اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > صخب الصمت
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2011, 03:15 PM   رقم المشاركة : 81
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رحّ يـ فـقيد آلروح مآلڪ في وسط عيني سمـآح
رح يـ فـقيد آلروح مآلڪ في وسط عيني سمـآح
رح يـ فـقيد آلروح مآلڪ في وسط عيني سمـآح






رد مع اقتباس
قديم 11-03-2011, 04:56 PM   رقم المشاركة : 82
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



طلبتك ما ابي صبح ٍ ولابي من الحيـاه عطـور
.................... ابي قلبك عطر عمري وابي وجهك ضوى سنيني

لقيتك قلبي وضايـع وسـط هالعالـم المهجـور
..................... من الحب وطلبتـك كثـر مـا احبـك تحبينـي
معك من قلبي لاخر سنينـك والهدايـا شعـور
...................... ولا يكفيك لو اجمع لك سنيني ولك انا اهدينـي







رد مع اقتباس
قديم 13-03-2011, 07:45 PM   رقم المشاركة : 83
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

التعريق بالمظفر قطز نقلاً عن كتاب الوافي بالوفيات للصفدي - بتصرف -
قطز بن عبد الله الشهيد الملك المظفر سيف الدين المعزي: كان أكبر مماليك المعز أيبك التركماني، بطلاً شجاعاً مقداماً حازماً حسن التدبير، يرجع إلى دين وإسلام وخير، وله اليد البيضاء في جهاد التتار.
حكى شمس الدين الجزري في تاريخه عن أبيه قال: كان قظز في رق ابن الزعيم بدمشق في القصاعين، فضربه استاذه فبكى ولم يأكل يومه شيئاً.
ثم ركب أستاذه للخدمة وأمر الفراش يترضاه ويطعمه. قال: فحدثني الحاج علي الفراش،قال: فجئته فقلت: ما هذا البكاء من لطشة؟ فقال: إنما بكائي من لعنته أبي وأمي وجدي وهم خير منه، قلت: من أبوك، واحد كافر، قال: اوالله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، إنما أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك، فسكت وترضيته.
ولما تملك أحسن إلى الفراش وأعطاه خمسمائة دينار وعمل له راتباً.
وحكى الجزري أيضاً في تاريخه قال: حدثني أبو بكر بن الدريهم الأسعردي والزكي إبراهيم الجبيلي أستاذ الفارس اقطاي قال: كنا عند سيف الدين قطز لما تسلطن أستاذه المعز، وقد حضر عنده منجم مغربي، فصرف اكثر غلمانه، فأردنا القيام فأمرنا بالقعود، ثم أمر المنجم فضرب الرمل ثم قال: اضرب لمن يملك بعد أستاذي ومن يكسر التتار، فضرب وبقي زماناً يحسب، فقال: يا خوند ( كلمة تركية تعني يا سيد ) يطلع علي خمس حروف بلا نقط، فقال: لم لا تقول محمود بن ممدود. فقال: يا خوند، لا يقع غير هذا الاسم، فقال: أنا هو، وأنا أكسرهم وآخذ بثأر خالي خوارزم شاه.
قلنا: يا خوند إن شاء الله تعالى. فقال: اكتموا هذا، وأعطى المنجم ثلاثمائة درهم. كان مدبر دولة أستاذه المنصور علي بن المعز، فلما داهم العدو الشام، رأى أن الوقت يحتاج إلى سلطان مهيب، فعزل الصبي وتسلطن، وتم له ذلك في أواخر السنة سبع وخمسين، فلن يبلغ ريقه ولا تهنأ بالسلطنة حتى امتلأ الشام تتاراً، فتجهز للجهاد وشرع في أهبة الغزو، والتف إليه عسكر الشام وبايعوه، فسار بالجيوش في أوائل رمضان، وعمل المصاف مع التتار على عين جالوت وعليهم كتبغا، فنصره الله عليهم وقتل مقدمهم، وقتل جواده يومئذ، ولم يصادف أحداً من الأوشاقية، وبقي راجلاً، فرآه بعض الأمراء فترجل له وقدم له حصانه، فامتنع من ذك وقال: ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت.
ثم تلاحقت الأوشاقية به ورمى الخوذة على رأسه لما رأى انكشافاً في المسرة وحمل وقال: وادين محمد، وكان النصر. وكان شاباً أشقر كبير اللحية.
ثم إنه جهز بيبرس، أعني الظاهر، في أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب، فساق وراءهم إلى أن طردهم عن الشام.
ثم إنه انثنى عزمه عن إعطائه حلب وولاها علاء الدين ابن صاحب الموصل.
فتأثر الظاهر من ذلك. ودخل قطز دمشق، وأحسن إلى الرعية فأحبوه حباً زائداً.
ثم استناب على البلد علم الدين سنجر الحلبي، ورجع بعد شهر إلى القاهرة، فقتل بين الغرابي والصالحية، ودفن بالقصير، رحمه الله تعالى، سنة ثمان وخمسين وستمائة، تولى قتله الظاهر وأعانه جماعة من الأمراء، وبقي ملقى، فدفنه بعض غلمانه، وصار قبره يقصد بالزيارة، ويترحم عليه،



معركة عين جالوت وقعت في 3 سبتمبر 1260 م، تعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي. انتصر فيها المسلمون المماليك انتصارا ساحقا على المغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان. أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هجري// 1258 م. كما وأدت المعركة لتعزيز موقع دولة المماليك كأقوى دولة إسلامية في ذاك الوقت لمدة قرنين من الزمان أي إلى أن قامت الدولة العثمانية. وقعت المعركة في منطقة تسمى عين جالوت عند مدينة بيسان ونابلس بفلسطين.

