إن من أكثر الشوارع تضرراً وإهمالاً، شارع ١٨ بحي العزيزية، وذلك منذ أكثر من عشر سنوات مرت على هذا الشارع الحيوي، فهو من أكثر الشوارع تضرراً، ومن أسوئها حالاً، فقد تفككت أرصفته، وتلفت أجزاؤه، وحلت الأتربة في محلها، وذلك بسبب تداعيات مشروع تصريف السيول المتعثر، – الذي أشرت إليه في مقالٍ سابقٍ- فتجتمع في هذا الشارع كميات كبيرة من الأتربة والملوثات، وتختلط فيه المخلفات مع مياه الأمطار، فتُشَكِّل مستنقعاتٍ طينيةً تُكدر صفو الساكنين، وتُفسد عليهم فرحتهم في مواسم الأمطار.
وبعد الأمطار تتراكم فيه المخلفات، وتتفطر فيه الأرضيات، وتتصدع الشوارع، وتتسع الحفر، وتتشقق طبقات الإسفلت الضعيفة أصلاً، فتعكس صورة واضحة للتشوهات البصرية، والملوثات البيئية، فتزيد المعاناة، وتبقى شاهدَ عيانٍ تجده في كل مكان.
وهكذا الحال في أغلب الشوارع والأحياء، شاهدة على سوء التنفيذ، والضعف الشديد في الرقابة.
[ كما هو حاصل في هذا الشارع، وفي شارع الميه، وشارع طارق بن زياد، اللذَينِ أشرتُ إليهما في مقال سابق]
فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ ومن وراء هذا الإهمال والنسيان؟ وأين الشعور بالمسؤولية؟ أم أن الاهتمام يَنْصَبُّ فقط، حول الترقيات، والوجاهة والمكتسبات؟!
فَمِن عَدَم الاهتمام ينشأ الخلل، وتتعاظم وتزيد العلل، فتتولد المشاريع المتعثرة، والأخرى المتأخرة، وتكثر المشاريع المشوهة، فيضيع المال، وتتأثر التنمية، وهكذا دواليك.
وبما أن الأمر أصبح واضحاً، والخلل بات بيِّناً، والعيب صار ظاهراً.!
من هنا؛ يتضح لكل أمين، أن هناك بعض الجهات الخدمية، أصبحت عاجزة تماماً، عن اللحاق بالتحول الحضاري الكبير، ومسيرة النهضة المباركة، التي تشهدها بلادنا رعاها الله، نحو النهوض، والتقدم، والتطور إلى آفاق المستقبل، بقوة وجدراة، وتنافسية وثقة وهمة عالية.
وذلك برعاية واهتمام كريمين، من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله.
وبناء عليه: فكلي ثقة بالله تعالى، ثم في مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفقهما الله، في اقتلاع التخلف من جذوره، والتخلص من آثاره، وسرعة إيجاد آليات جديدة صارمة، تضمن سير المشاريع الخدمية، وفقاً للخطط المرسومة، والجودة المطلوبة، وإنشاء جهات خدمية ورقابية حديثة، تتولى تنمية المدن على أعلى المقاييس والمواصفات العالمية.
وتتواكب مع رؤية سيدي ولي العهد حفظه، ٢٠٣٠ المباركة.
وتتلائم مع التحول الحضاري الكبير، الذي يعيشه حالياً وطننا الحبيب حماه الله.
وفي هذا الجو المليئ بالثقة، والمفعم بالحيوية والجد والنشاط، والمعنويات العالية.
ومن مبدأ الشعور بالمسؤولية، وأن المواطن عين الدولة، ويدها الأمينة، وصوتها الصادق، كتبت هذا المقال، بصفتي مواطن، يتفاعل مع توجهات وتوجيهات ولاة أمره، أيدهم الله، ويشارك في خدمة دينه، ومليكه، وأمته ووطنه، بصدق، وأمانة، وإخلاص.
حفظ الله بلادنا، وولاة أمورنا، وأمتنا، وجميع رجالات دولتنا المخلصين، وأدام أمننا، واستقرارنا، وتقدمنا، وجعلنا هداة مهتدين، اللهم آمين.