اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2007, 04:52 AM   رقم المشاركة : 1
بندر الزايدي
رائدي مميز
الملف الشخصي






 
الحالة
بندر الزايدي غير متواجد حالياً

 


 

قصه مؤثره لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد

وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته


الوعد الأكيد


اتجهت إلى طاولة في مطعم الجامعة بعد أن ابتعت فطورا لي ولمن معي من الأحبة وإذا بصاحب لي يجلس قريبا مني فاتجهت إليه ، وجعلت الجلستين جلسة ليحلو الكلام ، ولنتجاذب أطراف الحديث .
بادرني صاحبي بقوله : هل رأيت تركي ؟! ،
قلت : نعم ، ولكن حاله قد تغيرت كثيرا ً !! ،
قال : أسألته عن السبب ؟ ،
قلت : لا – والله – وأخشى أن أسأله فيكون السبب جرحا ً يتمنى نسيانه – وما أكثرها في هذا الزمان - .
سكت صاحبي ، وأتممنا فطورنا ، وهنا أعلنت الساعة قرب دخول المحاضرة فاتجهنا للقاعة .
مضت الأيام ، وأنا أرى صاحبي تركي قد تغير تغيرا ً غريبا ً ! ، ولكني لم أجرؤ على سؤاله عن سبب هذا التغير ،

ولكن بالي كان مشغولا ً ونفسي شغوفة لمعرفة السبب .

اجتمعت – بعد وقت ليس بالقصير – مع تركي وصاحب ٍ لنا في مجلس واحد ، وأخذنا نتحدث عن الدراسة والاختبارات ،

وفجأة بادرني صاحبي بسؤال ٍ أحرجني جدا حيث قال :
ألا تعرف سبب تغير تركي ؟! ،
فقلت : لا – والله – ولكن أسأل الله – تعالى – أن يكون خيرا ً .

وهنا طأطأ تركي برأسه ثم استلم زمام الحديث – بعد أن رفع رأسه وأعقب ذلك بتنهيدة حارة - وكان مما قال :

سافرت في أحد الأيام إلى مكة المكرمة للعمرة ، وكان دخولي للحرم مع أصحابي بعد أن انتهى المسلمون من أداء صلاة العشاء ،

رأينا جماعة تصلي قرب المطاف ( الصحن ) فأدركنا الصلاة معهم ، ثم قمنا لنبدأ عمرتنا ،

وهنا وجدنا الناس يتجهون لجهة معينة من المطاف ، ويقتربون للكعبة أكثر ، والازدحام يكثر ويكثر ، حتى تيقنّا أن هناك أمرا ً ما نتيجة هذا الازدحام الغريب الملفت للنظر لكل من دخل المطاف ولو كان من جهة أخرى .

فاقتربت أنا وأصحابي وكنت أقربهم للحدث ، فاخترقت الصفوف ، وكلما قربت رأيت الناس قد تغيرت ألوانهم ، حتى وصلت لسبب ازدحام الناس .

فماذا كان ؟!

الموقف باختصار :

رجل يتضح عليه من لباسه أنه من الجنسية الأفغانية أو الباكستانية ، كبير ٌ في العمر ، كث وطويل اللحية ، وهي بيضاء بياضا كاملا لا ترى محلا للسواد فيها ،
الرجل متمدد على الأرض ، وبعض الموجودين – وهم قلة قليلة – جلسوا عند رأسه ، يقولون : لا إله إلا الله – يكررونها - ،
فعلمت أن الرجل يحتضر ،
يا الله ، موقف عصيب ، لا أستطيع أن أصفه ،
الرجل كلما مرت دقيقة كلما اشتد تمدده على الأرض وكأنه قطعة من خشب ، والذين عند رأسه يرددون : لا إله إلا الله ،
وهنا بدأ الرجل يتكلم ، ولكنه كلام ٌ غير مفهوم لي ولمن معي ، وأظنه كان يتحدث بلغته ،
الناس يرددون : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ،
وهو ما زال يردد كلاما ليس مفهوما لنا ،
الموقف اشتد أكثر وأكثر ، والوجوه تغيرت أكثر وأكثر ، الألوان بدت شاحبة لكل من شاهد ذلك المنظر المخيف ،
فرجل يصارع الموت أمامك ، وأناس يرددون : لا إله إلا الله ، وهو يردد كلاما غير مفهوم بلغته ،
ثم حدث شيء لم أكن أتوقع أني أراه في حياتي ، جعل من عند رأس المحتضَر يتراجعون عنه ويقفون معنا ،

أتعلمون ماذا حدث ؟! ،
التفت ساقا الرجل ببعضهما البعض ومباشرة تذكرت قوله – تعالى – : ( والتفت الساق بالساق ) ، وكأن هذه الآية لأول مرة تمر بي !! ،
اشتد الرجل على الأرض ، والتفت ساقاه ، وقلّ حديثه الذي كنا نسمعه ولا نفهمه ، ثم سكت سكوتا ً يسيرا ً ،
فعاد من جديد للحديث ، ولكن هذه المرة بصوت واضح ٍ جدا ، وبلغة مفهومة معروفة لكل من وقف ،
فقد قال كلمة لا يوجد مسلم لم يسمع بها ، أو يعرف معناها ،

قال – بكل وضوح - :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .

ثم توقفت أنفاسه ، ولان جسمه ، وارتخت ساقاه اللتان كانتا ملتفتان على بعضهما ، فلم نسمع له بعد ذلك لا نسما ً ولا همسا ً ! ،
سكت الرجل ، وبدأ الناس يتحدثون ولكن بلغة الدموع ، والنشيج ، والنحيب ،
فهذا يبكي ، وهذا يحوقل ، وذاك يسترجع ، وكأن الميت أب للحاضرين أو أخ لهم ،
وكم من واقف عليه لسان حاله يقول : طوبى له ليتني كنت مكانه .

حُمِل الرجل ، وتولى أهل الخير إنهاء أوراقه ، ورأت عائلته أن يصلى عليه في الحرم حيث كانت متواجدة معه في مكة – على ما أظن - ، وبذلنا جهدنا أن نعرف متى الصلاة عليه ، وفي أي فرض ،
صلينا عليه من الغد ، وذلك الموقف راسخ ٌ في البال ، لا يمحوه تعاقب الأيام والليالي .
ومن ذلك الموقف – بعد توفيق الله تعالى لي - تغيرت حالي ، وأسأل الله – تعالى – لي ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه .

ا.هـ .

*
*
*

انتهى حديث صاحبي تركي – أسأل الله تعالى لي وله ولكل موحد الثبات - .

ولكن أنت – أيها القارئ الكريم – كيف ستكون نهايتك ، وختام حياتك لو كنت مكان ذاك الأعجمي ؟! ،
أستصدح بــ : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أم سيُغلق عليك ، ولا تعرف منها شيئا ؟! ،

أيها القارئ الكريم :
اعلم أن من شب ّ على شيء شاب عليه ، ومن شاب على شيء ٍ مات عليه ،
وسكرات الموت ، كالملعقة لما في الصدور ، فمن كانت نفسه متعلقة بالله – تعالى - ، متبعة لأوامره ، منتهية عن نواهيه ، فذاك الفائز الرابح ،
ومن كانت نفسه متعلقة بالدنيا ، مقدمة ً لها على الآخرة ، فذاك الخاسر النادم – ولات حين مندم - .







التوقيع :
[]سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال ياليت القى اجابه وافية الخصال إرشيف أخبار الخفجي 6 29-05-2011 01:15 AM
اتمنى القى رد abekwmabehm إرشيف أخبار الخفجي 9 30-03-2011 12:54 AM
ليش في كل |[ابتسامـه ]| .. القى قداميـے |[ دموع ]| سـَمآ ♪ منتدى الشعر المنقول والصوتيات 21 28-04-2010 10:27 PM
ليش في كل |[ابتسامـه ]| .. القى قداميـے |[ دموع ]| .. طُهر ,! منتدى الشعر المنقول والصوتيات 7 28-05-2009 06:02 AM
ياليتني القى بصدوركم لي مكااان؟ ملح الحياة ملح الحياة :: منتدى الأصدقاء:: 14 02-03-2004 05:30 PM



الساعة الآن 08:05 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت