لم تكن أيها الشاعر بعيداً عنالحقيقة .
أو هائماً في أودية الخيال في كثير مما قلت .
فقد كانت الجيوشالتـي قادها المجاهدون لإخراج آبائِك من جاهليتهم الجهلاء كما وَصَفْتَ ...
ففيها عرب أقوياءُ بالله هَبُّوا إليكم .
من الشام ...
منالحجاز ...
من نجد ...
من اليمن ...
من كل مكان منجزيرة العرب ...
كما تَهُبُّ الريحُ المرسلة .
وفيها بربرأَعِزَةٌ بالإسلام تدفقوا عليكم من فوق جبال الأطلس كما يتدَّفق السيل العَرِم ..
وفيها فُرسٌ عافت عقولهم وثنية الأكاسرة ، وفاءت إلى دين التوحيد ...
وصراط العزيز الحميد .
وفيها رومٌ خوارج ،كما قلت ...
ولكنهم خرجوا على الظلم ، والظلمات ...
وانحازوا إلى نورالسماوات والأرض ...
وهُدُوا إلى دين القيِّمة .
وفيها قِبْطٌرَفَعوا عن رِقَابِهِمْ نِــيــرَ العُبُودِيَّــةِ لِلْقَــيَـــاصِـــرَة .
ليعيشوا كما ولدتهم أمهاتهم أحراراً في أكناف الإسلام ....
نعم ... لقد كان الجيش الذي قاده عبد الرحمن الغافقي وأسلافهلإنقاذ أجدادك من الجاهلية ... فيه الأبيض والأسود ، والعربي والأعجميُّ .
لكنهم انصهروا جميعاً في بوتقةالإسلام ...
فأصبحوا بنعمة الله إخواناً .
وقد كان هَمُّهُمْ - كما ذكرت - أن يُدْخِلُواالغرب في دين الله كما أدخلوا الشرق من قبل ...
وأن يجعلوا البشرية كُلَّها تُطأطىء الرَّأس لإله الناس .
وأنيعُم نور الإسلام بِــطَـــاحكم وأوديتكم .
وأن تشرق شمسه فيكل بيت من بيوتكم .
وأن يُسَـــوِّي عدْله بين مُلُوكم وسُوقَتِكُمْ .
وكانوا قد عزمواعلى أن يدفعوا أرواحهم ثمناً لهدايتكم إلى الله ...
وإنقاذكم منالنار ....