ما قبل المعركة


اجتاح المغول العالم الإسلامي في بدايات القرن السابع الهجري بقيادة جنكيز خان وكان من أول ما واجهوا في طريقهم دولة الخوارزميين في بلاد فارس وما وراء النهرين، فاكتسحوها وخربوا فيها مدنا وقتلوا خلقا كثيرا، بعد ذلك حكم مونكو خان إمبرطورية المغول عام 1251 م فكان الفعل مشابها تماما في الدولة العباسية . انطلق بعدها المغول بجيش ضخم قوامه 120 ألف مقاتل نحو الشام بقيادة هولاكو معه حلفاؤه من أمراء جورجيا وأرمينيا[1] وابتدأوا بمدينة ميافارقين بديار بكر والتي كان يحكمها الكامل محمدالأيوبي، قاومت ميافارقين المغول مقاومة عنيفة إذ استمد طول الحصار إلى عامين حتى استسلم أهلها بعد نفاذ المؤن و موت معظم السكان وعدم وصول الدعم من المسلمين فدخلوها وارتكبوا مجازرا تقشعر منه الجلود حيث قبضوا على الكامل محمد الأيوبي و قطعوا جلده و أعطوه له ليأكله إلى أن مات فقطعوا رأسه وحملوه على أسنة رماحهم تشفيا وانتقاما منه لصموده وبطولته.
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
تحرك الجيشين قبل التقائهما بعين جالوت


اتجه المغول بعدها لمدينة حلب فدخلوها بعد حصارها وعاثوا فيها فسادا خلال 7 أيام ثم توجهوا نحو دمشق (في مارس 1260 م/658هـ) -وفي هذا الوقت- وصل بالبريد خبر موت الخاقان الأعظم للمغول منكو خان في قراقورم واستدعي أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي (الكوريل تاي Kuriltai) لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فرجع هولاكو (الذي هو أخو منكو خان) وأحد المؤهّلين للعرش بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية، و ترك في بلاد الشام جيشاً من المغول عدده يزيد على عشرين ألف جندي (تومانين بلغة المغول) بقيادة أحد أبرز ضباطه واسمه كتبغا نوين النسطوري وهو قائد عسكري محنك من قبيلة النايمان التركية. دخل كتبغا بجيشه دمشق في 1 مارس 1260 م/15 ربيع الأول 658 هـ بعد أن أعطوا الأمان لأهلها و لكنهم خربوها وكان حاكمها الناصر يوسف الأيوبي .انطلق المغول بعد السيطرة على دمشق جنوبا في بلاد الشام حتى استولوا على بيت المقدس وغزة و الكرك والشوبك بعد أن تحالف حاكمها المغيث عمر مع المغول.
كان يحكم دولة المماليك في ذاك الوقت المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك وهو صبي صغير يبلغ من العمر 15 سنة، قام السلطان المظفر سيف الدين قطز - وهو من المماليك البحرية- بخلعه بعد إقناع بقية أمراء ووجهاء الدولة بأنه فعل ذلك للتجهيز والتوحد ضد الخطر المحدق بالدولة المملوكية بشكل خاص والمسلمين بشكل عام. كان الوضع النفسي للمسلمين سيئا للغاية وكان الخوف من التتار مستشريا في جميع طبقات المجتمع الإسلامي وقد أدرك قطز ذلك وعمل على رفع الروح المعنوية لدى المسلمين. استمال قطز منافسيه السياسيين في بلاد الشام وحاول ضمهم إلى صفوفه وكان ممن انضم معه بيبرس البندقداري الذي كان له دور كبير في قتال التتار فيما بعد.
قبل مغادرة هولاكو من بلاد الشام أرسل رسلا لقطز يحملون كتابا كان مما فيه

«مِن ملك الملوك شرقاً وغرباً، الخان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء.. يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلّطنا على من حل به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتَبَر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ.. وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفساد وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. فأي أرض تأويكم؟ وأي طريق تنجيكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع.. فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم. فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر.. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب قبل أن تضرب الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً ولا كافياً ولا حرزاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذّرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم [2]»
عقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء الدولة وعلمائها كان من بينهم العز بن عبدالسلام وتم الاتفاق على التوجه لقتال التتر إذ لا مجال لمداهنتهم، وكان العز بن عبدالسلام قد أمر أمراء ووجهاء الدولة أن يتقدموا بنفائس أملاكهم لدعم مسيرة الجيش الإسلامي فطلب قطز الأمراء وتكلم معهم في الرحيل فأبوا كلهم عليه وامتنعوا من الرحيل‏، ولما وجد منهم هذا التخاذل والتهاون ألقى كلمته المأثورة «يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين [2]». قام قطز بقتل رسل التتر لإيصال رغبته في قتالهم وأنه جاد بذلك. .








رد مع اقتباس
قديم 13-03-2011, 07:51 PM   رقم المشاركة : 84
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي (توفي 24 أكتوبر 1260) سلطان مصر المملوكي، تولى الملك سنة 657 ه. يعتبر أبرز ملوك الدولة المملوكية على الرغم أن فترة حكمة لم تدم سوى عاما واحدا، لأنه استطاع أن يوقف زحف المغول الذى كاد أن يقضى على الدولة الإسلامية وهزمهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت، ولاحق فلولهم حتى حرر الشام.

أصله ونشأته

كان سيف الدين قطز عبدًا لرجل يسمى "ابن العديم" أو "ابن الزعيم" بدمشق ثم بِيع من يدٍ إلى يد حتى انتهى إلى "عز الدين أيبك" من أمراء مماليك البيت الأيوبي بمصر. وتدرج في المناصب حتى صار قائدًا لجند أيبك، ثم قائدًا للجيوش عندما تولى "عز الدين أيبك" السلطنة مع شجرة الدر.

ويروي شمس الدين الجزري في تاريخه عن "سيف الدين قطز": ".. لما كان في رِقِّ ابن العديم بدمشق، ضربه سيده وسبَّه بأبيه وجده، فبكى ولم يأكل شيئًا سائر يومه، فأمر سيده الفرّاش أن يترضاه ويطعمه، فروى الفرّاش أنه جاءه بالطعام وقال له: كل هذا البكاء من لطمة؟ فقال قطز: إنما بكائي من سَبِّه لأبي وجدي وهما خير منه؛ فقلت: من أبوك؟ واحد كافر؟!.. فقال: والله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك، فسكت وترضيته" كما يروي أنه أخبر في صغره أحد أقرانه أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد بشَّره بأنه سيملك مصر ويكسر التتار، وهذا يعني أن الرجل كان يعتبر نفسه صاحب مهمة ، وأنه من الصلاح بحيث رأى رسول الله واصطفاه الله بذلك كما أكرمه بالشهادة على يد الغادرين المتآمرين بقيادة بيبرس ، وادخر شهرته وجزاءه العظيم له فى الآخرة لذلك فهو مغمور فى الدنيا، وأن له دورًا في صناعة التاريخ، وتغيير الواقع الأسيف الذي يحيط به من كل جانب.ولا شك أن قطز رحمه الله ورضى عنه كان مبعوث رحمة الله ومبعوث العناية الإلهية بالأمة العربية والإسلامية وبالعالم كي يخلص العالم من شر وخطر التتار للأبد ، وكان وصوله لحكم مصر من حسن حظها وحظ العالمين العربى والإسلامى.

تذكر المصادر التاريخية ومنها رواية وا إسلاماه لعلي أحمد باكثير عدة روايات عن أصل قطز فمنهم من يقول إن اسمه الحقيقي هو محمود بن ممدود الخوارزمي ابن أخت السلطان جلال الدين منكبرتي آخر السلاطين الخوارزميين.

واسم قطز أسماه له التتار حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم له .. ومعنى قطز بلغتهم المغولية "ال الشرس".وربما يكون تجار الرقيق هم الذين أعطوه هذا الاسم. قطز من بين الأطفال الذين حملهم التتار إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق.

وقد وُصف قطز بأنه كان شاباً أشقر، كث اللحية، بطلاً شجاعاً عفاً عن المحارم، مترفعاً عن الصغائر مواظباً على الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه ولم يخلّف ولداً ذكراً بل ترك ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئاً بعده.


وصايته على الحكم

قام الملك عز الدين أيبك بتعيين قطز نائبا للسلطنة ،وبعد أن قتل الملك المعز عز الدين أيبك على يد زوجته شجرة الدر ، وقتلت من بعده زوجته شجر الدر على يد جواري الزوجة الأولى لأيبك , تولى الحكم السلطان الطفل المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك، وتولى سيف الدين قطز الوصاية على السلطان الصغير الذي كان يبلغ من العمر 15سنة فقط.

وأحدث صعود الطفل نور الدين إلى كرسي الحكم اضطرابات كثيرة في مصر والعالم الإسلامي، وكانت أكثر الاضطرابات تأتي من قبل بعض المماليك البحرية الذين مكثوا في مصر، ولم يهربوا إلى الشام مع من هرب منها أيام الملك المعز عز الدين أيبك، وتزعم أحد هؤلاء المماليك البحرية واسمه "سنجر الحلبي" الثورة، وكان يرغب في الحكم لنفسه بعد مقتل عز الدين أيبك، فاضطر قطز إلى القبض عليه وحبسه.. كذلك قبض قطز على بعض رءوس الثورات المختلفة، فأسرع بقية المماليك البحرية إلى الهرب إلى الشام، وذلك ليلحقوا بزعمائهم الذين فروا قبل ذلك إلى هناك أيام الملك المعزّ، ولما وصل المماليك البحرية إلى الشام شجعوا الأمراء الأيوبيين على غزو مصر، واستجاب لهم بالفعل بعض هؤلاء الأمراء، ومنهم "مغيث الدين عمر" أمير الكرك (بالأردن حالياً) الذي تقدم بجيشه لغزو مصر.. ووصل مغيث الدين بالفعل بجيشه إلى مصر، وخرج له قطز فصدّه عن دخول مصر، وذلك في ذي القعدة من سنة 655 ه، ثم عاد مغيث الدين تراوده الأحلام لغزو مصر من جديد، ولكن صدّه قطز مرة أخرى في ربيع الآخر سنة 656 ه..

