اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-2013, 03:02 AM   رقم المشاركة : 1
دانة الكون
مديرة المنتدى

رونق المنتدى
 
الصورة الرمزية دانة الكون
الملف الشخصي






 
الحالة
دانة الكون غير متواجد حالياً

 


 

و انكسر الوقار


وانكسر الوقار ( قصة )

... ارتدى دشداشته الفاخرة ولفّ عمامته حول رأسه مسدلا جزءا منها حول رقبته بعناية واهتمام بالغين ,تناول زجاجة عطره الخاصة الباهضة الثمن ورش منها عدة رشات على صدره وأطرافه وفرك يديه بالقليل من عطر آخر خاص أيضا , وأخذ نفسا عميقا وهو يشم هذه الروائح , تقلد خنجره الذي ناولته إياه زوجته بعد العناية بنظافته عناية فائقة حتى أصبح أكثر ألقا ولمعانا ,
تناول عصاه الخيزران ومضى , تتدلى لحيته الوقور على صدره على شكل مثلث يختلط سواده ببياض يزيده هيبة ووقارا , وقبل خروجه يناديه ولده الصغير محمد فيلتفت إليه مبتسما ويرتمي محمد في أحضانه مودعا , يقبله الأب ويخرج .>

هكذا بدأ الشيخ سالم يومه ذاهبا إلى عمله , تتلقاه التحايا مغلفة بالتقدير والتبجيل من كل من يمر به لا سيما لدى وصوله مكتبه :
السلام عليكم يا شيخ سالم

مرحبا شيخنا

كيف الحال يا شيخ ؟
عمت صباحا يا شيخ
وتتوالى الترحيبات المبجلة على الشيخ سالم , فيرد عليها بكل حب ووقار , ويمضي متجها إلى مكتبه ليباشر عمله هناك , ويمضي اليوم كأي يوم على الشيخ سالم إلا أن هناك ما بدد نظام يومه وجعله يأخذ منحى آخر

فهاتف المكتب يرن بشكل مفاجئ وقوي , أيقظه من زحمة العمل :
وعليكم السلام
نعم أنا ...
نحن مركز شرطة ...
ونريدك أن تمثل بين يدينا لو تكرمت .
ماذا ؟!! مركز الشرطة ؟ ! ولأي شيء تريدونني ؟
عندما تأتي ستعرف .
تغير وجه الشيخ سالم وأخذ يضرب أخماسا بأسداس :
ماذا يمكن أن يكون قد حدث ؟ ولماذا يطلبونني في المركز , ربما هناك خطأ ما ... أو ربما احدهم يريد مساعدتي في شيء فأعطاهم رقمي , هواجس وخيالات مرت به وهو في تلك اللحظات حتى وصل به التفكير بابنه عادل

ولم لا !! فربما حدث له مكروها كحادث سير لا قدّر الله , ومن يدري ربما ارتكب خطيئة أو حتى جريمة من نوع ما , يا إلهي

يا إلهي ما هذه الهواجس ؟

استبد به القلق على ابنه عادل ولم يحتمل فقرر الاتصال به على نقاله ليطمئن عليه :
وعليكم السلام والرحمة
أين أنت يا عادل ؟
أنا في الجامعة يا أبي ولدي الآن ساعة استراحة .
هل أنت بخير؟
نعم بخير والحمد لله

ألم يحدث لك شيء ؟ ألم تفعل شيئا ما ؟
لا يا أبي , ماذا هناك ؟ لماذا تسألني هذه الأسئلة ؟ هل حدث شيء ؟
لا شيء يا بني لا شيء

وأغلق السماعة سارحا بأفكاره وخيالاته ولكنه اطمئن بشأن ابنه , عادل في الجامعة وهو بخير ولله الحمد

إذن هناك خطأ , لا بد وأن الرجل الذي اتصل به أخطأ في الاسم وأنه يقصد شخصا آخر .
واطمئن إلى هذا التفكير , أخبر موظفيه بالأمر وأنه ذاهب للمركز ليعرف لم يطلبونه .
عرض بعض المقربين منه الذهاب معه , رفض في البداية ولكن زيادة في الوجاهة وليعلم الشرطي مع من أخطأ , وكيف أن خطأه فادحا , وافق الشيخ سالم أن يذهبوا معه .
فرد صدره وأخذ نفسا عميقا وقال بلهجة جادة قريبة من الأمر :
هيا بنا .
وانطلقوا إلى المركز , وكما دخل الشيخ سالم إلى عمله بين عبارات التبجيل والتقدير كذلك خرج بين أتباعه ومقربيه .

... وصل إلى مركز الشرطة في هالة عظيمة من الهيبة والوقار , يتقدمه مركزه وسمعته , حياه المسؤول بذات الاحترام الذي يليق به وبمركزه الوظيفي والاجتماعي , بل واعتذر له عن استدعائهم له بهذه الصورة وهذه العجلة وأوضح له أن الأمر في غاية الأهمية ولا يحتمل التأجيل أو اتخاذ إجراءات أخرى قبل وصوله .فالقضية عاجلة جدا يا شيخنا
قال الشيخ سالم :
يا بني ربما هناك خطأ ما

فأنا رجل لي مكانتي ومركزي ولست ممن يدخلون مراكز الشرطة في قضايا لا عاجلة ولا آجلة ولله الحمد .
نقدر مكانتك ومركزك سيدي ولكن الأمر متعلق بك تماما .

إذن أطلعني على الأمر لأثبت لك عكس ذلك وسترى أيها الرجل الهمام أنك أخطأت في حقي خطئا فادحا .
طأطأ المسؤول رأسه مخاطبا الشيخ :
ليتني أكون مخطئا وينتهي الأمر بالاعتذار إليك وإرضائك بما تطلب وتريد ولكن الأمر أكبر من خطأ أو سوء فهم , فنحن لم نتصل بك إلا بعد أن تأكدنا من الأمر ومن أنك المعني فعلا .
ينظر إليه الشيخ نظرة استعجال كمن يطلب منه أن يخلصه من لظى الانتظار ويريحه من عنائه .
ينادي المسؤول على الشرطي الواقف على الباب :
أدخل المتهمين :
ويدخل الشرطي ممسكا بشاب ومعه فتاة في مقتبل العمر .

يا للهول !!
يا إلهي

رحماك ربي

وتدور بالشيخ الدنيا , يفرك عينيه محاولا الاستيضاح فربما بصره خدعه أيضا ,,
يسأله المسؤول : أهذه ابنتك ؟
يجيب ولا يجيب

نعم , لا ,
وبين ( نعم ولا ) يغيب الوعي ويعود

وتصله كلمات المسؤول متقطعة بعيدة كأنها آتية من مكان سحيق :
وجدناها مع هذا الشاب في وضع شائن .
تدور به الدنيا دورة تفقده توازنه فيغمى عليه

ولكنه يفيق مرة أخرى , يتحسس جسمه , ملابسه , جيوبه
لم يعثر على سلاح يشفي به غليله إلا الخنجر في وسطه
أخرج خنجره و......

انتهت






التوقيع :



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي







اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
.
.

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا جديد.. الاتحاد انتصر والشباب انكسر سـَمآ ♪ :: منتدى المواضيع المكررة:: 3 20-05-2010 09:26 PM
لكل من انكسر قلبه احلى صباح منتدى الشعر المنقول والصوتيات 14 14-10-2008 01:13 AM



الساعة الآن 01:47 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت