اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > :: الحوار والنقاش الجاد ::
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-2010, 11:49 PM   رقم المشاركة : 1
عبدالحق صادق
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
عبدالحق صادق غير متواجد حالياً

 


 

عقدة الأقلية و الشيعة

عقدة الأقلية و الشيعة
هناك عقدة تدعى عقدة الأقلية و هو شعور تشعر به الأقلية على أنها مظلومة و مضطهدة و هؤلاء دائما يشكون وضعهم
و في حقيقة الأمر ربما تكون معاناتهم نفس معاناة الأكثرية فالحياة لا تصفو لأحد فالمكدرات يعاني منها الجميع أكثرية و أقلية و هذه سنة الله في خلقه حتى لا يستكين الإنسان للحياة الدنيا و ينسى الآخرة
وهناك أمر آخر يجب التنبه له و هو ما يسمى بغرور القوة فأي شخص أو مجموعة بشرية تشعر أنها تمتلك قوة أو سلطة يمكن أن تقع فيه إذا ضعف الوازع الديني و الأخلاقي عندهم و ذلك بان يخصوا أنفسهم بخصوصيات و يعتبر هذا الأمر طبيعيا في واقعنا المعاصر فيجب التأقلم معه لأن الذي يعترض على هذا الأمر لو ملك هذه القوة أو السلطة لفعل مثل هؤلاء أو أكثر و لكن التمادي كثيرا في هذا الغرور يسبب مشكلة و المطالبة بالمثالية يسبب مشكلة أيضا لأنها غير موجودة في واقعنا المعاصر
و قد تنبه المحتل و من له مشاريع توسعية مثل إيران لهذا الأمر فصار يظهر تعاطفه مع هؤلاء و دعمه لهم من اجل أن يدخل إلى تلك الأوطان من خلالهم ليحقق أغراضه و أطماعه
و عندما يصل المحتل لأغراضه عن طريق هؤلاء يضعهم تحت خيارين أحلاهما مر
إما أن يتخلى عنهم و يتركهم لانتقام الأكثرية
أو ينفذوا أجندته في المنطقة و هذا سوف يشكل حرج شديد لهؤلاء و خاصة أولائك الذين كانوا يرفعون شعارات وطنية أو دينية براقة و سوف يعرضوا أنفسهم لحقد الأمة عليهم و ربما تنقلب الموازين فيكونون عرضة لخطر الانتقام
و المحتل يفضل أن يسلم السلطة للأقلية حتى يبقوا بحاجة إليه و بالتالي ينفذوا أجندته بينما الأكثرية يمكن أن تستغني عنه و عن دعمه
و هنا أود أن أشيد بشيعة السعودية فاعتقد أنهم تعرضوا لإغراءات كثيرة من قبل جهات معادية للإسلام و من قبل جهات لها مشاريع خاصة في المنطقة مثل إيران و لكنهم أثبتوا وطنيتهم و أعطوا المواطنة حقها فلم يستقووا بالخارج
بخلاف بلدان أخرى حيث وقعوا في مصيدة الاحتلال أو غيره ممن لهم مطامع خاصة في منطقتنا
و لذلك من وجهة نظري إن شيعة السعودية هم نموذج و مرجع للشيعة في العالم للأسباب التالية:
السعودية منبع العروبة و الإسلام و النهر عند منبعه أصفى من مصبه ففيها مهبط الوحي و فيها مدفن سيد الأنام عليه و على آل بيته الطيبين الطاهرين أفضل الصلاة و السلام و كذلك مدفن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء المصونة عليها السلام
و لأنها تضم أعظم مقدسات المسلمين
و هناك ميزة هامة للمملكة هو أنها لم تتعرض لاحتلال غربي صليبي ، الذي يفعل فعله في حكومات و شعوب البلدان التي يحتلها ،و لذلك فقيادة المملكة العربية السعودية و شعبها بعيدة عن الآثار الفكرية و النفسية التي يتسبب بها الاحتلال و خاصة هذا الفكر الثوري الذي جلب المصائب على امتنا.
و ادعوا الأقلية و الأكثرية في عالمنا الإسلامي أن يفوتوا الفرصة على الأعداء
و ذلك بان تحذر الأقلية من الوقوع في مصيدة الأعداء و أصحاب المشاريع الخاصة فالتاريخ لا يرحم و الموازين يمكن أن تتغير في أي وقت.
و أن تراعي الأكثرية حقوق الأقلية فالظلم ظلمات و أهم أسباب زوال الأمم انتشار الظلم فيها
و أن يعلموا جميعا انه لا بديل عن التعايش فكما تعايش أجدادنا يجب أن نتعايش و انه لا يستطيع احد الطرفين أن يلغي الآخر و البديل مر و خطير و مضر بالجميع و يخدم مصالح الأعداء و يدفع الطرفين لإعطاء تنازلات لهم.
و التطرف و الإقصاء لا يأت بخير و يجلب المصائب و يفرح الأعداء .
و التعايش يستفيد منه الجميع ويصب في مصلحة الجميع و يغيظ الأعداء .






