السلامة الغذائية
بقلم : د. وليد بن عفنان التميمي *
351000 وفاة نتيجة الأمراض المنقولة بالأغذية ، بنسبة أكثر من 40 بالمائة من الإصابات المعوية بسبب الأكل الملوث هم أطفال دون الخامسة.
طابع العولمة والتصنيع من أهم الأسباب لتعريض الأغذية للتلوث والتي قد تحول أو تصعب من عملية الاستقصاء الوبائي فضل عن سعة الانتشار.
مشكلة جديدة تطل علينا حلها يكمن بجعل المرأة في المجتمعات المحلية هي "المركز للسلامة الغذائية منذ الوﻻدة " بالشروع بالرضاعة الطبيعية والاقتصار عليها حسب الطلب وذلك يعني الاستجابة لطلب الطفل كلما أبدى رغبة في ذلك . حليب الأم يوفي كل ما يلزم للرضيع ، من طاقة وعناصر في الأشهر الأولى من حياته ونصف احتياجات الطفل التغذوية أو أكثر من ذلك خلال الشطر الثاني ، ونحو ثلث تلك الاحتياجات خلال العام الثاني من حياته ، ويسهم حليب الأم في النماء الحسي والمعرفي ومنع التقزم ، وحماية الرضع من الأمراض المعدية والمزمنة ، كما يسهم الاقتصار على الرضاعة الطبيعية في الحد من وفيات الأطفال الناجمة عن أمراض الطفولة الشائعة .
الرضاعة الطبيعية علاقة تفاعلية فهي كذلك تسهم في تعزيز صحة الأمهات وعافيتهم كما تعمل كمانع للحمل خلال فترة الرضاعة وتزيد من الموارد الأسرية والمجتمعية بالتقليل من استهلاك الحليب الصناعي.
مما سبق يتبين أن المكاسب كبيرة ، وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية هي من الممارسات الفطرية فقد تبين أنها تمثل سلوكا يكتسب بالتعلم لغير المفطورين .
مازالت العناصر التي تجعل المرأة مركز للسلامة الغذائية غير مكتملة فأغلب القائمين على الإنتاج الغذائي وتوريده وتصديره هم من الذكور وأحيانا حتى الطبخ ، فضلا عن ذلك أن المرأة انشغلت كثيرا بتوفير الدخل المادي بالانخراط بأعمال ذكورية بحته مما أدى إلى زيادة الفجوة . وعلى أية حال فما زال لكل فرد دور يؤديه لحفظ السلامة الغذائية ، ولكل مشارك في سلسلة التزويد بالأغذية اتخاذ ما يلزم من تدابير بإتباع الوصايا وهي:
- الحفاظ على النظافة وتحمل شعار " نظفوا أيديكم لإنقاذ الأرواح " وتدريب الأطفال على ذلك من قبل الاوصياء.
- الفصل بين الطعام الني والطعام المطبوخ.
- طهي جميع الأغذية بطريقة جيدة.
- الاحتفاظ بالأغذية في درجات حرارة مأمونة.
- استخدام مياه ومواد مأمونة .
بقي لنخلتنا كلمة فسبع تمرات كل صباح كفيلة بإذن الله أن تقلل من آثار الصناعة والسموم وتزيد من الاستجلاء. وسماعها كما هي " من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم ".
* اختصاصي طب المجتمع والصحة العامة