عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2011, 10:31 PM   رقم المشاركة : 6
goree
[,. شخصية هامة
 
الصورة الرمزية goree
الملف الشخصي







 
الحالة
goree غير متواجد حالياً

 


 



[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي






[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

لم يُكذَِّب عبد الرحمنالغافقي ظنَّ الدُّوق ...
فانطلق بجيشه اللجب من شمال الأندلس كما ينطلق الإعصار .
وانصبَّ على جنوب فرنسا من فوق جبال " البِرِنِيهْ " كما يَنْصَبُّ السيل .
وكانت عِدَّةُ جيشه مائة ألف مجاهد .
بين جوانح كل منهمقلب أسد ....
وفي عُرُوقِهِ عزمَةُ مارد ...
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اهتزَّت أوروبا من أقصاها إلى أقصاها لِسُقُوط نصف فرنسا الجنوبي كله في يدي عبد الرحمن الغافقي خلال بضعة أشهر ....
وفتح الفرنجة أعينهم على الخطر الداهم .
ودبَّ الصريخ في كل مكان يدعو العجزة والقادرين إلى الوقوف في وجه هذا الهوْل القادم من الشَّرق .
ويَحُضُّهُمْ على التَّصَدِّي له بالصدور إذا عزَّت السيوف .
ويدعوهم إلى سدِّ الطريق أمامه بالأجساد إذا انعدم العَــتَاد ..
فاستجابت أوروبا لدعوة الدَّاعي ..
وأقبل الناس على الانضواء تحت لواء " شارل مارتل " ومعهم الشَّجر ، والحَجَر ، والشَّوك ، والسِّلاح .



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



بجيشه اللجب على مدينة " بُوَاتْييه poitiers " ..

وهناك التقى مع جيوش أوروبا الجرَّارَة بقيادة " شارل مارتل " ..

ووقعت بين الفريقين إحدى المعارك الفاصلة لا في تاريخ المُسلمين والفِرنجة فحسب ..
وإنما في تاريخ البشريَّة كُلِّها .
وقد عُرِفَتْ هذه المعركة بمعركة ( بَلاطِ الشُّهَدَاءِ ) .


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

كان الجيش الإسلامي يومئذ في ذروة انتصاراته الباهرة .
لكنَّ كاهله كان مُثقلاً بتلك الغنائم التي انْصبَّت عليه انصِباب الغيْث ....
وتكدَّست في أيدي جُنُوده تكدُّس السُّحب ...
وقد نظر عبد الرحمن الغافقي إلى هذه الثروة الطائلة الهائلة نظرة قلق وإشفاقٍ .
وتوجَّس منها خيفةً على المسلمين .
فقد كان لا يأمن أن تَشْغَلَ هذه النَّفائس قُلُوبَهم عند اللِّقاء ..
وأن توزِّع نفوسهم في لحظات البأس ...
وأن تجعل إحدى عيْني الواحد منهم على العدو المُقبل عليه ...
وعيْنه الأخرى على الغنائم التي في يديه ...
ولقد همَّ بأن يأمر جُنُودَه بالتَّخلص من هذه الثروات الطائلة الهائلة ...
ولكنَّه خشي ألَّا تطيب قلوبهم بذلك القرار الخطير ....
وألَّا تسمح نُفُوسهم بالتَّخلي عن هذا الكنز الثمين .
فلم يجد وسيلة خيراً من أن يجمع هذه الغنائم في مخيمات خاصَّة ...
وأن يجعلها وراء المُعسكر قبل إنشاب القتال [إثارة الحرب] .




اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



انقضَّ عبد الرحمن الغافقي بفُــرْسانه على صفوف الفرنجة انقضاض الأسود الكاسرة .
وصمد لهم الفرنجة صُمُود الأطواد الرَّاسخة [الجبال] .
وانقضى اليوم الأول من أيَّام المعركة دون أن ترجح فيه كَفَّةٌ على كَفَّةٍ ...
ولم يحجز بين المتقاتلين غير هبوط الظلام على ميدان القتال ...
ثمَّ تجدَّد النِّزال في اليوم التالي ، وحمَلَ المسلمون على الفرنجة حملات باسلةً ، ولكنهم لم ينالوا منهم وَطَراً [بُغية] .
وظلَّت المعركة تدور على هذه الحال سبعة أيام طويلةً ثقيلةً.
فلما كان اليوم الثامن كَـرَّ المسلمون على عدوهم كرَّةً واحدة .
ففتحوا في صفوفه ثُغْرةً كبيرة لاح لهم من خلالها النصر كما يلوح ضوءُ الصبح من خلال الظلام .
عند ذلك أغارت فِرقةٌ من كتائب الفِرِنجةِ على مسكرات الغنائم.
فلما رأى المسلمون أن غنائمهم قد أوشكت أن تقع في أيدي أعدائهم .
انكفأ[تراجع] كثير منهم لاستخلاصها منه.
فتصدعت لذلك صفوفهم ...
وتضعضعت جموعهم...
وذهبت ريحهم...
فهب القائد العظيم يعمل على رد المنكفئين ...
ومدافعة المهاجمين ..
وسدِّ الثغور...

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


فلما أصبح الصبح وجد " شارل مارتل " أن المسلمين قد انسحبوا من " بُواتْيِيهْ "..
فلم يجرؤ على مطاردتهم ...
ولو طاردهم لأفناهم .
ذلك أنه خشي أن يكون انسحابهم مكيدة من مكائد الحرب دُبِّرت في ليلٍ ...
فآثر البقاء في مواقعه مكتفيا بذلك النصر الكبير .
لقد كان يوم بلاط الشهداء يوما حاسما في التاريخ .
أضاع فيه المسلمون أملاً من أعز الآمال ...
وفقدوا خلاله بطلا من أعظم الأبطال ...
وتكررت فيه مأساة يوم " أُحُدْ "...
سُنَّة الله في خلقه ...
ولن تجد لسنة الله تبديلا ...


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]






آخر تعديل goree يوم 16-03-2011 في 10:36 PM.

رد مع اقتباس