اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-2013, 02:37 AM   رقم المشاركة : 271
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 267

" من قال : اللهم إني أشهدك , وأشهد ملائكتك , وحملة عرشك , وأشهد من في السموات ومن في الأرض أنك أنت الله , لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك , وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك , من قالها مرة أعتق الله ثلثه من النار , ومن قالها مرتين أعتق الله ثلثيه من النار , ومن قالها ثلاثاً أعتق الله كله من النار " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 476 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 523 ) من طريق حميد بن مهران حدثنا عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثنا # سلمان الفارسي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
وله شاهد من حديث أنس مرفوعاً نحوه مقيداً بالصباح والمساء , وسنده ضعيف كما بينته في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " رقم ( 1041 ) .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 02:40 AM   رقم المشاركة : 272
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 268

" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا , ثم قال : أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 476 :
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 6 / 77 - 78 ) والحسن بن سفيان في " مسنده " وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 62 ) والطبراني في " مسند الشاميين " عن يحيى بن حمزة قال : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحل حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام , قال عمير : فحدثتنا # أم حرام # أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , وفيه بعد قوله " قد أوجبوا " : " قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ? قال : أنت فيهم " وبعد قوله " مغفور لهم " : " فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ? قال : لا " .
وتابعه أيوب بن حسان الجرشي حدثنا ثور بن يزيد به .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 02:40 AM   رقم المشاركة : 273
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 269

" من تعزى بعزى الجاهلية , فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 477 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 963 , 964 ) والنسائي في " السير " من " السنن الكبرى " له ( 1 / 36 / 1 - 2 ) وأحمد في " المسند " ( 5 / 136 ) وأبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 22 / 2 و 53 / 1 ) وابن مخلد في " الفوائد " ( ق 3 / 1 ) والهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق 187 / 1 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 27 / 2 ) والبغوي في " شرح السنة " ( 4 / 99 / 2 ) والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 1 / 407 ) من طرق عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن # أبي بن كعب # أنه سمع رجلاً يقول : يال فلان ! فقال له : اعضض بهن أبيك , ولم يكن , فقال له : يا أبا المنذر ما كنت فحاشاً , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات , فهو صحيح إن كان الحسن سمعه من عتي بن ضمرة , فإنه كان مدلساً وقد عنعنه , وقد رواه ابن السني ( 427 ) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن مكحول عن عجر بن مدراع التميمي قال : يا آل تميم - وكان من بني تميم , فقال وهو عند أبي بن كعب - فقال أبي : أعضك الله بهن أبيك . الحديث نحوه .
فهذا خلاف السند الأول , وذاك أصح لأن هذا فيه سعيد بن بشير , وفيه ضعف ولعله وهم فيه , وإلا فيكون للحسن فيه إسنادان عن أبي .
وقد وجدت للحديث إسناداً آخر عن أبي فقال عبد الله بن أحمد ( 5 / 133 ) : حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي رضي الله عنه أن رجلاً اعتزى فأعضه أبي بهن أبيه , فقالوا : ما كنت فحاشاً , قال : إنا أمرنا بذلك .
ومن طريق عبد الله رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 405 ) .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو وهو ثقة كما قال أبو داود وغيره , وعاصم هو ابن سليمان الأحول , وسفيان هو ابن عيينة .
تنبيه :
لم يقع ( أبي ) منسوباً في " الأدب المفرد " فكان ذلك سبباً لغفلة عجيبة من المعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله , فإن لفظه فيه " ... عن عتي بن ضمرة قال : رأيت عند أبي رجلاً تعزى ...‎" . فظن المذكور أن لفظة " أبي " بفتح الهمزة بإضافة ياء النسبة إلى لفظ " الأب " أي أبي المتكلم عتي بن ضمرة , فيكون على ذلك أبوه ضمرة صحابي الحديث , فقال في تعليقه عليه : " ليس لهذا الصحابي ذكر عندي " !
وإنما هو ( أبي ) بضم الهمزة وهو أبي بن كعب الصحابي المشهور .
وقد عمل بهذا الحديث الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : " من اعتز بالقبائل فأعضوه , أو فأمصوه " .