كان قطز محمود بن ممدود بن خوارزم شاه يدير الأمور فعلياً في مصر ،ولكن الذي كان يجلس على كرسي الحكم سلطان طفل، فرأى قطز أن هذا يضعف من هيبة الحكم في مصر، ويزعزع من ثقة الناس بملكهم، ويقوي من عزيمة الأعداء إذ يرون الحاكم طفلاً.فقد كان السلطان الطفل مهتماً بمناقرة الديوك،ومناطحة الكباش، وتربية الحمام، وركوب الحمير في القلعة، ومعاشرة الأراذل والسوقة، تاركاً لأمه ومن وراءها تسيير أمور الدولة في تلك الأوقات العصيبة، وقد استمر هذا الوضع الشاذ قرابة ثلاث سنوات، على الرغم من تعاظم الأخطار وسقوط بغداد بيد المغول، وكان من أشد المتأثرين بذلك والمدركين لهذه الأخطار الأمير قطز، الذي كان يحزّ في نفسه ما كان يراه من رعونة الملك، وتحكم النسوان في مقدرات البلاد، واستبداد الأمراء، وإيثارهم مصالحهم الخاصة على مصلحة البلاد والعباد.

هنا اتخذ قطز القرار الجريء، وهو عزل السلطان الطفل نور الدين علي, واعتلاء قطز بنفسه عرش مصر.حدث هذا الأمر في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 657 ه، أي قبل وصول هولاكو إلى حلب بأيام.. ومنذ أن صعد قطز إلى كرسي الحكم وهو يعدّ العدّة للقاء التتار.


توليه الحكم

عندما تولى قطز الحكم كان الوضع السياسي الداخلي متأزماً للغاية, فقد جلس على كرسي حكم في مصر خلال عشرة أعوام تقريبا ستة حكام وهم : الملك الصالح نجم الدين أيوب، ولده توران شاه, شجر الدر، الملك المعز عز الدين أيبك، السلطان نور الدين علي بن أيبك,و سيف الدين قطز. كما كان هناك الكثير من المماليك الطامعين في الحكم, ويقومون بالتنازع عليه

كما كان هناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بالبلاد من جراء الحملات الصليبية المتكررة، ومن جراء الحروب التي دارت بين مصر وجيرانها من الشام، ومن جراء الفتن والصراعات على المستوى الداخلي.

فعمل قطز على أصلاح الوضع في مصر خلال أعداده للقاء التتار.


الإعداد للقاء التتار
استقرار الوضع الداخلي

قطع قطز أطماع المماليك في الحكم عن طريق توحيدهم خلف هدف واحد، وهو وقف زحف التتار ومواجهتهم, فقام بجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر، وقال لهم في وضوح :

"إني ما قصدت (أي ما قصدت من السيطرة على الحكم) إلا أن نجتمع على قتال التتر، ولا يتأتى ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو، فالأمر لكم، أقيموا في السلطة من شئتم".

فهدأ معظم الحضور ورضوا بذلك. كما قام قطز بتعيين أمراء من المماليك البحرية، رغم أنه نفسه من المماليك المعزية التي كانت على خلاف مع المماليك البحرية، فقام بإقرار فارس الدين أقطاي الصغير الصالحي مكانه كقائد للجيش، حيث وجد فيه كفاءة عسكرية وقدرة قيادية عالية.


التصالح مع المماليك البحرية

كان هناك خلاف كبير بين المماليك البحرية وبين المماليك المعزية، عندما قتل سيف الدين قطز بالتدبير مع السلطان المعز ومن ورائه زوجته، قتل فارس الدين أقطاي اتابك الدولة (وزير الحرب) ووالي الاسكندرية ،و زعيم المماليك البحرية سنة 652 ه،الامر الذي جعل الامير ركن الدين بيبرس البندقداري يفر الي الشام مقتنعا بانه كان الهدف التالي لمؤامرة شجر الدر مع زوجها السلطان المعز ونائبه قطز ثم بدأ الخلاف يتفاقم تدريجياً إلى أن وصل إلى الذروة بعد مقتل الملك المعزعز الدين أيبك بواسطة شجر الدر التي دفعتها الغيرة الزوجية لذلك عندما علمت بان السلطان إصطفي له جارية من الحريم ثم قتل قطز لشجر الدر في ١6 نيسان ابريل ١٢57 م، ووصل الأمر إلى أن معظم المماليك البحرية وعلى رأسهم القائد ركن الدين بيبرس فروا من مصر إلى مختلف إمارات الشام، ومنهم من شجع أمراء الشام على غزو مصر مثلما فعل بيبرس مع ملك دمشق الناصر يوسف وملك الكرك والشوبك المغيث عمر، فلما اعتلى قطز عرش مصر قبل الصلح مع بيبرس الذي أرسل الرسل لقطز كي يتحدا للتصدي لجيوش المغول التي كانت قد دخلت دمشق آسرة الناصر يوسف ملكها.

استقبل قطز المماليك الفارين استقبالاً لائقاً, كما استقدم ركن الدين بيبرس، فلما قدم بيبرس إلى مصر، عظّم قطز من شأنه جداً، وأنزله دار الوزارة، وأقطعه "قليوب" وما حولها من القرى، وعامله كأمير من الأمراء المقدَّمين، بل وجعله على مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت.فاتق شر من أحسنت إليه.


التوحد مع الممالك المحيطة بمصر

كانت العلاقات مع إمارات الشام الأيوبية متوترة جداً، وقد فكروا أكثر من مرة في غزو مصر، ونقضوا الحلف الذي كان بين مصر والشام أيام الصالح أيوب، واستقطبوا المماليك البحرية عندهم عندما فروا من مصر، بل إن الناصر يوسف الأيوبي أمير دمشق وحلب كان قد طلب من التتار بعد سقوط بغداد أن يعاونوه في غزو مصر.

