الموضوع: كريم
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2012, 08:58 PM   رقم المشاركة : 1
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

كريم

بسم الله الرحمن الرحيم



كريم حتى النهاية


مازال أصدقاءه يضحكون عليه ، ويبتزوه ، كلما خرج معهم للرحلة ، أو السوق ، واقتضى المشوار ، بذلا وعطاء،



وقد عود نفسه أن لا يقول : لا مطلقا ماحوى جيبه مالا ، إلا أن بطل قصتنا ..



قد تعود من جدته العجوز أن تتفقد جيبه ،




كلما وجدته فارغا من المصروف ، وضعت له مايغنيه عن الطلب



وبسبب مدح زملائه له بالكرم ..



يبخل على نفسه ويكرم أصدقاءه بماحوى جيبه من مال جدته




العجوز ، واستمر على ذلك زمنا ، وفي يوم من الأيام نسيت




العجوز ، وضع ماكانت تضعه بجيبه من نقود .



فخرج إلى أصدقائه فدخلوا بوفية للطعام فطلب أصدقاءه فطورا ،




وقال أحدهم من يحاسب فقالوا الكريم فلم يعبأ ولم يتذمر



لأنه اعتاد أن يدفع عنهم واعتادوا على ابتزازه ، فقال : اطلبوا



ماشئتم ، فطلبوا وأكلوا وتركوه بالبوفيه وخرجوا ، فقدم له



صاحب البوفيه ورقة الحساب ، فأدخل يده في ذلك الجيب الذى لم



يفض قط من مال جدته ، فوجده فارغا ، فقال لعل العجوز ق

د


أخطأت فوضعت المال في الجيب الثاني ، فأدخل يده فلم يجد شيئا



.


فاحتار في أمره وجحظت عيناه فنظر إلى زملائه يستنجد بهم فلم ير أحدا منهم ..




لقد لاذوا بالفرار ، فنظر إلى صاحب البوفيه ، وقال : لقد نسيت المال .




هل تسمح لى آتي به غدا ،




فقال : لا أنتم يامعشر الشباب تقولون غدا وتكذبون ، ولاتأتون



وقد حدث معي الكثير مثل أشكالك ، لن تغادر المكان حتى تدفع ..



أقسم له أنه كريم وليس مثل أولئك ، فقال : صاحب البوفيه لن أقتنع




، فقال الصبى وماهو الحل في رأيك ؟ قال : ابحث لك عن كفيل ،


فقال : لا أجد كفيلا ..




ولكن خذ هذا الجاكيت حتى أدفع لك ، فقال : لا أريد جا كيتك



ولكن بيدك ساعة ذهبية



اعطني إياها لحين تدفع لى ، فقال : إنها هدية من أبى وقدمات


لاأحب رهنها ..



فقال: ليس لك مفر من ذلك ، فدفعها إليه وعاد مسرعا إلى جدته



وقال : لها لقد وضعت في موقف محرج ورهنت ساعتى ياجدتى


في فطور لى




ولأصدقائى فساعدينى ، فأجابته ..



يابنى كل مامعى دفعته لك ألم تر؟ أنني تركت جيبك دون مصروف البارحة ..



أما آن لك أن تفتش جيبك قبل خروجك ، وتتأكد قبل كرمك من ميزانيتك ..




فقال : وساعة أبى قالت .. هي عزيزة على نفسي ولكن ليس بيدي




افتداءها ، كان حري بك أن تحافظ عليها .




لا أ ن ترهنها في رغيف خبز ملأت به بطنك ..



ولم تفكر في قيمتها التذ كارية ، ورائحة أبيك بها .. ولكن اذهب




إلى خالتك وقل لها تعطيك الأمانة التى أعطيتها بالأمس



فخذها واستخرج ساعة أبيك .



فقبل يدها ورأسها وذهب لخالته فكلّمها بما قالت جدته ، فناولته



مائة ريال ، فأخذها وركض مسرعا لصاحب البوفيه



وطلب ساعة أبيه ، فقال : له لقد تأخرت وتم بيعها وبقى من قيمتها أربعون ريالا ..



إذا أردت أخذها فخذها وليس لك شئ عندى ..



فقال : له أنا ..



رهنتها بمبلغ زهيد لديك ..



لا لتبيعها بل لتحتفظ بها حتى أدفع لك مالك عندي .. فقال صاحب البوفيه : لقد بعتها وكفى ..



فقال : الفتى لن أخرج من هنا إلا بساعة أبى وإلا سوف أشكوك



لمركز الشرط .. ولما حمى الوطيس بينهما قال : صاحب البوفيه



لم أبعها هاهي وإنما أردت اختبار صبرك ، وأين هم أصدقاءك ؟


عندما كنت في مث

ل هذا الموقف ؟



ولن تدفع قيمة فطورك وفطورهم ، هل تدري لماذا ؟



قال : لماذا؟



قال : لأن رجلا عندما رآك ترهن ساعتك دفع عنك وعن زملائك



وادعى أنه يعرفك ، وأمرني أن أعيدها إليك ..






رد مع اقتباس