بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت ناريمان خصوصاً ........
و إلى جميع الفلسطينيون المهاجرون عمــوماً ...
بداية : أعتذر عن تأخري عن مثل هذا الموضوع الذي لطالما آرقني مثل غيره من موضوعات المذله العربيه
و من ثم ، ، ، لن أكتفي هاهنا بمجرد وضع كلمات أعبر فيها عن أسفي الشديد و ألمي العاصف بوجداني حيال القضيه الفلسطينيه و ما تلاها من قضايا لا تقل عنها أهميه مثل ( لبنان ، العراق ، المناوشات الإنجلو أمريكيه السوريه ، الأزمه النوويه بإيران ، الإنحدار الإقتصادي لجميع دول و دويلات العرب و المسلمين بكل مكان ، الإسفاف و التعتيم السياسي و الإعلامي لكل تلك القضايا )
بل سأناقش معكِ و مع الأخرين كل تلك القضايا في صورتها الحقيقيه بلا زيوف أو إبتكارات أو ألاعيب من كل ذي مصلحه
و سأبدأ من حيث بدأتي ...
من الشرق الأسود عفواً ( الشرق الأوسط )
من فلسطين المنحله .. عفواً ( فلسطين المحتله )
سأبدأ قائلا بشئ من الواقعيه التي تفرضها الظروف أن الدوله الفلسطينيه لم يبقى منها غير تراث و حكاوي و أقاويل كثيره إضطرب فيها المفكرون السياسيون
و إحتار كل ذي لب في أمر عقلانية التعدي عليها
القضيه الفلسطينيه
أصبحت كلمه عاديه يتشدق بها المتشدقون
و يغتنم من خلالها الفاسقون جل الغنائم ، بل و يتربح من أطلالها ( إن بقي لها أطلال ـ أي القضيه ـ )
تلك القضيه و التي أسميها المأساه و التي ظلت متفجره طوال تلك السنون إلا أنها تفجرت كتفجير القنابل الصوتيه التي لا ينشأ عنها إلا ضوضاء مريبه و صخب فارغ لا يجدي المفجر نفعاً
سأذهب معكِ يا أخت ناريمان إلى عمق المشكله و قدم تلك المأساة
كيف بدأت
كيف تطورت
من أصحاب هذا اللغز الذي نحياه بشأنها
من هم ذوو المصلحه من جراء تلك التفاعلات الدمويه و عمليات التطهير العرقي و الإبادات الجماعيه هناك
من هموا أصحاب المصلحه في إخفاء الحقائق و إقصاء كل عامل على القضيه
المــــــدهــــــــش في الأمـــر
أننا لو عدنا بزماننا الحاضر إلى أعماق السنوات البائته سنتعرف على أن أصل المأساه و السبب فيها هم الفلسطينيون أنفسهم
عـــــــذرا إن كانت كلماتي قويه أو لو أنها أثارت حرج البعض أو حزن البعض الآخر و لكني هاهنا أتحدي أحدا أن يملك الدليل على كذب هذا الإدعاء
فالبفعل إن الفلسطينيون هموا أنفسهم أرباب تلك المأساه
و أنا هنا أقصد أنهم أرباب المأساه على المرميين
فعلى الصعيد الأول هم أسباب تلك المشكله
و على صعيدٍ آخر هم أيضا أصحاب المعاناة الأصيله في تلك المأساه
و لكني أتسائل
لماذا تفشى طاعون بيع الأراضي الفلسطينيه لليهود إبان العهد البائت و ما قبل عام المهجر ؟
أولم يكونوا يعلمون أنهم هكذا فرطوا في تلك الأراضِ عن رضاءٍ و تراضِ ؟
فكيف إذا لمن باع شيئا أن يرجع على المشتري بإسترداد ما إشتراه سلفاً
تلك هي الحقيقه عزيزتي
فلولا هذا ما كان ذاك .. و لا عجب إن أفرطوا اليهود في كسب الحقوق و التحلي بالمزايا و إسقاط حقوق البقيه الفلسطينيه ممن كانوا و بحق وطنيون هؤلاء الذين أبوا أن يفرطوا في شبر أرض إلا أن يختلط قرابها بدمائهم
و ليت كل الفلسطينيون هكذا إلا أنه أصبح حلما مستحيلا
هل ترغبين في الحل أنستي
الحل بسيط على الورق سلس و سهل على الكيبورد مرن و يسير على الألسنه و لكنه من أقوى الطرازات على العقل و الفعل و الحيز العملي
فالحل بكل بساطه يتلخص في أن يعود كل من هاجر مسرعا خارج حدود إسرائيل ... عفواً ... ( فلسطين ) .
نعم
فقط عودة الغائبون بعدما حصلٌوا كل تلك الغنائم التي لم يكفوا عنها طوال غيبتهم عن ديارهم
فالفلسطينيون يا عزيزتي الآن قوه لا يستهان بها على المستوى الإقتصادي الدولي ، إلا أنهم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ظلوا كما كانوا متفرقون غير مترابطون و لا يجتمع منهم إلا من كانت أحوالهم الحياتيه تباري بعضها في الضيق و الوهن
أما هؤلاء الذين إستفادوا من اللجوء السياسي أؤلائك الذين لم يتورعون عن الإستعانه بالدول الأجنبيه لتوفر لهم إقامات و أشغال و أموال فإن هؤلاء هم الذين إبتعدوا تماما عن مربع الأحداث هناك
و إني لأظن أن أحدا منهم قد لا يتقبل فكرة عودته إلى فلسطين
فإنك إن تبحثين عن قائمة أثرى أثرياء العالم الحقيقيه فلسوف تجدين عددا ليس بالقليل من الفلسطينيون و بعضهم يتصدرون تلك القائمه
فأين تلك الأموال و أين العزائم
ترى ؟!!
هل هؤلاء لا يقدرون على القوه الشرائيه من داخل فلسطين
هل هموا لا يستطيعون التغلب على عدوهم إن هموا تكاتفوا في سبيل التخلص من القهر و الإستبداد لأهاليهم و ذويهم و كامل أبناء وطنهم
أقسم بأنهم على ذلك لقادرون
إلا أنهم و بكل خزي و أسف و عار على جبين أمة المسلمين و العرب إنهم لا يأبهون و لا يكترثون لكل تلك الأحداث طالما أنها تدور في فلك بعيدا عنهم و عن أقربائهم من الدرجه الأولى و حتى الرابعه بحد أقصى
نعم
فلماذا يهتم الفلسطيني الثري المهاجر بهؤلاء الذين قد لا يجدون قوت يومهم ؟ لا سبب من وجهة نظرهم
و أتسائل أيضاً عن دور العرب في هذا الصدد
فأين هي تلك الإتفاقيه المزعومه بالدفاع المشترك و التي وقع عليها كامل أعضاء جامعة الدول
و أين هي تعاليم الإسلام حال إنتهاك حرمات المسلمين و تدنيس مقدساتهم و التعدي على أعراضهم و إزهاق أرواحهم بغير حق و إغتيال أموالهم و لا سبب
و أين هو دور الإعلام في بث روح الوحده و الألفه و التعاون الدفاعي للزود عن إحدى أهم بلدان الإسلام في العالم من بعد المملكه السعوديه
أتعجب حين أرى تلك الوجوه الباسمه و هم يذيعون علينا أنباءاً كاذبه حول قلة أعداد المقتولين من الفلسطينين بينما تنعكس تلك الآيه إذا هم أذاعوا علينا خبر مقتل إسرائيلي
لماذا هذا التعتيم و لمصلحة من ؟
إلى متى يبقى التخاذل
يتبع