دعا السمح بن مالك الخولاني عبد الرحمن الغافقي إلى لقائه ، فلما جاءه رحب به أكرم الترحيب وأدنى مجلسه منه ، ثم قعد ساعة من نهار يسأله عن كل ما عنَّ له ...
ويستشيره في كثير مما أشكل عليه ...
فإذا هو فوق ما اُخبِرَ عنه ، وأعظم مما ذُكر له ، فعرض عليه أن يوليه عملاً من كبير أعماله في الأندلس .
فقال له : أيها الأمير ، إنما أنا رجل من عامة الناس ...
ولقد وفدت إلى هذه الديار لأقف على ثغر من ثُغُور المسلمين ...
ونذرت نفسي لمرضاة الله عز وجل ...
وحملت سيفي لإعلاء كلمته في الأرض ...
وستجدني – إن شاء الله تعالى – ألزم لك من ظِلِّكَ ما لزمت الحق ...
وأطوع لك من بَنَانِكَ ما أطعت الله ورسوله ...
من غير ولاية ولا إمارة .