خطر يداهم أغلى ما نملك ( أبناءنا)
بقلم الدكتورة / غدير شومان *
هم قطعة منا ننتظر قدومهم إلى هذه الدنيا بشغف وحماس ، وعندما تتقدس أعيننا برؤيتهم ونحمد الله على هذا الرزق فهم زينة الحياة الدنيا ، إلا أننا مع زحمة المسؤوليات والحياة سرعان ما نهدي أغلى ما نملك إلى أناس غرباء كل الغربة عنا و عن بيوتنا وعائلاتنا وعقولنا وقلوبنا بل وعاداتنا وتقاليدنا و..... لنهديهم أبناءنا ليعتنوا بهم عند مرضهم وعند صحتهم ليطعموهم ويسقوهم وغيرها من مسؤوليات التربية لأبنائنا . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل من المنطق أن من جاءت من وراء البحار تاركة وراءها أبناءها لتخدم في بيوتنا تستحق ثقتنا لنودع عندها أغلى ما نملك؟؟؟
فلو كل واحد منا استعرض بعض فيديوهات تعامل وتعذيب الخدم لأبنائنا في غيابنا ، يا ترى ماذا ستكون ردة الفعل؟ هل سنفكر مليا لنعيد الحسابات فنضع القواعد والأسس الصحيحة لنحسن إدارة الخدم بوجود أطفالنا ؟ أم سنُحدِّثُ أنفسنا أنه من المستحيل أن ما شاهدناه أن يحصل معنا فنُسكِت أنفسنا بالقول خادمتنا رائعة وممتازة لم نرى أو نشعر يوما منها بأي سوء؟اذا كان الاحتمال الأول فستكون النتائج ايجابية وسيتم تدارك كثيرا من المشاكل. أما اذا كان الاحتمال الثاني فهنا تقع الطامة الكبرى وبعدها سنسمعُ عن جرائم أدمت قلوبنا. هذا فضلا عن مضارٍ جسيمة أخرى ؛ فكثيرا من أطفالنا سيتشربون عادات وتقاليد وأخلاق وقيم ومبادىء هؤلاء الخدم والتي لا تليق أو تناسب مجتمعاتنا العربية الأصيلة.هذا بالإضافة إلى أن كثيرا من أطفالنا باتوا يعانون مشاكل في النطق ومشاكل نفسية لسوء التربية فبات البعض منهم أصحاب شخصيات ضعيفة ومهزوزة تعاني كثيرا من النقص. وهنا أعاود ذكر أن أطفالنا المعنفين من الخدم تكبر فيهم روح الإجرام وهذا أمر تتعاظم خطورته كل لحظة.
أيها الأب أيتها الأم أطلب منكم أن تقفوا مع أنفسكم لحظة صمت لتعاودوا التفكير بنشأة أطفالكم مع من تكون وبين أيدي من ؟ وأكرر سؤالي لكم هل من ترَكَت أطفالها وتغربت ستحسن وتخلص لكم في تربية أبنائكم؟؟؟؟؟
***ملحوظة : أنا لا أطلب منكم الاستغناء عنهم بل حسن إدارة حياة أطفالكم بوجودهم .
* دكتوراه في إدارة الأعمال ، مدربة معتمدة