خائفة في وسط الأمان
يقلم الكاتبة / أماني علي*
منذٌ صغري كنت أخاف .. الخوف من كل شيء أخاف من توبيخ والدي لي لأنني لم أنم في الثامنة،أخاف من أمي لأن شعري تبعثر عندما كنتُ ألعب،أخاف من أخي لأنني أخذت قطعة الشوكولا الخاصة به ، أخاف من معلمتي لأنني نسيتُ كتابي ،أخاف من جدتي لأنني أعبث بجهاز الراديو القديم ، وأخاف من نفسي لأنني لا أتوقف عن خوفي ! كنت أخاف في المنزل كثيرًا أخاف في أكثر مكان يجب أن اشعر بهِ بالأمان ! كبرتُ بعدها قليلًا فأصبحتُ محمّلة بما يسمى "العادات والتقاليد" لا انكر بأنها فعلًا كانت تقيدني ، كنتُ مبدعة في كل شيء وفي كل مجال كأنني أكبر من عمري .. كنتُ كاتبة بارعة ومتحدّثة كنتً أحب الخياطة والرسم وجميع الفنون ،كنتُ مطلعة على كل المجالات من حولي وأخذ من كل بحر قطرة وددتُ لو اظهرها فقط أمام الناس أن يروا كم هذه الفتاة رائعة! وددتُ لو أحصل على تصفيق على الأقل من أهلي ..اندثرت تلك المواهب كلها مع مرور الأيام ًاصبحتُ مجردة من شغفي وآملي تحت كلمة "عيب" دُهستُ بها ..لن انكر أن هذه العادات بعضها صحيح ..لكنني فقدتُ نفسي بسببها .اليوم لم يبقى لي سوى قلمي ،وهذه الأوراق التي أُلقي بقلبي عليها ،لمَ فضل أهلي المجتمع على ابنتهم؟ ولمَ كانت انجازات "الفتاة "-عيبًا- ؟ ولمَ انجازات الفتى تكرّم ويجب أن يٌفتخر بها؟