سعى قطز إلى الوحدة مع الشام، أو على الأقل تحييد أمراء الشام، فيخلوا بينه وبين التتار دون أن يتعاونوا مع التتار ضده. فأرسل قطز رسالة إلى الناصر يوسف الأيوبي يعرض عليه الوحدة، على أن يكون الناصر يوسف الأيوبي هو ملك مصر والشام، فإن تشكك الملك الناصر الأيوبي في نية قطز فيستطيع قطز أن يمده بالقوات للمساعدة في قتال التتار كما ترك قطز للملك الناصر اختيار قائد الجيش المصري الذي يذهب لنجدته في الشام، ولكن الناصر الأيوبي رفض ذلك فسقطت كل من حلب ودمشق في يد التتار وفر الملك الناصر الأيوبي إلى فلسطين. بعد فرار الناصر الأيوبي انضم إلى قطز جيش الناصر، فازدادت بذلك قوة الجيش المصري.

راسل قطز بقية أمراء الشام، فاستجاب له الأمير "المنصور" صاحب حماة، وجاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر.

أما المغيث عمر صاحب الكرك، وبدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل الذي فقد فضلا الحلف مع المغول والخيانة.

وأما الأخير وهو الملك السعيد حسن بن عبد العزيز صاحب بانياس فقد رفض التعاون مع قطز هو الآخر رفضاً قاطعاً، بل انضم بجيشه إلى قوات التتار ليساعدهم في محاربة المسلمين.


حل الأزمة الاقتصادية

اقترح قطز أن تفرض على الناس ضرائب لدعم الجيش، وهذا قرار يحتاج إلى فتوى شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون سوى الزكاة، ولا يدفعها إلا القادر عليها، وبشروط الزكاة المعروفة، أما فرض الضرائب فوق الزكاة فهذا لا يكون إلا في ظروف خاصة جداً، ولابدّ من وجود سند شرعي يبيح ذلك.

فاستفتى قطز الشيخ العز بن عبد السلام فأفتى قائلاً :

""إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا. "

قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام، وبدأ بنفسه, فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك, فانصاع الجميع, وتم تجهيز الجيش كله.


قطز في معركة عين جالوت
عند وصول رسل التتار


بينما كان قطز يعد الجيش والشعب للقاء التتار وصل رسل هولاكو يحملون رسالة تهديد لقطز جاء فيها:

"بسم إله السماء الواجب حقه، الذي ملكنا أرضه، وسلّطنا على خلقه..الذي يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس "المماليك"..صاحب مصر وأعمالها، وسائر أمرائها وجندها وكتابها وعمالها، وباديها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها..أنّا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلّطنا على من حل به غيظه..فلكم بجميع الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر..فاتعظوا بغيركم، وسلّموا إلينا أمركم..قبل أن ينكشف الغطاء، ويعود عليكم الخطأ..فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرق لمن اشتكى..فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد..فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب.. فأي أرض تأويكم؟ وأي بلاد تحميكم؟وأي ذلك ترى؟ ولنا الماء والثرى؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من أيدينا مناص فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، ورماحنا خوارق، وسهامنا لواحق، وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال. فالحصون لدينا لا تمنع، والجيوش لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يسمع، لأنكم أكلتم الحرام، وتعاظمتم عن رد السلام، وخنتم الأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان..فأبشروا بالمذلة والهوان (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..وقد ثبت أن نحن الكفرة وأنتم الفجرة..وقد سلطنا عليكم من بيده الأمور المدبرة، والأحكام المقدرة..فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم لدينا ذليل، وبغير المذلة ما لملوككم عينا من سبيل..فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا رد الجواب..قبل أن تضرم الحرب نارها، وتوري شرارها.. فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً، ولا كتاباً ولا حرزاً، إذ أزتكم رماحنا أزاً..وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، وعلى عروشها خاوية..فقد أنصفناكم، إذ أرسلنا إليكم، ومننا برسلنا عليكم"

جمع قطز القادة والمستشارين وأطلعهم على الرسالة، وكان من رأي بعض القادة الأستسلام للتتار وتجنب ويلات الحرب, فما كان من قطز إلا أن قال :" أنا ألقى التتار بنفسي.. يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون من بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، وإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين (عن القتال)"، فتحمس القواد والأمراء لرؤيتهم قائدهم يقرر الخروج لمحاربة التتار بنفسه، بدلاً من أن يرسل جيشاً ويبقى هو.

ثم وقف يخاطب الأمراء وهو يبكي ويقول:

"يا أمراء المسلمين، من للإسلام إن لم نكن نحن"

فقام الأمراء يعلنون موافقتهم على الجهاد، وعلى مواجهة التتار مهما كان الثمن.

وقام قطز بقطع أعناق الرسل الاربع وعشرين الذين أرسلهم إليه هولاكو بالرسالة التهديدية، وعلّق رءوسهم في الريدانية في القاهرة وابقي علي الخامس والعشرين ليحمل الاجساد لهولاكو. وأُرسل الرسل قي الديار المصرية تنادى بالجهاد قي سبيل الله ووجوبه وفضائله وكان العز بن عبد السلام ينادى قي الناس بنفسه فهب نفر كثير ليكونوا قلب وميسرة جيش المسلمين اما القوات النظامية من المماليك فكونت الميمنة وأختبأت بقيتها خلف التلال لتحسم المعركة.


في أرض المعركة

كانت الحرب ضارية.. أخرج التتار فيها كل إمكانياتهم، وظهر تفوق الميمنة التترية التي كانت تضغط على الجناح الأيسر للقوات الإسلامية، وبدأت القوات الإسلامية تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار، وبدأ التتار يخترقون الميسرة الإسلامية، وبدأ الشهداء يسقطون، ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول الجيش الإسلامي.

