لقد استبان لى (15)
سيد يوسف
1/ لقد استبان لى أن الذى يبكى لتزوير صوته فى الانتخابات أو يفرح بشراء صوته أو يندم لفوات شراء صوته ولا يكترث أن بلاده تنهب بمخطط مدروس فقد فقد الأهلية للعيش داخل وطنه إن كان ثمة وطن مع هؤلاء..فقد أضاع بعضهم وطنه حين اكتفى بالصراخ ولم يمد يده نحو الذين يسعون نحو تغيير تلك الأوضاع حالكة السواد ، وأضاع البعض الآخر أوطانهم حين ارتضوا لأنفسهم أن يصيروا سلعة يقيمها الآخرون حسب احتياجاتهم متناسين أنهم خلقوا بشرا فيهم من السماء ودائعا.
2/ لقد استبان لى أن الباطل يحتاج إلى اسم جميل يزين به سوءته وقبحه
ألا ترى للمزورين فى الانتخابات يشرون بأموالهم الوهم للناس حتى يرتدون ثيابا أنيقة بين الناس!!!
يا للمسكين !! فهل يفيد العريان أن يرتدى كرافتة ؟!!!
لقد استبان لى أن ما اتخذ قوم بعضهم بعضا مطايا إلا زاد فيهم الجهل وفشا الإجرام وزاد الحقد .
3/لقد استبان لى أن الانفعال المصاحب لعمليات التزوير فى الانتخابات أو فى غيرها لهو انفعال يضيع معه صوت العقل وان المرء ليقول فى ساعة غضبه ما لا يقبله ساعة صفاه النفسى إلا إذا صادقه العناد والعمى.
4/ لقد استبان لى أن طريق الحق والنهوض طويلة ... تحتاج إلى صبر وعلم وعقل يقظ وإدارة حميدة وإن من الخطل أن يظن ظان أن ساعة قطاف الثمرة قريبة.. وإن من الخطأ أن يتخيل العاملون- لأنهم يعملون-
أن الناس كل الناس لهم مؤيدون.....كلا ففى الصف دوما طابور خامس وحقدة ومنتفعون من تلك الأوضاع الخاطئة وغيرهم....فالصبر الصبر والاتزان الاتزان.
5/ لقد استبان لى أن ثوب النفاق والرياء والعمل من أجل المصلحة الشخصية دونما اعتبار للوطن والحق والمبادىء إنما هو ثوب شفاف يشف عما تحته من صورة قبيحة يرفضها الفاقهون لدناءتها ولقد استبان لى جدا أن من خدع الحياة أن يعمل المرء لنفسه وهو يحسب أنه يعمل للحق والدين والمبادىء ألا ترى لقوله تعالى:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً ) الكهف 103-106
وقوله تعالى :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) البقرة 11-12
6// لقد استبان لى أن هناك دوما فى حياة كل منا بعض الناس القليلين الذين يحملون نفسا مشرقة وقلوبا صادقة وصدرا واسعا وعقلا يقظا
صحيح هم قليلون لكننا لا نستطيع أن نستغنى عنهم فلقد ذقنا للحياة طعما جميلا ذلك حين وجدناهم ولسنا على استعداد أن نفرط فيهم فنقاؤهم هو سبب سعادتنا .....ولقد استبان لى أن الحياة تصفو مع هؤلاء ... ذلك أنهم يفهموننا ويقدروننا ويشعرون بنا دون انتظار لمقابل.
فى النهاية
نسال الله أن يهىء لأمتنا أمر رشد.
سيد يوسف
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
