الى من يربي لله ((كيف اربي طلابي ؟؟))

[ابوحفص]

كيف أربي طلابي على التعلق بالله؟

أجاب عنها : د. مبروك رمضان

التاريخ 19/1/1431 هـ

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالي هو أني مدرس تحفيظ أود أن أعلق طلابي بالله فما هي المواضيع التي أحدثهم فيها حتى يتعلقوا بالله تبارك وتعالي، أرجو التفصيل في ذلك؟




الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد،،
يدور سؤالك حول كيفية تدريب طلاب حلقتك للتعلق بالله تعالى.
وبداية أشكر لك هذه الهمة العالية، والنظرة الثاقبة، والرؤية السديدة، والحكمة في تحديد الهدف، وبذل الوسائل الممكنة لبلوغه.
وقد وفقك الله تعالى لخيرين عظيمين الأول القيام بتدريس كتاب الله تعالى وتربية النشء عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
والثاني سعيك الحثيث لتربية طلابك على التعلق بالله تعالى ومراقبته جل وعلا.
ولتربية طلابك على التعلق بالله تعالى لابد أن تكون البداية من التربية على الإيمان المطلق بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وتقريب ذلك لهم بأمثلة ملموسة وحياتية حتى يعتاد الطلاب على تطبيق مبدأ المراقبة والإخلاص لله تعالى.
ومن المهم أن تدرك أخي المبارك طرائق الإقناع للطلاب في الأمور الغيبية خاصة في هذه السن الصغيرة، ولتربية الأبناء على سلوك التعلق بالله لابد من ممارسة ذلك عملياً، ومن ذلك التدريب على (أن الله تعالى يسمعنا) التدريب على (الخوف من الله قبل ارتكاب الذنب)، (الصدق لأن الله يحب الصادقين) من خلال ذكر النعم والتمثيل لذلك بأمور حياتية خاصة للمرضى والفقراء وأن الله قد حبانا بنعم كثيرة وذكر بعضها ومقارنتهم بمن حرمهم الله تعالى من بعض هذه النعم.
التعلق بالله ممارسة وتدريب مع العقيدة والتسليم وهذا تدريب تربوي يحتاج إلى صبر وتؤدة واستمرار ومتابعة ويرأس هذا كله إخلاص وقدوة وأن يكون سلوك المربي هو أفضل وسيلة لتربية الطلاب على الخلق.
ويمكنك أن تجعل هناك أخلاقاً محددة (الصدق) (الوفاء) (الحب) وعمل برنامج لها خلال فترة محدودة أسبوع أو أسبوعين مثلاً وهكذا يتدرب ويمارس الطلاب أخلاقاً بشكل عملي وممارسة تجعل الأخلاق عملية وليست مجرد شعارات دون تنفيذ ولا إدراك لمعانيها.
من المهم التركيز على جوانب الحفز والتشجيع ولأن العمل جيد والسلوك ممتاز والخلق حسن فالله يحبك لذا نحن نحبك ونعطيك هدية.. هكذا يكون الحفز المادي، مع ضرورة الحفز المعنوي بالذكر والثناء والشهادات التقديرية وإبراز أسماء المتميزين في تطبيق الأخلاق الحسنة.
وكلما أحب الطلاب المعلم أحبوا أخلاقه وتصرفاته وسلوكه وبذلك يحبون الخلق ويعملون به ثم يحبون الله تعالى ويتعلقون به جل وعلا.
وفقك الله وسدد خطاك.