رواه ابن أبي شيبة كما في " الجامع الكبير " ( 3 / 235 / 2 ) .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 02:41 AM   رقم المشاركة : 274
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 270

" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 478 :
الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( 6 / 1 ) حدثنا الحسن بن عثمان التستري حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن # عمران بن حصين # مرفوعاً به . وزاد في آخره : " قال يزيد بن هارون : إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ? " .
قلت : وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات من رجال الصحيح غير التستري وليس بثقة , فاتهم بالكذب وسرقة الحديث , لكن يظهر أن للحديث أصلاً من غير طريقه , فقد ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 341 / 1 ) من رواية ابن قانع وابن عساكر والضياء المقدسي في " المختارة " عن قتادة عن أنس , ثم قال : " قال البخاري : هذا خطأ , إنما هو قتادة عن مطرف عن عمران " .
قلت : فهذا نص من البخاري على أن الحديث محفوظ من حديث عمران ابن حصين .
واعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة :
1 - معاوية بن أبي سفيان . عند الشيخين وأحمد .
2 - المغيرة بن شعبة . عندهما .
3 - ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عند مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ( 5 / 278 , 279 ) وأبي داود في الفتن والحاكم ( 4 / 449 ) .
4 - عقبة بن عامر . عند مسلم .
5 - قرة المزني . في " المسند " ( 3 / 436 و 5 / 34 ) بسند صحيح وصححه الترمذي .
6 - أبو أمامة . في " المسند " ( 5 / 269 ) .
7 - عمران بن حصين . عند أحمد أيضاً ( 5 / 429 , 437 ) من طرق أخرى عن حماد ابن سلمة به دون الزيادة . وكذا رواه أبو داود في أول " الجهاد " والحاكم ( 4 / 450 ) وصححه ووافقه الذهبي .
8 - عمر بن الخطاب . في " المستدرك " ( 4 / 449 ) وصححه ووافقه الذهبي .
فالحديث صحيح قطعاً , وإنما أوردته من أجل هذه الزيادة , وقد عرفت أن سندها إلى يزيد بن هارون ضعيف , وبهذا الإسناد رواه أبو بكر الخطيب في كتابه " شرف أصحاب الحديث " ( ق / 34 / 1 ) . وقد عزاها الحافظ في " الفتح " ( 13 / 249 / بولاق ) إلى الحاكم في " علوم الحديث " , وما أظنه إلا وهما , فإني قد بحثت عنها فيه , فلم أجدها , وإنما وجدت عنده ما يأتي عن الإمام أحمد .
بيد أن هذه الزيادة معروفة وثابتة عن جماعة من أهل الحديث من طبقة يزيد ابن هارون وغيرها , وهم :
1 - عبد الله بن المبارك ( 118 - 181 ) , فروى الخطيب بسنده عن سعيد ابن يعقوب الطالقاني أو غيره قال : " ذكر ابن المبارك حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة ... قال ابن المبارك : هم عندي أصحاب الحديث " .
2 - علي بن المديني ( 161 - 234 ) , وروى الخطيب أيضاً من طريق الترمذي وهذا في " سننه " ( 2 / 30 ) وقد ساق الحديث من رواية المزني المتقدمة ( رقم 5 ) ثم قال : " قال محمد بن إسماعيل ( هو البخاري ) قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث "
3 - أحمد بن حنبل ( 164 - 241 ) , روى الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 2 ) والخطيب بإسنادين , صحح أحدهما الحافظ ابن حجر عن الإمام أحمد أنه سئل عن معنى هذا الحديث فقال : " إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث , فلا أدري من هم " .
وروى الخطيب ( 33 / 3 ) مثل هذا في تفسير الفرقة الناجية .
4 - أحمد بن سنان الثقة الحافظ ( ... - 259 ) روى الخطيب عن أبي حاتم قال : سمعت أحمد بن سنان وذكر حديث " لا تزال طائفة من أمتي على الحق " فقال : هم أهل العلم وأصحاب الآثار .
5 - البخاري محمد بن إسماعيل ( 194 - 256 ) , روى الخطيب عن إسحاق بن أحمد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري - وذكر حديث موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي " , فقال البخاري : يعني أصحاب الحديث . وقال في " صحيحه " وقد علق الحديث وجعله باباً : " وهم أهل العلم " ولا منافاة بينه وبين ما قبله كما هو ظاهر , لأن أهل العلم هم أهل الحديث , وكلما كان المرء أعلم بالحديث كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى . وقال في كتابه " خلق أفعال العباد " ( ص 77 - طبع الهند ) وقد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ) قال البخاري : " هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكر الحديث .
وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث , ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي .
أولاً : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطرقه أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهديه وأخلاقه وغزواته وما يتصل به صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول , ولكل مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها . وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له ويتمسك بكل ما فيه , دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلده , فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السنة والأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر , فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل ولابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى , وليس على هذا أهل الحديث فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده , في أي مذهب كان , ومن أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة , حتى لو كان شيعياً أو قدرياً أو خارجياً فضلاً عن أن يكون حنفياً أو مالكياً أو غير ذلك , وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام أحمد بقوله : " أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا جاءكم الحديث صحيحاً فأخبرني به حتى أذهب إليه سواء كان حجازياً أم كوفياً أم مصرياً " فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا وسما حاشا محمد صلى الله عليه وسلم , بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى الحديث والعمل به , فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نهوهم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم !‎ فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث . هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية . بل والأمة الوسط , الشهداء على الخلق .
ويعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم ورداً على من خالفهم : " ولو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم , وطلب سنن رسول رب العالمين , واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين , لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه , واكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه , لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد , وصفات رب العالمين - تعالى عن مقالات الملحدين - والإخبار عن صفة الجنة والنار , وما أعد الله فيها للمتقين والفجار , وما خلق الله في الأرضين والسماوات وصنوف العجائب وعظيم الآيات وذكر الملائكة المقربين , ونعت الصافين والمسبحين .
وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء , وكلام الفقهاء , وسير ملوك العرب والعجم , وأقاصيص المتقدمين من الأمم , وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم , وسراياه , وجمل أحكامه وقضاياه , وخطبه وعظاته , وأعلامه ومعجزاته , وعدة أزواجه وأولاده , وأصهاره وأصحابه , وذكر فضائلهم ومآثرهم , وشرح أخبارهم ومناقبهم , ومبلغ أعمارهم , وبيان أنسابهم .
وفيه تفسير القرآن العظيم , وما فيه من النبأ والذكر الحكيم , وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم , وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم , من الأئمة الخالفين , والفقهاء المجتهدين .
وقد جعل الله أهله أركان الشريعة , وهدم بهم كل بدعة شنيعة , فهم أمناء الله في خليقته , والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته , والمجتهدون في حفظ ملته , أنوارهم زاهرة , وفضائلهم سائرة , وآياتهم باهرة , ومذاهبهم ظاهرة , وحججهم قاهرة . وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه , وتستحسن رأياً تعكف عليه , سوى أصحاب الحديث , فإن الكتاب عدتهم , والسنة حجتهم , والرسول فئتهم , وإليه نسبتهم , لا يعرجون على الأهواء , ولا يلتفتون إلى الآراء .
يقبل منهم ما رووا عن الرسول , وهم المأمونون عليه العدول . حفظة الدين وخزنته , وأوعية العلم و حملته , إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع , فما حكموا به فهو المقبول المسموع . منهم كل عالم فقيه , وإمام رفيع نبيه , وزاهد في قبيلة , ومخصوص بفضيلة , وقارىء متقن , وخطيب محسن . وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل المستقيم , وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر , وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر , من كادهم قصمهم الله , ومن عاندهم خذله الله , لا يضرهم من خذلهم , ولا يفلح من اعتزلهم , المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير , وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير , وإن الله على نصرهم لقدير .
( ثم ساق الحديث من رواية قرة ثم روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال : هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول , ويذبون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئاً من السنن : قال الخطيب ) فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين , وصرف عنهم كيد العاندين , لتمسكهم بالشرع المتين , واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين , فشأنهم حفظ الآثار , وقطع المفاوز والقفار , وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى , لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى . قبلوا شريعته قولاً وفعلاً , وحرسوا سنته حفظاً ونقلاً , حتى ثبتوا بذلك أصلها , وكانوا أحق بها وأهلها , وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها , والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها , فهم الحفاظ لأركانها , والقوامون بأمرها وشأنها , إذا صدف عن الدفاع عنها , فهم دونها يناضلون , أولئك حزب الله , ألا إن حزب الله هم المفلحون " .
ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدل على شرف أصحاب الحديث وفضلهم لا بأس من ذكر بعضها , وإن طال المقال , لتتم الفائدة , لكني أقتصر على أهمها وأمسها بالموضوع :
1 - قوله صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه .
2 - وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام أصحاب الحديث .
3 - قول النبي صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله .
4 - كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ عنه .
5 - وصف الرسول صلى الله عليه وسلم إيمان أصحاب الحديث .
6 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه .
7 - بشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه .
8 - البيان أن الأسانيد هي الطريق إلى معرفة أحكام الشريعة .
9 - كون أصحاب الحديث أمناء الرسل صلى الله عليهم وسلم لحفظهم السنن وتبيينهم لها .
10 - كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن .
11 - كون أصحاب الحديث ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلفه من السنة وأنواع الحكمة .
12 - كونهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
13 - كونهم خيار الناس .
14 - من قال : إن الأبدال والأولياء أصحاب الحديث .
15 - من قال : لولا أهل الحديث لا ندرس الإسلام .
16 - كون أصحاب الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة , وأسبق الخلق إلى الجنة .
17 - اجتماع صلاح الدنيا والآخرة في سماع الحديث وكتبه .
18 - ثبوت حجة صاحب الحديث .
19 - الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث .‎
20 - الاستدلال على المبتدعة ببغض الحديث وأهله .
21 - من جمع بين مدح أصحاب الحديث وذم أهل الرأي والكلام الخبيث .
22 - من قال : طلب الحديث من أفضل العبادات .
23 - من قال : رواية الحديث أفضل من التسبيح .
24 - من قال : التحديث أفضل من صلاة النافلة .
25 - من تمنى رواية الحديث من الخلفاء ورأى أن المحدثين أفضل العلماء .
هذه هي أهم أبواب الكتاب وفصوله . أسأل الله تعالى أن ييسر له من يقوم بطبعه من أنصار الحديث وأهله , حتى يسوغ لمثلي أن يحيل عليه من شاء التفصيل في معرفة ما جاء في هذه الفصول الرائعة من الأحاديث والنقول عن الأئمة الفحول !
وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند , ألا وهو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 ) قال رحمه الله : " ومن نظر بنظر الإنصاف , وغاص في بحار الفقه والأصول متجنباً الاعتساف , يعلم علماً يقينياً أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , وإني كلما أسير في شعب الاختلاف أجد قول المحدثين فيه قريباً من الإنصاف , فلله درهم , وعليه شكرهم ( كذا ) كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقاً , ونواب شرعه صدقاً , حشرنا الله في زمرتهم , وأماتنا على حبهم وسيرتهم " .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 02:41 AM   رقم المشاركة : 275
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 271

" يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله , فإن بخل أحدكم أن يعطي ماله للناس فليبدأ بنفسه , وليتصدق على نفسه فليأكل وليكتس مما رزقه الله عز وجل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 487 :
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 54 ) : حدثنا حماد بن الحسن الوراق حدثنا حبان بن هلال حدثنا سليم بن حيان حدثنا حميد بن هلال عن # أبي قتادة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير سليم بن حيان وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما وترجمته في " الجرح والتعديل " ( 2 / 1 / 314 ) .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 02:43 AM   رقم المشاركة : 276
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 272

" قال الله تعالى " إذا ابتليت عبدي المؤمن , ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري , ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه , ودماً خيراً من دمه , ثم يستأنف العمل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 487 :
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 349 ) ومن طريقه البيهقي في " سننه " ( 3 / 375 ) من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح على شرط الشيخين , ولم يخرجاه " .
ووافقه الذهبي في " تلخيصه " .
وأما في " المهذب " وهو مختصر سنن البيهقي , فأشار إلى أن له علة , فقال : " لم يخرجه الستة , لعلته " .
وكأنه يريد بها الوقف , فقد أخرجه البيهقي عقب هذا المرفوع من طريق أبي صخر حميد بن زياد أن سعيد المقبري حدثه قال : سمعت أبا هريرة يقول : " قال الله عز وجل : أبتلي عبدي المؤمن , فإذا لم يشك إلى عواده ذلك , حللت عنه عقدي , وأبدلته دماً خيراً من دمه , ولحماً خيراً من لحمه , ثم قلت له : أئتنف العمل " .
قلت : ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا صخر هذا فيه كلام من قبل حفظه , وفي " التقريب " : " صدوق يهم " .
قلت : فمثله حسن الحديث , لكنه لا يصلح لمعارضة الرواية المرفوعة , لأن رواتها كلهم ثقات لا مغمز فيهم , فإما أن يقال : إن أبا صخر وهم في وقفه والصواب المرفوع , وإما أن يقال : إن أبا هريرة كان يرفعه تارة , ويوقفه أخرى , وكل حفظ ما وصل إليه , والرفع لا يعارض الوقف , ولاسيما وهو في حكم المرفوع .
لكن وجدت له علة أخرى غريبة , فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي آخر السنن ( 206 / 1 ) .
" قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث , ومعرفتهم للرجال وأحاديث كل واحد منهم , لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان , ولا يشبه حديث فلان , فيعللون الأحاديث بذلك , وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة مختصرة , وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم , كما سبق ذكره في غير موضع , فمن ذلك ... " ثم ذكر أمثلة كثيرة , بعضها مسلم , وبعضها غير مسلم , ومن ذلك هذا الحديث مع وهمه في عزوه فقال ( 207 / 1 - 2 ) : " ومن ذلك أن مسلماً خرج في صحيحه " ( ! ) عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد العمري : حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ثم قال : ) قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد : هذا حديث منكر , وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه وعبد الله بن سعيد شديد الضعف , قال يحيى القطان : ما رأيت أحداً أضعف منه .
ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى " .
قلت : معاذ بن معاذ وهو العنبري , وأبو بكر الحنفي واسمه : عبد الكبير ابن عبد المجيد كلاهما ثقة محتج به في " الصحيحين " , فلا أرى استنكار حديث هذا برواية ذاك بدون حجة ظاهرة , سوى دعوى أن حديثه يشبه أحاديث عبد الله ابن سعيد الواهي ! فإن هذه المشابهة إن كانت كافية لإقناع من كان من النقاد الحذاق فليس ذلك بالذي يكفي لاقناع الآخرين الذين قنعوا بصدق الراوي وحفظه وضبطه , ثم لم يشعروا بذلك الشبه , أو شعروا به , ولكن لم يروا من الصواب في شيء جعله علة قادحة يستنكر الحديث من أجلها , ويسلم للقادح بها مع مخالفته لقاعدة أخرى هي أهم وأقوى من القاعدة التي بنى ابن رجب عليها رد هذا الحديث وهي أن زيادة الثقة مقبولة . ومن حفظ حجة على من لم يحفظ , وما المانع أن يكون الحديث قد رواه عن أبي سعيد المقبري كل من ولديه : سعيد الثقة , وعبد الله الضعيف , وأن عاصماً أخذ الحديث عنهما كليهما , فكان يرويه تارة عن سعيد فحفظه عنه أبو بكر الحنفي , وتارة عن عبد الله فحفظه معاذ بن معاذ ?‎! لا يوجد قطعاً ما يمنع من القول بهذا , بل هو أمر لابد منه , للمحافظة على القاعدة التي ذكرناها , لقوتها واضطرادها , بخلاف القاعدة الأخرى فإنها غير مضطردة ولا هي منضبطة كما لا يخفى عمن له فهم وعلم في هذا الفن الشريف , فإن كون الحديث الثقة مشابهاً لحديث الضعيف , لا يوجد في العلم الصحيح ما يدل على أن حديث حديث الضعيف , وأن الثقة وهم فيه , إذ قد يروي الضعيف ما يشبه أحاديث الثقات على قاعدة " صدقك وهو كذوب " , فكيف يجوز مع ذلك أن نرد حديث الثقة لمجرد مشابهته لحديث الضعيف ?‎! بل العكس هو الصواب : أن نقبل من حديث الضعيف ما يشبه حديث الثقة ويوافقه . بل إن الراوي المجهول حفظه وضبطه لا يعرف ذلك منه إلا بعرضه على أحاديث الثقات , فما وافقها من حديثه قبل , وما عارضه وخالفه ترك . وهذا علم معروف في " مصطلح الحديث " .
ومما يؤيد صحة هذا الحديث , وأن أبا بكر الحنفي قد حفظه , وليس هو من حديث عبد الله بن سعيد وحده , أن الإمام مالك قال في " الموطأ " ( 2 / 940 / 5 ) : " عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مرض العبد بعث الله تعالى إليه ملكين , فقال : انظروا ماذا يقول لعواده , فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه , رفعاً ذلك إلى الله عز وجل - وهو أعلم - فيقول : لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة , وإن أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه , ودماً خيراً من دمه , وأن أكفر عنه سيئاته " .