كان قطز يقف في مكان عال خلف الصفوف يراقب الموقف بكامله، ويوجه فِرَق الجيش إلى سد الثغرات، ويخطط لكل كبيرة وصغيرة, وشاهد قطز المعاناة التي تعيشها ميسرة المسلمين، فدفع إليها بآخر الفرق النظاميه من خلف التلال، ولكن الضغط التتري استمر.

فما كان من قطز إلا أن نزل ساحة القتال بنفسه.. وذلك لتثبيت الجنود ورفع روحهم المعنوية, ألقى بخوذته على الأرض تعبيراً عن اشتياقه للشهادة، وعدم خوفه من الموت، وأطلق صيحته الشهيرة:"واإسلاماه"

وقاتل قطز مع الجيش قتالاً شديداً، حتى صوب أحد التتر سهمه نحو قطز فأخطأه ولكنه أصاب الفرس الذي كان يركب عليه قطز فقُتل الفرسُ من ساعته، فترجل قطز على الأرض، وقاتل ماشياً لا خيل له. ورآه أحد الأمراء وهو يقاتل ماشياً، فجاء إليه مسرعاً، وتنازل له عن فرسه، إلا أن قطز امتنع، وقال: "ما كنت لأحرم المسلمين نفعك!!"وظل يقاتل ماشياً إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتياطية.

وقد لامه بعض الأمراء على هذا الموقف وقالوا له:" لمَ لمْ تركب فرس فلان؟ فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك، وهلك الإسلام بسببك."

فقال قطز: "أما أنا كنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، وقد قتل فلان وفلان وفلان... حتى عد خلقاً من الملوك (مثل عمر وعثمان وعلي م) فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم، ولم يضع الإسلام "


مقتله

كان قطز كما قيل :

"أحسنتَ ظنَك بالأيام إذ حسنت

ولم تخفْ غبَّ ما يأتي به القدرُ

وسالمتْك الليالي فاغتررت بها

وعند صفو الليالي يحدث الكدر"

ويروي ابن خلدون في كتاب " تاريخ ابن خلدون" قصة مقتل الملك المظفر سيف الدين قطز:

"كان البحرية من حين مقتل أميرهم أقطاي الجامدار يتحينون لأخذ ثأره وكان قطز هو الذي تولى قتله فكان مستريباً بهم‏.‏ ولما سار إلى التتر ذهل كل منهم عن شأنه‏.‏ وجاء البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لأنفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الإسلام وأهله فأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقداري وأنز الأصبهاني وبلبان الرشيدي وبكتون الجوكنداري وبندوغز التركي‏.‏ فلما انهزم التتر قي الشام واستولوا عليه وحسر ذلك المد وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثأر أقطاي‏.‏ فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين أجمعوا أن يبرزوا به في طريقهم‏.‏ فلما قارب مصر ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعاً في بعض أصحابه‏.‏ فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها‏.‏ وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً لليدين والفم‏.‏ ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم‏.‏ وقام دون فارس الدين أقطاي على ابن المعز أيبك وسأل من تولى قتله منكم فقالوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه بالقاهر.‏ وبعثوا أيدمر الحلي بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك‏.‏ ووصل القاهر منتصف ذي القعدة من السنة فجلس على كرسيه ولكنه غير لقبه الي الظاهر فوفا من شوم لقب القاهر واستخلف الناس على طبقاتهم وكتب إلى الأقطار بذلك‏.‏ ورتب الوظائف وولى الأمراء‏..."

حمل قطز بعد ذلك إلى القاهرة فدفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين قبل أن تعمر ثم نقله الحاج قطز الظاهري إلى القرافة ودفن قريباً من زاوية ابن عبود‏[1].‏

وفي رواية أخرى:

عندما إنتهى قطز من حرب التتار وهزيمتهم وتحرير الشام قفل راجعا إلى مصر ولما بلغ بلدة "القصير" من أرض الشرقية بمصر بقي بها مع بعض خواصه، على حين رحل بقية الجيش إلى الصالحية، وضربت للسلطان خيمته، وهناك دبرت مؤامرة لقتله نفذها شركاؤه في النصر، وكان الأمير بيبرس قد بدأ يتنكر للسلطان ويضمر له السوء، وأشعل زملاؤه نار الحقد في قلبه، فعزم على قتل السلطان، ووجد منهم عونًا ومؤازرة، فانتهزوا فرصة تعقب السلطان لأرنب يريد صيده، فابتعد عن حرسه ورجاله، فتعقبه المتآمرون حتى لم يبق معه غيرهم، وعندئذ تقدم بيبرس ليطلب من السلطان امرأة من سبى المغول فأجابه إلى ما طلب، ثم تقدم بيبرس ليقبل يد السلطان شاكرًا فضله، وكان ذلك إشارة بينه وبين الأمراء، ولم يكد السلطان قطز يمد يده حتى قبض عليها بيبرس بشدة ليحول بينه وبين الحركة، في حين هوى عليه بقية الأمراء بسيوفهم حتى أجهزوا عليه، وانتهت بذلك حياة بطل عين جالوت.

و تواترت الانباء قي مصر عن مقتل قطز وأشاع المتآمرون انه قد قتل متأثرا بجراح اصيب بها أثناء المعركه...فخرج العامه ينتظرون الموكب بترقب فلما تبين لهم خلوه من قائدهم المحبوب قطز وتأكد لهم مقتله ساد الهم والكرب ووحزن الناس عليه حزنًا شديدًا وأنفض جمعهم سريعا دون احتفال.

ويقول ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة :

"فلما انقضت الوقعة بعين جالوت تبعهم بيبرس هذا يقتل من وجده منهم إلى حمص ثم عاد فوافى الملك المظفر قطز بدمشق وكان وعده بنيابة حلب فأعطاها قطز لصاحب الموصل فحقد عليه بيبرس في الباطن واتفق على قتله مع جماعة لما عاد الملك المظفر إلى نحو الديار المصرية‏.‏

والذين اتفقوا معه‏:‏ بلبان الرشيدي وبهادر المعزي وبكتوت الجوكندار المعزي وبيدغان الركني وبلبان الهاروني وأنص الأصبهاني واتفقوا الجميع مع بيبرس على قتل الملك المظفر قطز وساروا معه نحو الديار المصرية إلى أن وصل الملك المظفر قطز إلى القصير وبقي بينه وبين الصالحية مرحلة ورحل العسكر طالبًا الصالحية وضرب دهليز السلطان بها‏.‏

واتفق عند القصير أن ثارت أرنب فساق المظفر قطز وساق هؤلاء المتفقون على قتله معه فلما أبعدوا ولم يبق مع المظفر غيرهم تقدم إليه ركن الدين بيبرس وشفع عنده في إنسان فأجابه المظفر فأهوى بيبرس ليقبل يده فقبض عليها وحمل أنص عليه وقد أشغل بيبرس يده وضربه أنص بالسيف وحمل الباقون عليه ورموه عن فرسه ورشقوه بالنشاب إلى أن مات ثم حملوا على العسكر وهم شاهرون سيوفهم حتى وصلوا إلى الدهليز السلطاني فنزلوا ودخلوه والأتابك على باب الدهليز فأخبروه بما فعلوا فقال فارس الدين الأتابك‏:‏ من قتله منكم فقال بيبرس‏:‏ أنا فقال‏:‏ يا خوند اجلس في مرتبة السلطنة فجلس واستدعيت العساكر للحلف وكان القاضي برهان الدين قد وصل إلى العسكر متلقيا للملك المظفر قطز فاستدعي وحلف العسكر للملك الظاهر بيبرس وتم أمره في السلطنة وأطاعته العساكر ثم ركب وساق في جماعة من أصحابه حتى وصل إلى قلعة الجبل فدخلها من غير ممانع واستقر ملكه‏.‏ "

وذكر المؤرخون أسبابًا متعددة لإقدام الأمير بيبرس وزملائه على هذه الفعلة الشنعاء، فيقولون: إن بيبرس طلب من السلطان قطز أن يوليه نيابة حلب فلم يوافق، فأضمر ذلك في نفسه. ويذهب بعضهم إلى أن وعيد السلطان لهم وتهديدهم بعد أن حقق النصر وثبّت أقدامه في السلطة كان سببًا في إضمارهم السوء له وعزمهم على التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وأيًا ما كانت الأسباب فإن السلطان لقي حتفه بيد الغدر والاغتيال، وقُتل وهو يحمل فوق رأسه أكاليل النصر.

قال الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي عنه في تاريخه - رحمه الله تعالى - بعد ما سماه ونعته قال‏:‏ وكان المظفر أكبر مماليك الملك المعز أيبك التركماني وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا حازمًا حسن التدبير يرجع إلى دين وإسلام وخير وله اليد البيضاء في جهاد التتار فعوض الله شبابه بالجنة ورضي عنه‏.‏

وقال قطب الدين اليونيني في تاريخه الذي ذيله على مرآة الزمان بعد ما ساق توجهه إلى دمشق وإصلاح أمرها إلى أن قال‏:‏ وقتل الملك المظفر قطز مظلومًا بالقرب من القصير وهي المنزلة التي بقرب الصالحية وبقي ملقى بالعراء فدفنه بعض من كان في خدمته بالقصير وكان قبره يقصد للزيارة دائمًا‏.‏قال‏:‏ واجتزت به في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وستمائة وترحمت عليه وزرته‏.‏ وكان كثير الترحم عليه والدعاء على من قتله‏.‏فلما بلغ بيبرس ذلك أمر بنبشه ونقله إلى غير ذلك المكان وعفي أثره ولم يعفى خبره - رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام خيرا - قال‏:‏ ولم يخلف ولدًا ذكرًا وكان قتله يوم السبت سادس عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة‏.‏قلت‏:‏ فعلى هذا تكون مدة سلطنة الملك المظفر قطز سنة إلا يومًا واحدًا فإنه تسلطن في يوم السبت سابع عشر ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وستمائة وقتل فيما نقله الشيخ قطب الدين في يوم السبت سادس عشر في القعدة من سنة ثمان وخمسين وستمائة انتهى‏.‏

ويقول ابن كثير فى "البداية والنهاية" :

"لما عاد قطز إلى مصر تملأ عليه الأمراء مع بيبرس فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصر، وكان قبره يزار.فلما تمكن الظاهر من الملك بعث إلى قبره فغيبه عن الناس، وكان لا يعرف بعد ذلك قتل يوم السبت سادس عشر من ذي القعدة رحمه الله."

وهكذا سقط الفارس صريعاً مظلوماً لا يعرف الناس من أمره إلا القليل.

ويبدو للناظر في كتب التاريخ التي حفظت لنا هذه القصة أن سيف الدين قطز قد جاء لأداء مهمة تاريخية محددة،فما أن أنجزها حتى توارى عن مسرح التاريخ بعد أن جذب الانتباه والإعجاب الذي جعل دوره التاريخي على الرغم من قصر فترته الزمنية كبيراً وباقياً.

إن الناس في كل زمان ومكان قادرون على صنع النصر من رماد الهزيمة، وبناء الحضارة في خرائب العدوان، وزرع حدائق العلم والنور في ظلمات الجهل، إذا وجدوا من يُحسن قيادتهم ويضرب لهم المثل والقدوة ويتميز بالتضحية والشجاعة وإنكار الذات.

وكان السلطان المظفر سيف الدين قطز تجسيداً لهذا -رحمه الله- تعالى وغفر لنا وله ولسائر المسلمين.والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.


دينار قطز

دينار من الذهب بكتابة نسخية باسم المظفر قطز عليه كتابة على كل من الوجه والظهر تحمل اسم السلطان المظفر سيف الدنيا والدين قطز.

كما ورد أنها ضربت في الإسكندرية التي كانت مركزاً تجارياً هاماً في العصرين الفاطمي والمملوكي.




هذا وصلى الله ع نبينا محمد







رد مع اقتباس
قديم 14-03-2011, 06:44 PM   رقم المشاركة : 85
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

أن من أشــد ماينغص علي عيشي هو ذالك الزمآن الغابر الذي
مازآلت تبعاته ترمي بثقلها على تفكيري ومخيلتي
المكان / زمن الحب الخالد
الزمن / كلمة أحبــــــــــك
التــاريخ / عمر بأكملهـ
الوقائع / آه . وألم . ودموع .حرقه قلب . صدق شعور . عطاء بلا مقابل .
النتيجه / جحود , نكرآن ,تجاهل , بالأظآفه لغدر الزمآن
ومع كل هــذآ مازال قلبي ينبض بها حبً وعشقً وولآء
كذالك علمتها وكذآلك سأدرس خالي القلب معنى
الحب
وكذآلك سيموت البتـــــــــآل رجلً يحترق وفاءً






رد مع اقتباس
قديم 14-03-2011, 06:46 PM   رقم المشاركة : 86
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 


داهمتني الغربه ...



ليتني ماجيت ...





،،
،،


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

/
\
/

مسكين ياذا الحمام
حزين ومو قادر ينام
:

يمكن انا مثله

ويمكن هو مثلي ...

احزاننا وحدهـ

ونعاني الوحده






رد مع اقتباس
قديم 14-03-2011, 06:53 PM   رقم المشاركة : 87
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

صبــاحك سوالف عاشق يسولف وتخنق صوته العبره
ولآ عرف درب آلوفـآ آصلآ ولآ يومـ سلـﮧ
صبــاحكـ قلب طفــلـﮧمجبوره تضحك بزمــن القســوه
وتجاري الضحكــﮧ بزمن المصايب
صبــاحك بكــى النـــــاس.!!.طفـل وطفـلـﮧ وعجـوز وشــايب
يدعــون يارحمــان نجينـــــامن زمن العجـايب
صبــاحكـ..قلب أم م..
.تقول يــارب أبـعده عن كل مانذكرمـن هل مصـــــــايب...






رد مع اقتباس
قديم 15-03-2011, 06:39 PM   رقم المشاركة : 88
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسجيل دخووووووووووووووووووول







رد مع اقتباس
قديم 21-03-2011, 09:06 PM   رقم المشاركة : 89
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
قديم 25-03-2011, 02:18 PM   رقم المشاركة : 90
أرخصتهم واغليتك
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية أرخصتهم واغليتك
الملف الشخصي






 
الحالة
أرخصتهم واغليتك غير متواجد حالياً

 


 

لَسْتُ مَجْبُورآ أَنْ أٌفهِمْـ


الآخَرينْ مَنْ أنــا اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي.. !




فَمَنْ يَمْتَلِڪُ مُؤهِلاتْ



{ العَقْلْ وَالاحْساسْ }



سَأڪُونْ امَامَهُ



ڪـ الڪِتَابْ المَفْتُوحْ .. وَعَلَيْه الإسْتِيعابْ ..!




لَسْتُ مَجْبُورآ أَنْ أٌفهِمْـ


الآخَرينْ مَنْ أنــا اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي.. !




فَمَنْ يَمْتَلِڪُ مُؤهِلاتْ



{ العَقْلْ وَالاحْساسْ }



سَأڪُونْ امَامَهُ



ڪـ الڪِتَابْ المَفْتُوحْ .. وَعَلَيْه الإسْتِيعابْ ..!






رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
♥♥( ♥ ترتيب الأعضاء لـ (( ثــمــان )) جولات ♥)♥♥ الراهي :: الأخبار الرياضية والمواضيع المنقولة:: 15 13-10-2010 03:02 PM
♥♥♥ في عام 1431هـ أبو رائد يدخل الألفية الـ 33 ♥♥♥ الراهي :: منتدى الأصدقاء:: 33 04-09-2010 08:32 AM
乂♥乂 لن نتتطور 乂♥乂 كورن فلكس :: المنتدى العام :: 18 16-03-2010 09:51 PM
♥♥♥ مصورنا المبدع ♥♥♥16000 ..♥ ربـيع أنثى :: منتدى الأصدقاء:: 33 22-12-2009 11:35 PM
乂♥乂 νέяѕαсё 乂♥乂 الجوووري منتدى الأسرة 19 01-01-2009 01:44 AM



الساعة الآن 01:47 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت