عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2012, 10:38 AM   رقم المشاركة : 14
عافت زويد الشمري
مدير ثانوية المستقبل
الملف الشخصي







 
الحالة
عافت زويد الشمري غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة مواقف من الميدان التاسع
كان هناك طالب في المدرسة (بدر) كثير الغياب، وليس عنده مبالاة بالمدرسة ونظامها، وفشلت معه جميع طرق الإصلاح من منسوبي المدرسة.
ولما بقي على نهاية العام شهر واحد ترك المدرسة، وحاولنا البحث عنه فلم نستطع، وكنا حقيقة قد أسفنا لتركه للمدرسة في العام الماضي، وفي بداية العام الجديد لم أشعر إلا وقد دخل عليّ مع خاله في الإدارة، ( لأن أباه مريض) ولما رأيته فرحت به حقيقةً وهو يظن أني سوف أعاتبه.
وعندما دخلوا سلمت على خاله، ورأيت منه خوفاً وتردداً مني، فبادرته بالسلام، وقبلته، ورحبت به ترحيباً حارًّا جدًّا، وسألته عن حاله، وحال أهله، وهو متعجب من أسلوبي معه.
فقال خال الطالب: بدر سوف ينتقل إلى مدرسة أخرى قريبة من بيته، ويقول: أحب أن أغير مدرستي؛ لأنني أود فتح صفحة جديدة، لكن مدير المدرسة هناك رفض قبوله، وكان في رأيي الخاص أن ينتقل إلى مدرسة أخرى.
فرفعت سماعة الهاتف أمامه، وكلمت المدرسة في قبوله، ورفضوا قبوله في البداية، وبعد إلحاح وافقوا على قبوله من أجلي، وقلت: اذهبوا إلى المدرسة، وسوف يعطونكم خطاب قبول.
فذهبوا إلى المدرسة، ثم أتوا إلينا مرة أخرى، فقلت للطالب: اذهب لتأخذ الكتب، ولما خرج قال لي خاله: أسلوبك وطريقتك معه لم يكن يتصورها أبداً، وكان يتوقع منك العتاب والتأنيب، ولقد أحدثت في نفسه شيئاً غريباً، ولا تعلم كم هو خجلان من نفسه.
ولما أخذ الكتب وأرادوا الخروج من المدرسة وخرج خاله.. انتظر وسلَّم عليّ وقال: سامحني يا أستاذ وأنا متأسف جداً !!
فقلت له: يا بدر أنت مثل أخي، وقدرك في نفسي شيء عظيم، وأنت سامحنا، وودعته وأعطيته رقم الجوال، وأبديت له الاستعداد لأي أمر، ورأيت أني أحدثت في نفسه شيئًا عظيماً.
خرج من عندي ومن الغد رأيت رسائل ترد على جوالي منها:
عسى السعادة في حياتك تباريك *** والوقت يضحك لك على طول دنياك
وتكرر هذا النوع من الرسائل وأنا لا أعرف مصدرها، ثم أتت رسالة من نفس المصدر مكتوب فيها أكيد لم تعرفني أنا (بدر) فسبحان الله! بفضل من الله وتوفيق منه انقلبت علاقتي مع هذا الطالب من مدير وطالب إلى الأخوة حتى أنه يتصل ويسلم علي! وقد زارني مرة فلله الحمد والمنة، وله الفضل وهو على كل شيء قدير.






رد مع اقتباس