرآه بعض الأمراء فترجل له وقدم له حصانه، فامتنع من ذك وقال: ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت.
ثم تلاحقت الأوشاقية به ورمى الخوذة على رأسه لما رأى انكشافاً في المسرة وحمل وقال: وادين محمد، وكان النصر. وكان شاباً أشقر كبير اللحية.
ثم إنه جهز بيبرس، أعني الظاهر، في أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب، فساق وراءهم إلى أن طردهم عن الشام.
ثم إنه انثنى عزمه عن إعطائه حلب وولاها علاء الدين ابن صاحب الموصل.
فتأثر الظاهر من ذلك. ودخل قطز دمشق، وأحسن إلى الرعية فأحبوه حباً زائداً.
ثم استناب على البلد علم الدين سنجر الحلبي، ورجع بعد شهر إلى القاهرة، فقتل بين الغرابي والصالحية، ودفن بالقصير، رحمه الله تعالى، سنة ثمان وخمسين وستمائة، تولى قتله الظاهر وأعانه جماعة من الأمراء، وبقي ملقى، فدفنه بعض غلمانه، وصار قبره يقصد بالزيارة، ويترحم عليه،



معركة عين جالوت وقعت في 3 سبتمبر 1260 م، تعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي. انتصر فيها المسلمون المماليك انتصارا ساحقا على المغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان. أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هجري// 1258 م. كما وأدت المعركة لتعزيز موقع دولة المماليك كأقوى دولة إسلامية في ذاك الوقت لمدة قرنين من الزمان أي إلى أن قامت الدولة العثمانية. وقعت المعركة في منطقة تسمى عين جالوت عند مدينة بيسان ونابلس بفلسطين.

ما قبل المعركة


اجتاح المغول العالم الإسلامي في بدايات القرن السابع الهجري بقيادة جنكيز خان وكان من أول ما واجهوا في طريقهم دولة الخوارزميين في بلاد فارس وما وراء النهرين، فاكتسحوها وخربوا فيها مدنا وقتلوا خلقا كثيرا، بعد ذلك حكم مونكو خان إمبرطورية المغول عام 1251 م فكان الفعل مشابها تماما في الدولة العباسية . انطلق بعدها المغول بجيش ضخم قوامه 120 ألف مقاتل نحو الشام بقيادة هولاكو معه حلفاؤه من أمراء جورجيا وأرمينيا[1] وابتدأوا بمدينة ميافارقين بديار بكر والتي كان يحكمها الكامل محمدالأيوبي، قاومت ميافارقين المغول مقاومة عنيفة إذ استمد طول الحصار إلى عامين حتى استسلم أهلها بعد نفاذ المؤن و موت معظم السكان وعدم وصول الدعم من المسلمين فدخلوها وارتكبوا مجازرا تقشعر منه الجلود حيث قبضوا على الكامل محمد الأيوبي و قطعوا جلده و أعطوه له ليأكله إلى أن مات فقطعوا رأسه وحملوه على أسنة رماحهم تشفيا وانتقاما منه لصموده وبطولته.
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
تحرك الجيشين قبل التقائهما بعين جالوت


اتجه المغول بعدها لمدينة حلب فدخلوها بعد حصارها وعاثوا فيها فسادا خلال 7 أيام ثم توجهوا نحو دمشق (في مارس 1260 م/658هـ) -وفي هذا الوقت- وصل بالبريد خبر موت الخاقان الأعظم للمغول منكو خان في قراقورم واستدعي أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي (الكوريل تاي Kuriltai) لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فرجع هولاكو (الذي هو أخو منكو خان) وأحد المؤهّلين للعرش بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية، و ترك في بلاد الشام جيشاً من المغول عدده يزيد على عشرين ألف جندي (تومانين بلغة المغول) بقيادة أحد أبرز ضباطه واسمه كتبغا نوين النسطوري وهو قائد عسكري محنك من قبيلة النايمان التركية. دخل كتبغا بجيشه دمشق في 1 مارس 1260 م/15 ربيع الأول 658 هـ بعد أن أعطوا الأمان لأهلها و لكنهم خربوها وكان حاكمها الناصر يوسف الأيوبي .انطلق المغول بعد السيطرة على دمشق جنوبا في بلاد الشام حتى استولوا على بيت المقدس وغزة و الكرك والشوبك بعد أن تحالف حاكمها المغيث عمر مع المغول.
كان يحكم دولة المماليك في ذاك الوقت المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك وهو صبي صغير يبلغ من العمر 15 سنة، قام السلطان المظفر سيف الدين قطز - وهو من المماليك البحرية- بخلعه بعد إقناع بقية أمراء ووجهاء الدولة بأنه فعل ذلك للتجهيز والتوحد ضد الخطر المحدق بالدولة المملوكية بشكل خاص والمسلمين بشكل عام. كان الوضع النفسي للمسلمين سيئا للغاية وكان الخوف من التتار مستشريا في جميع طبقات المجتمع الإسلامي وقد أدرك قطز ذلك وعمل على رفع الروح المعنوية لدى المسلمين. استمال قطز منافسيه السياسيين في بلاد الشام وحاول ضمهم إلى صفوفه وكان ممن انضم معه بيبرس البندقداري الذي كان له دور كبير في قتال التتار فيما بعد.
قبل مغادرة هولاكو من بلاد الشام أرسل رسلا لقطز يحملون كتابا كان مما فيه

«مِن ملك الملوك شرقاً وغرباً، الخان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء.. يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلّطنا على من حل به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتَبَر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ.. وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفساد وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. فأي أرض تأويكم؟ وأي طريق تنجيكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع.. فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم. فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر.. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب قبل أن تضرب الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً ولا كافياً ولا حرزاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذّرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم [2]»
عقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء الدولة وعلمائها كان من بينهم العز بن عبدالسلام وتم الاتفاق على التوجه لقتال التتر إذ لا مجال لمداهنتهم، وكان العز بن عبدالسلام قد أمر أمراء ووجهاء الدولة أن يتقدموا بنفائس أملاكهم لدعم مسيرة الجيش الإسلامي فطلب قطز الأمراء وتكلم معهم في الرحيل فأبوا كلهم عليه وامتنعوا من الرحيل‏، ولما وجد منهم هذا التخاذل والتهاون ألقى كلمته المأثورة «يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين [2]». قام قطز بقتل رسل التتر لإيصال رغبته في قتالهم وأنه جاد بذلك. .








رد مع اقتباس