عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2006, 06:43 PM   رقم المشاركة : 39
شوق الغلا
●ـ-*مشرفة سابقة*-ـ●
 
الصورة الرمزية شوق الغلا
الملف الشخصي







 
الحالة
شوق الغلا غير متواجد حالياً

 


 

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

التدريب الحركي
**************
عجز الكفيف عن الرؤية يجعله في مستوى الخبرات التي يحصلها عن العالم الذي يعيش فيه دون مستوى المبصر فهو بحكم هذا العجز لا يدرك من الأشياء التي تحيط به إلا الإحساسات التي تأتيه عن طريق الحواس التي يملكها, بمعنى أنه في مجال الخبرة لا يعتمد على البصر , بل على الحواس الأربع الباقية وهى: اللمس و السمع و الذوق و الشم. فيعتمد على حاسة اللمس في إدراك الحجوم و الأشكال, و شتان بين ما تؤديه حاسة البصر في هذا الميدان و بين ما تؤديه حاسة اللمس, لأن مدى ما تطلع عليه العين يفوق كثيرا ما تستطيع حاسة اللمس أن تدركه, علاوة على أن حاسة اللمس لا تستطيع إدراك المسافات البعيدة كالعين أو إدراك الحجوم الكبيرة و الألوان أو الأشياء المؤذية التي إذا لمسها الكفيف تعرض من لمسها إلى الأذى. و يتاح للكفيف بحاسة السمع تقدير المسافات وذلك بالربط بينه و بين الصوت الصادر عنها, إلا أنه يعجز عن إدراك طبيعة محدث الصوت. و يستطيع الكفيف أخيرا بواسطة حاسة الشم أن يعرف الأماكن إذا ما كانت مقترنة في ذهنه بروائح معينة.

و لهذا كان الكفيف في مجال الإدراك أقل حظا من المبصر, و العالم الذي يعيش فيه عالم ضيق محدود لنقص الخبرات التي يحصل عليها سواء من حيث النوع أو المدى.

وفي مجال الحركة, لا يستطيع الكفيف أن يتحرك بنفس السهوله و الخفة و المهارة التي يتحرك بها المبصر, ولذا كانت حركة الكفيف تتسم بالكثير من الحذر و اليقظة حتى لا يصطدم بعقبات أو يقع على الأرض نتيجة تعثره بشيء ما أمامه. ولذلك كانت حاجة الكفيف إلى الرعاية و المساعدة خارج البيت الذي يألفه, و يعتاد الكفيف أحيانا على قبول المساعدة من الاخرين حتى ولو كان قادرا على الإستغناء عنها, فيصبح بذلك أميل إلى الإععتماد على الآخرين في قضاء حاجته. و قد يتخذ الكفيف موقفا مغايرا من المساعدة التي تقدم إليه, فيرفضها.

و جدير بالذكر أن الحركة التي ينتقل بها الطفل المبصر من مكان إلى آخر, إنما تحمل أهداف الإستكشاف و التعرف و الإستزادة من الخبرات. و الطفل الكفيف يعجز عن مثل هذا, لأنه حتى ولو جازف في الحركة بقصد الإستكشاف فإن ما يحصله من خبرات أقل بكثير مما يحصله الطفل المبصر بنفس المجهود. وعلى هذا فالحركة ليست مجرد الإنتقال من مكان إلى مكان بقدر ما تتضمنه من تفكير و ربط علاقات بين الأشياء و الأماكن المختلفة التي يتحرك فيها الطفل.

و إذا ما أراد الطفل الكفيف أن ينتقل من مكان إلى مكان, فإنه يتوسل بكل حواسه, فبواسطة حاسة الشم يمكنه تمييز الروائح المختلفة التي يمر بها, و يتحسس الأرض بقدميه أثناء سيره ليعرف موطىء قدميه, و قد يستخدم عصى تساعده في إنتقاله ليتحسس بها ما أمامه, و بواسطة حاسة السمع يستطيع تمييز الأصوات و يستخدم التقدير الزمني لقياس المسافات. ومعنى هذا أن الكفيف يبذل طاقة و جهدا كبيرين أثناء إنتقاله تفوق بكثير ما يبذله الطفل المبصر,مما يؤدي إلى أن يكون أكثر تعرضا للإجهاد العصبي,و الشعور بعدم الأمن و خيبة الأمل التي ربما تسبب له التوتر و ربما تؤثر على صحته النفسية.

و تلعب البيئة التي يعيش فيها الطفل الكفيف دورها في نمو شعوره بعجزه, و هو دور يتراوح بين المواقف التي تغلب عليها سمات المساعدة و المعاونة المشوبتين بالإشفاق و بين المواقف التي تغلب عليها سمات الإهمال و عدم القبول. و تقع بين هذين الطرفين المتطرفين المواقف المعتدلة التي تغلب عليها سمات المساعدة الموضوعية التي تهتم بتنظيم شخصية الكفيف لتنمو في اتجاهات استقلالية سليمة. وتترتب على تلك المواقف الاجتماعية المختلفة إزاء الكفيف ردود أفعال تصدر عنه, و على أساس هذه الردود يتم الحكم فيما إذا كان الكفيف متكيف مع البيئة أم لا.

و الكفيف يرغب في الخروج من عالمه الضيق و الاندماج في عالم المبصرين, وحتى يستطيع ذلك, فهو محتاج إلى الاستقلال و التحرر, ولكنه حينما ينالهما يصطدم بآثار عجزه التي تدفعه مرة أخرى إلى عالمه المحدود.إنه يشعر عندئذ بعجزه, فهو لا يستطيع الحركة بحرية, وانه لا يستطيع السيطرة على بيئته كما يسيطر عليها المبصر, كما أنه لا يستطيع إدراكها كما يدركها المبصر.و ينشأ عن هذا أن يقع في قلق مستمر. فهو قلق من الحوادث التي قد تقع له إذا ما حاول ممارسة حريته و استقلاله.و هو لذلك محتاج إلى الرعاية التي تولد عنده الشعور بالأمن. وقد تتوفر للكفيف الرعاية الموضوعية اللازمة, فينشأ في اتجاهات الشخصية السليمة, إلا أنه قد يحرم منها نتيجة المواقف التي يقفها منه الأبوان أو الأتراب و إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أهمية الأبوين و الأسرة في مساعدة الكفيف و تنمية قدراته منذ بداية نشأة الطفل الكفيف من حيث تدريبه على المهارات و الاستعانة بحواسه بشكل صحيحو إعطاءه الثقة و الاستقلالية و عدم الاعتماد على الغير في كل أموره فإن هذا سوف ينعكس على شخصيته و يعطيه الجرأة و ينزع منه الخوف و الانعزال.

و إذا لم تبادر الأسرة على معالجة هذا الأمر و مساعدة الطفل الكفيف في تنمية قدراته و جعله اتكاليا في جميع أموره يعتمد عليها في الأكل و اللبس و المشي و قضاء جميع حاجاته ولم تبادر إلى تثقيفه وتزويده بالمعلومات التي لا يدركها إلا المبصر عن طريق العين, فإن الطفل الكفيف سوف يعاني من الخوف و يشعر بالعجز وقد تنبني شخصيته مستقبلا في هذا الإطار من الانطواء و الانعزال و الخوف.

و يأتي دور المدرسة في تدارك ما تم الإغفال عنه في تنمية قدرات الطفل الكفيف و تزويده بالمهارات و تتظافر جهود المعلمات و المشرفات مع معلمة الحركة المختصة في هذا المجال لتأدية هذه المهام و التي تنحصر في مجالات عديدة أهمها:

التدريب الحركي في مجالات تعليم السير بمفرده أو مع شخص مبصر و مهارات السير في الشوارع أو المنزل و استعمال العصى, و في هذا المجال يتدرب الكفيف على كيفية المرور في الممرات الضيقة و الدخول و الخروج من الأبواب و تغيير الاتجاه و هبوط درجات السلم و فتح الباب و دخول السيارة, و يتم التركيز على استعمال الحواس الأخرى مثل السمع لتمييز الأصوات و تجنب الاصطدام مع الانتباه الشديد و الفطنة و التحليل العقلي السريع .
تقوم مدربة الحركة بإعطاء الطالبات مبادىء على مهارات الطبخ و الحياكة البسيطة في إصلاح الملابس.
تقوم المشرفات بتدريب الأطفال على الاعتماد على أنفسهم في نظافة الجسم و ارتداء الملابس و استعمال الحمام و تناول الطعام و ترتيب فراش النوم و خزائن الملابس و المحافظة على نظافة المكان.
تقوم المعلمات و المشرفات بتدريب الطالب على النطق السليم و الامتناع عن أداء بعض السلوكيات السيئة التي يمارسها العديد من المكفوفين مثل هز الرأس أو الجسم بحركات مستمرة أو مص الإبهام أو قرط أظافر الأصابع أو القيام بحركات دوران للجسم أو تحريك اليدين أو التصفيق أو حك الجسم باستمرار أو هز وضرب الرجلين بالأرض أو فرقعة الأصابع أو الصياح أو القهقهة بصوت مرتفع أو إصدار أصوات غريبة.
تقوم المعلمات و المشرفات بتعويد الكفيف على تحمل المسؤولية في أداء العديد من المهام و القيام بتجارب و تطبيقات عملية على الدروس بمشاركة الطلاب و كذلك تعويد الطلاب على إلقاء القصائد و الكلمات و المشاركة في أداء الفقرات الفنية المسرحيات و الجلوس إلى التلفزيون و أشرطة الفيديو لاكتساب المهارات.
تقوم المعلمات و المشرفات بعمل مجسمات ووسائل توضيحية للأشكال كي يلمسها الطالب الكفيف و يدرك الأشكال.
تسهم المدرسة في مساعدة الكفيف على الاعتماد على نفسه و زرع الثقة بالنفس و نزع الخوف و التردد و الريبة التي يعني منها غالبية الأطفال المعوقون بصريا.
تهتم الجمعية على شراء التجهيزات و الوسائل المساعدة التي يحتاج إليها الكفيف في حياته اليومية كما تهتم الجمعية بتوفير الوسائل الترفيهية و الرياضية
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي






التوقيع :

لااله الا الله

رد مع اقتباس