وهذا سند مرسل صحيح , فهو شاهد قوي لحديث أبي بكر الحنفي الموصول والحمد لله على توفيقه .
ثم رأيته موصولاً عن مالك , أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في " جزء فيه فوائد عوال حسان منتقاة غرائب " ( 3 / 2 ) : أخبرنا علي ( هو الدارقطني ) قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث إملاء سنة ست عشرة وثلاثمائة قال : حدثنا علي بن محمد الزياداباذي قال : حدثنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال : " قال الدارقطني : تفرد به علي بن محمد عن معن عن مالك , وما نكتبه إلا عن ابن أبي داود " .
قلت : لكن الزباداباذي هذا كأنه مجهول , فقد أورده السمعاني في هذه النسبة , وذكر أنه روى عنه جماعة وفي النسخة سقط ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأورده في " الميزان " وتبعه في " اللسان " من أجل هذا الحديث وقال : " وأشار الدارقطني في " غرائب مالك " إلى لينه . وأنه تفرد عن معن عن مالك به وقال : إنما هو في " الموطأ " بسند منقطع عن غير سهيل " .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 07:36 AM   رقم المشاركة : 277
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 273

" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً , وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلق " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 491 :
رواه أبو داود في سننه ( 4800 ) : حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر قال : حدثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي قال : حدثني سليمان بن حبيب المحاربي عن # أبي أمامة # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير أيوب بن محمد السعدي , كذا وقع في رواية أبي داود , قال الحافظ في " التهذيب " : " ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد , وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجماهر فقالوا : " أيوب بن موسى " . قال ابن عساكر : وهو الصواب " .
قلت : رواية هارون بن أبي جميل , أخرجها ابن عساكر في ترجمته من " تاريخ دمشق " ( 17 / 493 / 1 ) لكن وقع في نسختنا منه " حدثنا أبو أيوب بن موسى " فالظاهر أنه سقط منها " كعب " فإنه أبو كعب أيوب بن موسى .
وفي اسمه اختلاف آخر , فقد رواه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 133 ) هكذا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب - صعيد - قال : حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر قال : حدثنا أبو موسى كعب السعدي عن سليمان بن حبيب - دون الفقرة الوسطى وليس هذا خطأً مطبعياً أو من بعض النساخ , فإن الدولابي أورده في " باب من كنيته موسى " ثم سرد من يكنى بذلك من الرواة فقال " ... وأبو موسى كعب السعدي عن سليمان بن حبيب , روى عنه محمد بن عثمان أبو الجماهر " .
وعلى كل حال فالصواب كما قال ابن عساكر " أيوب بن موسى " لاتفاق الجماعة عليه ثم هو قد أورده الذهبي في " الميزان " فقال : " روى عنه أبو الجماهر وحده لكنه وثقه " .
قلت : وسكت عنه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 258 ) وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " . ولا يطمئن القلب لذلك لتفرد أبي الجماهر عنه , بل هو بوصف الجهالة أولى كما تقتضيه القواعد الحديثية أن الراوي لا ترتفع عنه الجهالة برواية الواحد .
لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال . فمنها حديث ابن عباس ولفظه : " أنا الزعيم ببيت في رياض الجنة , وبيت في أعلاها , وبيت في أسفلها , لمن ترك الجدل وهو محق , وترك الكذب وهو لاعب , وحسن خلقه " .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 116 / 1 ) من طريق سويد أبي حاتم , أنبأنا عبد الملك - رواية عطاء - عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف من أجل سويد هذا وهو ابن إبراهيم , أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " ضعفه النسائي " . وقال الحافظ في " التقريب " . " صدوق سيء الحفظ , له أغلاط , وقد أفحش ابن حبان فيه القول " .
وقال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني ( 8 / 23 ) : " وفيه أبو حاتم سويد بن إبراهيم ضعفه الجمهور , ووثقه ابن معين , وبقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : لو قال : " ووثقه ابن معين في رواية " لكان أقرب إلى الصواب فقد قال أبو داود : " سمعت يحيى بن معين يضعفه " .
فابن معين في هذه الرواية يلتقي مع الجمهور , فهي أولى بالقبول .
وأما قول الهيثمي في مكان آخر ( 1 / 157 ) : " وإسناده حسن إن شاء الله تعالى " . فتساهل منه لا يخفى , بل إن هذا الحديث ليدل على ضعفه , فإنه قد خلط في هذا الحديث وأفسد معناه , فإن المعروف في حديث غيره توزيع هذه المنازل الثلاث , على ثلاثة أشخاص , وفي ذلك أحاديث عن أبي أمامة وأنس بن مالك وقد اتفقا على أن البيت الذي في أعلى الجنة لمن حسن خلقه , على خلاف هذا , فإنه جعل له البيت الذي في أسفلها , هذا إن اعتبرنا الترتيب المذكور فيه من قبيل لف و نشر مرتب .
ثم اختلف الحديثان المشار إليهما في البيتين الآخرين فحديث أبي أمامة جعل البيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق , والبيت في وسطها لمن ترك الكذب , وعكس ذلك حديث أنس , فأردنا أن نرجح أحدهما على الآخر بشاهد , فلم نجد أصلح من هذا إسناداً , وقد علمت ما في متنه من الفساد في المعنى .
نعم وجدنا حديثاً آخر يصلح شاهداً لحديث أبي أمامة , وهو ما أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 166 ) وفي المعجمين الآخرين من طريق محمد بن الحصين القصاص , حدثنا عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن عامر عن معاذ بن جبل مرفوعاً بلفظ : " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة , وبيت في وسط الجنة , وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وترك الكذب وإن كان مازحاً , وحسن خلقه " .
وقال الطبراني : " لم يروه عن روح إلا عيسى تفرد به ابن الحصين " .
قلت : ولم أجد من ترجمه .
وعيسى بن شعيب وهو النحوي قال الحافظ في " التقريب " : صدوق له أوهام .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 23 ) : " رواه الطبراني في الثلاثة والبزار , وفي إسناد الطبراني محمد بن الحصين ولم أعرفه , والظاهر أنه التميمي وهو ثقة , وبقية رجاله ثقات " .
قلت : وما استظهره بعيد عندي , فإن ابن الحصين هذا في طبقة الإمام أحمد , وأما التميمي فمن أتباع التابعين , جعله الحافظ من الطبقة السادسة التي عاصرت الطبقة الخامسة من صغار التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة , بخلاف السادسة فلم يثبت لهم لقاء أحد منهم .
وقوله في التميمي : إنه ثقة . فيه تساهل , لأنه لم يوثقه غير ابن حبان , وهو معروف بتساهله في التوثيق , أضف إلى ذلك أن الدارقطني خالفه , فقال : " مجهول " وهو الذي اعتمده الحافظ في " التقريب " .
وجملة القول أن هذا الإسناد ضعيف , ولكن ليس شديد الضعف , فيصلح شاهداً لحديث أبي أمامة , فيرتقي به إلى درجة الحسن . والله أعلم .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 07:36 AM   رقم المشاركة : 278
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 274

" أمرت بقرية تأكل القرى , يقولون : يثرب , وهي المدينة , تنفي الناس , كما ينفي الكير خبث الحديد " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 495 :
أخرجه البخاري ( 4 / 69 - 70 ) ومسلم ( 9 / 154 ) ومالك ( 3 / 84 - 85 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 232 - 233 ) وأحمد ( رقم 7231 , 7364 ) والخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 62 / 2 ) . وأبو يعلى في " مسنده " ( 300 / 2 ) عن # أبي هريرة # قال : سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وفي رواية من طريق أخرى عنه مرفوعاً بلفظ : ( يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء , هلم إلى الرخاء , والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون , والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه , ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث , لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها , كما ينفي الكير خبث الحديد ) .
أخرجه مسلم ( 9 / 153 ) .
الغريب
1 - أمرت بقرية ... قال الخطيب : " المعنى أمرت بالهجرة إلى قرية ( تأكل القرى ) أي يأكل أهلها القرى كما قال الله تعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة ) يعني قرية كان أهلها مطمئنين , وكان ذكر القرية عن هذا كناية عن أهلها , وأهلها المرادون بها لا هي , والدليل على ذلك قوله تعالى " ( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) والقرية لا صنع لها , وقوله : ( فكفرت بأنعم الله ) والقرية لا كفر لها .
2 - ( تأكل القرى ) بمعنى تقدر عليها , كقوله تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ) ليس يعني بذلك أكلتها دون محتجبيها عن اليتامى , لا بأكل لها , وكقوله تعالى : ( ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا ) يعني تغلبوا عليها إسرافاً على أنفسكم , وبداراً أن يكبروا فيقيموا الحجة عليكم بها فينتزعوها منكم لأنفسهم , فكان الأكل فيما ذكرنا يراد به الغلبة على الشيء , فكذلك في الحديث .








رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 07:37 AM   رقم المشاركة : 279
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 275

" كان يصلي عند المقام , فمر به أبو جهل بن هشام , فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا ?‎ وتوعده , فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره , فقال : يا محمد بأي شيء تهددني ?‎! أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً , فأنزل الله *( فليدع ناديه . سندع الزبانية )* . قال ابن عباس : لو دعا ناديه أخذته زبانية العذاب من ساعته " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 496 :
رواه الترمذي ( 2 / 238 ) وابن جرير في تفسيره ( 30 / 164 ) من طرق عن داود ابن أبي هند عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : فذكره .
والسياق لابن جرير .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وقال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " .
قلت : وقد رواه البخاري والطبراني في " الكبير " ( 3 / 141 / 1 ) وغيره من طرق أخرى عن عكرمة به نحوه .
وله في " المعجم " ( 3 / 173 / 1 ) طريق أخرى عن ابن عباس .







رد مع اقتباس
قديم 13-08-2013, 07:37 AM   رقم المشاركة : 280
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 276

" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم , فإن صلة الرحم محبة في الأهل , مثراة في المال , منسأة في الأثر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 497 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 357 - 358 ) والحاكم ( 4 / 161 ) وأحمد ( 2 / 374 ) والسمعاني في " الأنساب " ( 1 / 5 ) عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن # أبي هريرة # مرفوعاً به .
وقال الترمذي : " حديث غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك هذا , قال أبو حاتم " صالح " . وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 175 ) وروى عنه جماعة من الثقات منهم عبد الله بن المبارك وهو الذي روى عنه هذا الحديث , فلا أدري لماذا لم يحسنه الترمذي على الأقل .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
وللشطر الأول منه طريق أخرى , يرويه أبو الأسباط الحارثي اليماني عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن عدي ( 33 / 2 ) . وأبو الأسباط هذا هو بشر بن رافع .
قال الحافظ : " فقيه ضعيف الحديث " .
وقد وجدت له شاهدين أحدهما : من حديث العلاء بن خارجة مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني ورجاله قد وثقوا كما في " المجمع " ( 8 / 152 ) , وقال المنذري ( 3 / 223 ) : " لا بأس بإسناده " .
والآخر من حديث علي رضي الله عنه .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 215 ) ورجاله ثقات غير علي بن حمزة العلوي ولم أجد له ترجمة , ولا أورده الطوسي في " فهرسته " .
والشطر الثاني من الحديث رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث عمرو ابن سهل .
قال الهيثمي : " وفيه من لم أعرفهم " .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحب أن يبسط له في رزقه , وينسأ له في أثره فليصل رحمه " .
متفق عليه من حديث أنس . وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة , والحاكم ( 4 / 160 ) من حديث علي وابن عباس .
وللحديث شاهد ثالث بنحوه وهو : " اعرفوا أنسابكم , تصلوا أرحامكم , فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت , وإن كانت قريبة , ولا بعد بها إذا وصلت , وإن كانت بعيدة " .







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الاحاديث المؤثرة عن رسول الله‎ بسمه المنتدى الإسلامي 14 01-09-2012 01:23 PM
كم اهتز قلبى لهذه الاحاديث القدسية! الفاتح المنتدى الإسلامي 12 28-04-2010 11:56 PM
الفائده والاجر العظيم للاستذكار الاحاديث عافك الخاطررررر المنتدى الإسلامي 21 06-09-2009 03:05 PM
كثير من الاحاديث المنسوبة للرسول المنتشره فما صحتها ؟؟ حنتوش المحدود المنتدى الإسلامي 11 30-07-2009 11:32 PM
كيف تعرف الاحاديث الشريفية صحيحة الأسير المنتدى الإسلامي 3 03-04-2007 01:21 PM



الساعة الآن 11:02 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت