عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2011, 08:50 PM   رقم المشاركة : 1
أم غلوية
رائدي رائع
 
الصورة الرمزية أم غلوية
الملف الشخصي






 
الحالة
أم غلوية غير متواجد حالياً

 


 

icon31.gif هل الشعر متعة؟؟؟

لقد اجتهد النقاد النجباء وأهل الفكر النير في تتبع طريق الشعر عبر مسيرته الطويلة مجتهدين في معرفة كنهه وسبر غوره حتى وصلوا إلى غاياته ، و أقروا بجليل وعظم خطر الشعر مقرين بغائيته وقوة تأثيره في النفوس ، و لولا ما للشعر من وظيفة يضرب بها عمق الزمن و امتداده ما كان جل نقادنا الفضلاء المحسنين منذ بواكير النقد الأولى في فجر تاريخ الإسلام ربطوا ما بين الدين والخلق مقياسين للشعر.
وأوجد أهل الأرباب والطرق في بعض أقوال الفضلاء منهم طريقا ينشد فيه ضالته فأضحت الخصومة النقدية والجدل حول هذا الفن العظيم من نقاد وأدباء ، فانفصل النقاد ومتذوقي الشعر إلى قسمين منهم من يقول أن الشعر لا يهدف إلا إلى التسلية و الإمتاع ، و ذهب أولو الألباب من أرباب الأدب ومتذوقيه من لديهم سعة الإدراك وبعد النظر ومن إيمانهم بمدى تأثير الكلمة للتأكيد على وظيفة الشعر و تقسيمها إلى خلقية و اجتماعية ، ولو تتبعنا كلام الخليفة عمر بن الخطاب في عبارته التي خلدها التاريخ مخاطبا أبا موسى الأشعري :" مر من قبلك منهم بتعلم الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق وصواب الرأي ومعرفة الأنساب".
يختصر الخليفة عمر بن الخطاب ويوجز بعضا من وظائفه وهذا رد لمن يقول بأن الشعر لا ينتهي إلا إلى نفسه .
إذن فالشعر فن وظيفي وهذا متفق عليه قديما منابت هذا التصور ضاربة بجذورها في صميم الثقافة العربية منحدرة من النظام المعرفي البياني الذي يدير تلك الثقافة ويلونها .
والشعر بجملته لا يمكن أن ننكر وظائفه :" استجلاب المنافع واستدفاع المضار ببسطها النفوس إلى ما يراد من ذلك ، وقبضها عما يراد به ما بخيل لها فيه من خير أو شر وذلك قول لا يجعل الشعر من قبيل المتعة العارضة ، أو التسلية الهينة ، أو الوصف المنمق ، أو مجرد الدعاية ".
عندما أكرم الله البشرية بهذا الدين جعل لحياتهم معنى وفي خلقهم آية وفي سعيهم وضربهم المناكب تفكرا وعبرة ، لم يخلقهم عبث وهم مؤمنون أنهم إلى ربهم عائدون:" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون ".
من هذا المبدأ قعدت قواعد الدين ورسخت الأهداف وعرف كل مسلم ماله وما عليه والشعر باب من القول :" وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ".
قال عليه السلام : " الشعر مثل الكلام حسنه كحسن الكلام ورديئه مثل رديء الكلام" .
فالشعر الذي يؤدي وظيفته في الحياة في كافة مجالات الحياة ذلك الذي ينطلق من عقيدة إسلامية حاضرة في نفس المسلم لا تغيب ولا تشوبها شائبة تتجلى كضوء الشمس في كل القضايا التي يعالجها .







آخر تعديل أم غلوية يوم 29-04-2011 في 08:54 PM.