رد مع اقتباس
قديم 23-02-2010, 12:00 AM   رقم المشاركة : 2
عامر عبدالعزيز
رائدي مميز
 
الصورة الرمزية عامر عبدالعزيز
الملف الشخصي







 
الحالة
عامر عبدالعزيز غير متواجد حالياً

 


 

-




الأخ / عبدالحق صـادق


موضوعك فيه من الحوار والنقاش الكثير ، وله مجال واسع في الأفكار الرائعة

والتي راقت لـي ، ورسالتك فهمتها ففيها من التطوير الفكري الحديث لمفهوم الأقليات

المستهدفه ، ولكن اسمح لي فموضوعك لا أرى فيه عناصر الحوار والمناقشة

لاسيما أن الموضوع في قسم ( الحوار والنقاش الجاد ) !!

فإذا كان موضوعك بلا عناصر مناقشة وحوارية ، فالأنسب هو قسم ( المقالات ) ،

أما إذا كنت تقصد فيه التحاور والمناقشة فاطرح لنا مشكوراً أسئلة وعناصر مناقشة

نستطيع من خلالها طرح وجهة النظر فيما تود أن تناقش فيه ، ولك جزيل الشكر والإمتنان .







-






التوقيع :
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

If You Want To Read My Letters
Just, Click On The Signature

رد مع اقتباس
قديم 23-02-2010, 12:46 AM   رقم المشاركة : 3
عبدالحق صادق
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
عبدالحق صادق غير متواجد حالياً

 


 

اخي الكريم:
إنني احترم وجهة نظرك
و لكن من وجهة نظري ان هذا الموضوع محل خلاف فيوجد الكثير من يعارضني في ذلك فمن خلال الحوار الهادف نصل الى رؤية مشتركة
مع اجمل تحية







رد مع اقتباس
قديم 23-02-2010, 01:01 AM   رقم المشاركة : 4
عامر عبدالعزيز
رائدي مميز
 
الصورة الرمزية عامر عبدالعزيز
الملف الشخصي







 
الحالة
عامر عبدالعزيز غير متواجد حالياً

 


 

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحق صادق
اخي الكريم:
إنني احترم وجهة نظرك
و لكن من وجهة نظري ان هذا الموضوع محل خلاف فيوجد الكثير من يعارضني في ذلك فمن خلال الحوار الهادف نصل الى رؤية مشتركة
مع اجمل تحية



[align=center]إذاً أين عناصر المناقشة والحوار التي تريد أن نتناقش عليها

في موضوعك الموقر ؟[/align]




-






رد مع اقتباس
قديم 23-02-2010, 06:09 AM   رقم المشاركة : 5
ليتني همك يايمه
 
الصورة الرمزية ليتني همك يايمه
الملف الشخصي







 
الحالة
ليتني همك يايمه غير متواجد حالياً

 


 

.
.

يلاحظ البعض ما ينشر في الصحف والمجلات وعلى مواقع الشبكه الإلكترونية تزايداً مطّرداً في المقالات والأبحاث المتعلقه بالأقليات في الوطن العربي من حيث نشوئها التاريخي أو من حيث حقوق هذه الأقليات السياسيه والثقافيه و المذهبيه وطموحاتها في حصولها على هذه الحقوق وصولاً إلى تقرير المصير والانفصال كما يطرح البعض
ويتوجب التنويه منذ البدايه أن إستخدام مصطلح "الأقليات" إشارة لبعض الفئات من مواطنينا وأبناء أمتنا لا يرضينا. ولم يستخدم بفقهنا وتاريخنا الإسلامي وإنما أصّر ويصّر عليه إعلام الغرب ونخبه وساساته ويتبعهم في ذلك بعض المتغربين بيننا مما فرض المصطلح على الأدبيات الحديثه ولهذا أستخدمناه عن غير رضى لمناقشة هذهـ القضيه
القليل من هذه المقالات والأبحاث التي تطالعنا اليوم تنحو منحى عقلاني رصين من قبل مختلف أطراف المعادله كمحاولات جادة لبحث هذه المشكلة الخطيرهـ التي تواجه الأمه في معظم أقطارها ومن ثم إيجاد الحلول المنطقيه لها بعيداً عن ردات الفعل المتشنجه والتي تؤدي بدورها إلى زيادة التناقضات داخل المجتمعات وإضعافها

فالغرب عندما يثير مشكلة من يسميهم بالأقليات في البلاد العربيه والإسلاميه و عندما تتجاوب معه بعض النخب المتغربه والطامحه فتطرح قضية حق تقرير المصير وحق الانفصال يطبق معياراً مزدوجاً في ما يتعلق بأممه ودوله وفي ما يتعلق بشعوبنا ودولنا وبالطبع تذرية أقطارنا تدخل ضمن الاستراتيجيه التي ترفض وجود هويه جامعه وتريد أن تحوّل بلادنا إلى قطع فسيفساء من دويلات طائفيه وكما تشاء من اختراع مكوّنات بحاجة إلى دويله أو حكم ذاتي وهكذا.
هذا الموقف نطبقه على المسلمين داخل الأمم الأخرى فلا نشجع على الانفصال أو تطبيق مبدأ حق تقرير المصير لأن النتيجه نشوء أقليات هزيله مستباحه من قبل الدول الكبرى لكن في المقابل إذا تحققت للمسلمين العداله داخل الأوطان التي يعيشون فيها وحق ممارستهم لعقيدتهم المسلمه تحقق الأمن والأستقرار


عبدالحق صادق < أشكرك عزيزي على الطرح الرائع
وأعتذر على الإطاله فالنقاش يطووول في هذهـ القضيه

كل الود







التوقيع :
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2010, 06:07 PM   رقم المشاركة : 6
عبدالحق صادق
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
عبدالحق صادق غير متواجد حالياً

 


 

هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع أجمل تحية







رد مع اقتباس
قديم 24-02-2010, 06:08 PM   رقم المشاركة : 7
عبدالحق صادق
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
عبدالحق صادق غير متواجد حالياً

 


 

- إنني في هذا الموضوع لا أتحدث عن معتقد الشيعة و لكنني أتحدث عنهم كمواطنين يعيشون بيننا من قديم الزمن
و يجب أن يكون نظرنا بعيد المدى فأي جماعة تشعر بالخطر أو الظلم فسوف تلتجئ لمن يحميها و الذي يعرض نفسه كراعي للشيعة حاليا هي إيران و لديها مشروع توسعي في منطقتنا.
فنحن عندما نعطي الشيعة في بلداننا حقهم نكون قد قطعنا الطريق على إيران في أن تؤسس لها موطئ قدم في بلداننا
و كذلك الأمر عندما نقدم شيعة السعودية كنموذج و مرجع لشيعة العالم فهي محاولة لسحب البساط من تحت إيران و ما تشكله من خطر على استقرار المنطقة باستخدامها الأقليات الشيعية كورقة ضغط
و الشيعة في السعودية التفاهم معهم أسهل من غيرهم لأنهم لا يحملون الفكر الثوري و يمكن استخدامهم كجسر للشيعة في بقية بلدان العالم من اجل فصل ارتباطهم بإيران التي تحمل الفكر الثوري و تريد تصديره للخارج من اجل تحقيق مشروعها الطائفي.







رد مع اقتباس
قديم 24-02-2010, 07:08 PM   رقم المشاركة : 8
ReD-CaRd
رائدي رائع
الملف الشخصي






 
الحالة
ReD-CaRd غير متواجد حالياً

 


 

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليتني همك يايمه
.
.

يلاحظ البعض ما ينشر في الصحف والمجلات وعلى مواقع الشبكه الإلكترونية تزايداً مطّرداً في المقالات والأبحاث المتعلقه بالأقليات في الوطن العربي من حيث نشوئها التاريخي أو من حيث حقوق هذه الأقليات السياسيه والثقافيه و المذهبيه وطموحاتها في حصولها على هذه الحقوق وصولاً إلى تقرير المصير والانفصال كما يطرح البعض
ويتوجب التنويه منذ البدايه أن إستخدام مصطلح "الأقليات" إشارة لبعض الفئات من مواطنينا وأبناء أمتنا لا يرضينا. ولم يستخدم بفقهنا وتاريخنا الإسلامي وإنما أصّر ويصّر عليه إعلام الغرب ونخبه وساساته ويتبعهم في ذلك بعض المتغربين بيننا مما فرض المصطلح على الأدبيات الحديثه ولهذا أستخدمناه عن غير رضى لمناقشة هذهـ القضيه
القليل من هذه المقالات والأبحاث التي تطالعنا اليوم تنحو منحى عقلاني رصين من قبل مختلف أطراف المعادله كمحاولات جادة لبحث هذه المشكلة الخطيرهـ التي تواجه الأمه في معظم أقطارها ومن ثم إيجاد الحلول المنطقيه لها بعيداً عن ردات الفعل المتشنجه والتي تؤدي بدورها إلى زيادة التناقضات داخل المجتمعات وإضعافها

فالغرب عندما يثير مشكلة من يسميهم بالأقليات في البلاد العربيه والإسلاميه و عندما تتجاوب معه بعض النخب المتغربه والطامحه فتطرح قضية حق تقرير المصير وحق الانفصال يطبق معياراً مزدوجاً في ما يتعلق بأممه ودوله وفي ما يتعلق بشعوبنا ودولنا وبالطبع تذرية أقطارنا تدخل ضمن الاستراتيجيه التي ترفض وجود هويه جامعه وتريد أن تحوّل بلادنا إلى قطع فسيفساء من دويلات طائفيه وكما تشاء من اختراع مكوّنات بحاجة إلى دويله أو حكم ذاتي وهكذا.
هذا الموقف نطبقه على المسلمين داخل الأمم الأخرى فلا نشجع على الانفصال أو تطبيق مبدأ حق تقرير المصير لأن النتيجه نشوء أقليات هزيله مستباحه من قبل الدول الكبرى لكن في المقابل إذا تحققت للمسلمين العداله داخل الأوطان التي يعيشون فيها وحق ممارستهم لعقيدتهم المسلمه تحقق الأمن والأستقرار


عبدالحق صادق < أشكرك عزيزي على الطرح الرائع
وأعتذر على الإطاله فالنقاش يطووول في هذهـ القضيه

كل الود



مقال الاخت الكاتبة والتي تعتذر به عن الاطالة في النقاش هو مسروق
وهنا يجب التنوية والاشارة لهذه السرقة الادبية
لان من أبسط حقوق الكاتب هو حفظ حقوقه
وهنا أورد لكم نص المقال الذي نسخت منه الكاتبه ماتشاء
كما أورد لكم رابط المقال والمنشور في موقع الراصد نت

http://www.alrased.net/site/topics/view/559



الكتابة باللون الاحمر هي الفقرات التي تم سرقها من المقال الأصلي :


"الأقليات" وخطر التدخل الأجنبي
ياسر جابر
موازين ـ الكتاب الثالث صفر 1427هـ آذار/ مارس 2006م
[ وجهة نظر تستحق المناقشة والإضافة عليها . الراصد ]
1

يلاحظ المتتبع لما ينشر في الصحف والمجلات وعلى مواقع الشبكة الإلكترونية تزايداً مطّرداً في المقالات والأبحاث المتعلقة بالأقليات في الوطن العربي من حيث نشوئها التاريخي أو من حيث حقوق هذه الأقليات السياسية والثقافية وطموحاتها في حصولها على هذه الحقوق وصولاً إلى تقرير المصير والانفصال كما يطرح البعض.
ويتوجب التنويه منذ البداية أن استخدام مصطلح "الأقليات" إشارة لبعض الفئات من مواطنينا وأبناء أمتنا لا يرضينا. ولم يستخدم بفقهنا وتاريخنا الإسلامي، وإنما أصّر ويصّر عليه إعلام الغرب ونخبه وساساته، ويتبعهم في ذلك بعض المتغربين بيننا. مما فرض المصطلح على الأدبيات الحديثة. ولهذا استخدمناه عن غير رضى لمناقشة مثيريه.
القليل من هذه المقالات والأبحاث التي تطالعنا اليوم تنحو منحى عقلانيا رصيناً، من قبل مختلف أطراف المعادلة، كمحاولات جادة لبحث هذه المشكلة الخطيرة التي تواجه الأمة في معظم أقطارها ومن ثم إيجاد الحلول المنطقية لها بعيداً عن ردات الفعل المتشنجة والتي تؤدي بدورها إلى زيادة التناقضات داخل المجتمعات وإضعافها.
وهنا يجب لفت الانتباه إلى بعض الغلاة من حداثيين متغربين أو أقلّويين انفصاليين من الكتّاب والنشطاء السياسين الذين يركبون موجة الليبرالية الجديدة والعولمة. وقد أفادوا من السياسات العولمية الغربية والأميركية بشكل خاص والضغوط والتهديدات على الدول العربية ليؤججوا الانقسامات والتناقضات الداخلية بين أبناء البلد الواحد من أجل تحقيق طموحاتهم الذاتية على حساب الأوطان ووحدتها واستقلالها.
تتوزع خريطة الأقليات على معظم الدول العربية حيث لا تكاد تخلو أي دولة عربية منها، والعديد من هذه الأقليات لها جذور وحدوية وتاريخية بعيدة في المنطقة. وقد تنوّعت بين إثنية ودينية ومذهبية ومرت بأوضاع مختلفة من التكّيف والتعايش والاندماج. ولم تكن التناقضات والصراعات الحادة تثور في الغالب إلاّ مع حدوث الغزوات الخارجية.
وإذا حدث في الماضي أن تعرضت بعض هذه الأقليات للاختراق بين الحين والآخر من قبل الإمبراطوريات المتصارعة على المنطقة فإن ثمة إجماعاً بين المؤرخين على أن هذه المشكلة قد تفاقمت وأصبحت أكثر حدة ومن ثم أكثر خطراً على الوطن العربي منذ نهاية القرن الثامن عشر أي منذ الغزو الفرنسي لمصر بقيادة نابليون 1797 وما تلاها من حروب استعمارية شنتها الدول الغربية للسيطرة على المنطقة واقتسام تركة الإمبراطورية العثمانية التي دخلت في مرحلة الانهيار. لكنها في المرحلة الراهنة أخذت تدخل في استراتيجية الشرق أوسطية النازعة إلى تفتيت دولنا العربية والإسلامية إلى دويلات وكانتونات متذرية تشل بعضها بعضاً.
فمنذ أن وطئت أقدام نابليون بونابرت أرض مصر بدأ العمل على كسب الأقباط إلى جانبه ورغم ادعائه الإسلام إلاّ أنه حاول إثارة الفتن بين الأقباط والمسلمين ولكنه فشل فشلا ذريعاً في ذلك، بفضل الأقباط أنفسهم ووحدتهم مع المسلمين، كما وعي العلماء لهذه المكيدة. وحين تحول بجيشه إلى بلاد الشام بدأ يلعب بورقة الأقلية اليهودية في فلسطين والبلاد الشامية ثم تابعت الدولة الاستعمارية الفرنسية بعد ذلك اللعب بورقة الموارنة في لبنان.
لم يكن الإنكليز أعداء الفرنسيين، في حينه، غائبين عن المنطقة. فقد لعبوا بدورهم بورقة الدروز ثم حاولوا اللعب بورقة الأقباط في مصر بعد استيلائهم عليها. هذا بالإضافة إلى أن معظم الدول الغربية أصبحت كل منها راعية للأقليات المسيحية في هذا البلد أو ذاك، وبدأ البعثات والمدارس التبشيرية تنتشر في البلاد العربية طولاً وعرضاً تهيء البلاد والعباد للتدخلات الاستعمارية وتسهل وجودها والتمكين لها.
ولكن تجدر الإشارة بقوة أن سعي الدول الكبرى إلى لعب ورقة "الأقليات" لا نقصد منه التعريض بتلك "الأقليات" كما أن الاستراتيجية الاستعمارية لم تقتصر على لعب ورقة الأقليات الدينية أو المذهبية وإنما كانت نهجاً لاستخدام كل أوراق التناقضات الداخلية، بلا استثناء، الاجتماعية والجهوية والقطرية كما القبليات والعشائرية. إنها استراتيجية "فرق تسد".
بعد إفشال مشروع محمد علي باشا (1770ـ 1846) في توحيد مصر وبلاد الشام، عمل الإنجليز على إنجاز مشروعهم الاستراتيجي في ضرب أية وحدة مستقبلية بين شرق الوطن العربي وغربه، فعمل (بالمرستون) وزير خارجية بريطانيا منذ أربعينيات القرن التاسع عشر على بلورة مشروع إقامة كيان سياسي "يهودي متنصر" يزرع من الخارج عن طريق الهجرة والاستيطان في فلسطين وقد أصبح للمنظمات الصهيونية في الغرب دور كبير وكذلك للوكالة اليهودية فيما بعد في تحقيق هذا المشروع الاستعماري الذي عانى منه الشعب الفلسطيني والأمة العربية وما يزال، لكن من دون محاولة تنصير اليهود.
والمتتبع لمسألة "الأقليات" الآن كمجال للاختراق يراها في السودان كما هي في الجزائر والعراق ولبنان الأمر الذي راح يزعزع الثقة في ما بين أبناء الشعب الواحد في الدولة القطرية العربية الحديثة التي نشأت، عبر حروب الاستقلال ومقاومة الاستعمار، في إطار التقسيمات الاستعمارية من جهة، وبين التناقضات الداخلية المختلفة ومن ضمنها هذه الأقليات ومن جهة أخرى وقوع المظالم والاضطهاد. فلم تستطع تلك الدول أن تعالج هذه المشكلة الخطيرة ولم تجد الحلول العادلة التي تحافظ على وحدة المجتمع وتمنع اختراقه قدر الإمكان. وبالمناسبة لو كان ثمة اتحاد كونفيدرالي عربي لتضاءلت المشكلة أو لانتفت.
وللحقيقة فإن استبداد الدول العربية الحديثة قد وقع على الأقلية والأغلبية، على المسلم والمسيحي، على السني والشيعي على الكردي والعربي، وهكذا سواءً بسواء. طبعاً من دون أي تسويغ لما وقع من بطش ومجازر بفئات أكثر من غيرها أو لما وقع من تمييز ومظالم داخلية.
واليوم وعلى ضوء تغّير ميزان القوى العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك حلف وارسو توهمت الولايات المتحدة الأميركية بأن بمقدورها التصرف وكأنها القطب الأوحد في العالم ومالكة مصيره، فاندفعت في عدوانيتها الكونية كمارد معصوب العينين. وصحب هذا التقدير غير الدقيق لتطورات موازين القوى اندفاع عدد من النخب للاستقواء بأميركا. وهذا بالطبع لم يقتصر على نخب داخل "الأقليات" وإنما شمل نخباً في "الأكثريات" كذلك.
وهكذا مضت الولايات المتحدة تغطي عدوانيتها على الشعوب والأمم بحجة القيم الأميركية والديمقراطية وحقوق الإنسان بما في ذلك الحريات الدينية وحقوق الأقليات، هذه الأسلحة الدعائية القديمة الجديدة التي تلقفها البعض ورأوا فيها مناسبة لتحقيق مصالحهم الضيقة غير عابثين بوحدة الوطن واستقلاله. فبعد أن كانت الدول الاستعمارية ترسل المبعوثين والمبشرين والعملاء للاتصال بالأقليات، أصبح البعض ممن يدّعون تمثيل "الأقليات" يسعون بأنفسهم إلى الدول الكبرى لإقناعها بالتدخل في أوطانهم ويستقوون بها لفرض برامجهم الحزبية وطموحاتهم السياسية.
من جانب آخر فإن الحقائق التاريخية تؤكد أن العديد من الأقليات في الوطن العربي سواء أكانت اثنية أو دينية أو مذهبية قد شاركت في حروب الاستقلال ضد المستعمر الغربي وقدمت الشهداء وذاقت مرارة المعتقلات والسجون في مشرق الوطن العربي ومغربه. هذا ويبرز اليوم، كما بالأمس، من داخل هذه "الأقليات" من يربأون بأنفسهم أن يكونوا مطّية للدول الكبرى وللولايات المتحدة على وجه الخصوص برغم ما تعرضوا له من مظالم وتمييز في هذا البلد أو ذاك. وهذه ظاهرة منتشرة بين مختلف المكونات الاجتماعية. ولهذا يجب ألاّ نتحدث عن أي شعب أو طائفة أو مذهب باعتباره كتلة صماء. وإنما ضرورة استخدام "البعض و "أولئك" أو "الذين" أو "ومنهم من" كما هو المنهج القرآني حتى لا تستدرج العصبية المغلقة عصبية مقابلة، وحتى لا نظلم الأحرار من كل الفئات.
واليوم عندما تطرح الولايات المتحدة الأميركية مشروعها للشرق الأوسط الكبير فإنما تتماهى مع المشروع الإسرائيلي. والهدف تجزئة معظم دول المنطقة وخلق كيانات هزيلة تدين لها بالولاء والحماية. وهذا لن يتم إلاّ من خلال استخدام "الأقليات" أو "الأكثريات" وإثارتها ضد أوطانها وإمدادها بالدعم السياسي والمال والسلاح إذا لزم الأمر.
لقد حققت أميركا في هذا النهج بعض النجاح في السودان حيث بلورت أقليات" بين أبناء الدين الواحد والمذهب الواحد والانتساب القومي الواحد، مثلاً دارفور ومناطق أخرى. وتحاول فعل الأمر نفسه في العراق فلماذا لا تواصل هذا التكتيك في الدول الأخرى ما دام يحقق لها الهيمنة والسيطرة. ويحقق للدولة العبرية استراتيجيتها.
لقد حاولت الدولة العبرية بدورها انتهاج هذا السبيل حين سعت إلى تشجيع إقامة دولة مارونية في لبنان إلاّ أنها لم تنجح فأغلب الموارنة رفضوه. وكانت عمدت إلى الاتصال بالمواطنين السوريين من دروز الجولان بعد عام 1967 وعرضت عليهم إقامة دولة درزية تشمل قسماً من لبنان بالإضافة إلى الجولان وجبل العرب في سوريا. وأفشل مشروعها ذاك دروز الجولان أنفسهم. (راجع كتاب: قصة الدولة الدرزية/ محمد خالد قطمة). وحاولت الأمر نفسه مع عشائر البدو في فلسطين ولم تنجح كذلك.
وهاهي ذي (الدولة العبرية) تتطلع إلى الأكراد في شمال العراق لنفس الغرض فيما تواصل الولايات المتحدة سياستها تلك من خلال سن القوانين (قانون الحماية الدينية للأقليات في العالم) وقانون (عدم بث الكراهية) وتعمل على تغذية الأزمات والإمساك بخيوطها للحصول على شرعية للتدخل. فضلا عن ابتزاز الأنظمة لتلبية الأجندة الإسرائيلية.
إن مسألة بهذه الخطورة تستوجب أن تُحشد لها كافة الجهود العربية الرسمية والشعبية وكذلك الأحزاب وأهل الفكر والإعلاميين من أجل الحوار حول كيفية تثبيت وحدة الكيانات الوطنية لاسيما مع هشاشة الدولة القطرية عموماً أمام الضغوط الأميركية والإسرائيلية مما يعرضها إلى التفتّت من خلال الضغط الخارجي والاستقواء الداخلي عليها.
2
"الأقليات" في النظرية والسياسة والمصلحة العليا
ثمة نقطة نظرية وسياسية وتمس المصلحة العليا للأمة يتوجب التشديد عليها بعد هذا العرض الذي يغطي بعض ملامح المشكلة... وهي أولاً أن ينظر إلى كل مكونات الشعب في أي قطر عربي أو إسلامي وعلى مستوى الأمة باعتبار أفرادها مواطنين متساوي الحقوق والواجبات ويجب أن يذهب الحل في ما وقع من مظالم أو تمييز أو هدر حقوق هنا أو هناك، إلى إقامة العدل ورفع تلك المظالم واحترام الحقوق المتعلقة بالهوية أو العقيدة أو العادات.
وهذه نظرة تختلف جوهريا عن خطأ الذين نقلوا "حق تقرير المصير وحق الانفصال" من إطاره الخاص المتعلق بحق تقرير المصير ضد الاستعمار إلى حق تقرير المصير لهذه الفئة أو تلك من فئات الشعب الواحد أو المتساوين في المواطنة في الدولة الواحدة. وأضافوا حق الانفصال.. وهو نقل مفتعل لنظرية تخص الشعوب ضد الاستعمار إلى داخل الوطن الواحد والشعب أو الأمة. وهو ما لا ترضاه أية دولة في العالم أكانت ديمقراطية أم غير ديمقراطية. فهل تقبل أميركا بحق تقرير المصير للسود أو الكاثوليك أو السبانك؟ وهل تقبل فرنسا بحق تقرير المصير للكورسيكيين والباسك أو أسبانيا للباسك. بل إن ما من أمة إلا وفيها أقليات قومية أو دينية أو مذهبية أو عرقية. فماذا يحدث في العالم إذا استسلم لنزعات النخب الطامحة للسلطة بتطبيق مبدأ حق تقرير المصير وحق الانفصال داخل الأمم والدول؟ ستكون هناك تذرية لا محدودة وصراعات دموية وأزمات حادة إلى ما لا نهاية.
فالغرب عندما يثير مشكلة من يسميهم بالأقليات في البلاد العربية والإسلامية، وعندما تتجاوب معه بعض النخب المتغربة والطامحة فتطرح قضية حق تقرير المصير وحق الانفصال يطبق معياراً مزدوجاً في ما يتعلق بأممه ودوله وفي ما يتعلق بشعوبنا ودولنا. وبالطبع تذرية أقطارنا تدخل ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية التي ترفض وجود هوية جامعة وتريد أن تحوّل بلادنا إلى قطع فسيفساء (موزاييك) من دويلات طائفية وإثنية وحتى جهوية وقطرية وكما تشاء من اختراع مكوّنات بحاجة إلى دويلة أو حكم ذاتي وهكذا.
هذا الموقف نطبقه على المسلمين داخل الأمم الأخرى فلا نشجع على الانفصال أو تطبيق مبدأ حق تقرير المصير لأن النتيجة نشوء دويلات هزيلة مستباحة من قبل الدول الكبرى. لكن في المقابل إذا تحققت للمسلمين العدالة داخل الأوطان التي يعيشون فيها، وحق ممارستهم لعقيدتهم المسلمة في دول كبرى مثل روسيا والهند والصين أو الفليبين وتايلاند وغيرها دوراً إيجابياً في كسب شعوب تلك الدول وسياساتها الرسمية في مصلحة قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين.
أما البديل الآخر فانقسامات وحروب أهلية داخل البلدان الإسلامية وحروب بين المسلمين وكل دول العالم حين نفتح كل الجبهات بسبب تأييد حركات الانفصال.
الجواب دائماً في الوحدة والمساواة والعدالة وعدم السماح بالاختراقات الخارجية
.






آخر تعديل ReD-CaRd يوم 24-02-2010 في 07:14 PM.

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2010, 07:16 PM   رقم المشاركة : 9
ReD-CaRd
رائدي رائع
الملف الشخصي






 
الحالة
ReD-CaRd غير متواجد حالياً

 


 



لا شك إنه أمر مخجل ومقزز في آن






رد مع اقتباس
قديم 24-02-2010, 07:18 PM   رقم المشاركة : 10
ReD-CaRd
رائدي رائع
الملف الشخصي






 
الحالة
ReD-CaRd غير متواجد حالياً

 


 

الأخ عبدالحق
لي عودة لمناقشة الموضوع
كونه موضوع يستحق النقاش

تقبل مروري







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كرات المعكرونة المقلية بالصور ثلجة وردية ركن مطبخ الرائدية 20 06-12-2010 04:41 PM
الفطآئر المقلية ثلجة وردية ركن مطبخ الرائدية 25 05-01-2010 03:30 PM
كرات الدجاج المقلية فنووو ركن مطبخ الرائدية 11 15-05-2009 09:47 AM
قصة عقدت جميع من قرأها الأسير منتدى القصص والروايات 9 19-04-2007 01:19 AM



الساعة الآن 04:48 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت