فكر وإدراك
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي *
أفكار مستوحاه من وهّمٍ تشكك في فكرك ومعتقدك، تحمل شتات نفسك وتُلزمكَ الرحيل نحو المجهول
تتجاهل الأمر وكأنه لم يكن؟ في حين أخر يشغلك فكرك به وكأنه من أولويات الحياة ومبتغاها
مازلت أجهل تلك الفكرة؟
أصبحنا نأسر بها مقيدين بسلاسلها المعقدة فكرياً،
تجاهلك للأمر لايعني أنك تنسى ، لربما توهم نفسك بالنسيان وأنت بالحلم غارق ،
لتستيقظ على وهم مميت وأنت على قيد الحياة ترتفعُ الذكرى فوق هامة الذاكرة و الحُكم الضَّاري غزا صَفَحات الجيوب بالرصاصِ الثاقب على الجُدران تَحولت إلى مجزرة إنسان يترقب أخر نفس له في الفلاة
الغريب في الأمر!
كنت أرى الحياة مجرد شيء يدور ويدور ونحن داخلها مجرد ألعاب تُحرك كيفما تشاء
ومازلت مصرة على ذلك، حينما تغيب الأشياء السائدة من حولك تصر على نفسك أن هناك من يحركك وأنت في غفلة منها
هذا ما رأيته من فتاة تجردت كلياً من الحياة، عكست اتجاه الحياة واستُغلت من قِبل من يريد تشويه سمعة وطن كان للجميع الأمان والسلام والاستقلال والحرية والذي تبحث عنه خارجه، لم تراه في وطنها
في حين أصبح للمرأة وزن وانشغلت بكل متطلباتها من عمل ودراسة وسفر وووو
أولويات الحياة تغيرت ومبتغى الأمور تلاشت والوقت يمضي على عجل وعجب!!
ولا وقت لدينا لنضيعه في تفاهات الأمور
حتى قشرة الأرض تغيرت أصبحت مرقعة بالدم، تأبى أن تمتصها وأن تدخلها في جوفها
وبكاء البعض للعودة إلى وطنهم وهو في أشد حالات الحرب
لم تدرك هذه الفتاة النعمة التي هيَ فيها
شاشات التلفاز أصبح الكل يتسابق لجلب خبر طازج يقدم في جلسة مسائية على مائدة مليئة بالشك والتذمر
وهز الرأس كَثُر كأنه يقول في نفسه
يا له من خبر يجلب الأعياء؟
وفي ضغطة زر تصبح الشاشة سوداء، لينهض من أفكار ساقطة تماماً مما يراه حقيقة
أصبح الكل يمارس فن الهروب من نفسه ومجتمعه والاقربين منه وحتى موطنه، تجرد كلي من الإنسانية الذاتية
لربما ظناً منه أنه على حق وانه يخترع الأكاذيب التي يتوهم بها أنه يملك كامل الصلاحية لذلك
أو لربما أغراء الأشياء الساطعة في سماء الوهم، رغم ما يوجد حوله من حقيقة وشيء ثمين لا يقدره أي وزن
الحقيقة دائما فيما نرضاه ونقتنع به رغم قلة الإمكان وقلة الحاجة لذلك
ولكن البعض يتوهم بالإمكانية المستحيلة وأنه يستطيع أن يأتي بكل ما يخطر في نفسه
إمكانياتك وقناعاتك في العيش تحدد مستواك في الحياة وعمق ماتفكر به
أين ما تكون؟
وكيف ماتكون هيَ حالك؟
بمجرد أنك تجردت فقط من موطنك، أعلم أنكَ في العراء مهما كان الدفء من حولك ومهما كان محتواه
غالبية الأفكار الهاربة تأتي من الوهم والركض وراء السراب تقع في مستنقع الحقيقة المؤلمة، حينها تمد يدك تبحث عن النجاة
ومن حولك يصفق لك وينظرون إليك وأنت تغرق
بابتسامة ازدراء وسخرية
ولكنها ليست لك عزيزي؟ فما عاد يعنيهم أمرك
أينما تشمتً بما ضحيت بهم، وتركتهم سخرية العالم
وتغير المنشأ الحقيقي لها و الصورة الحقيقة التي تعكس لنا وجهها المتمسك بالحق.
2 pings