إحتويتُ عاق
بقلم الكاتبة / جواهر ناصر المطيري*
من هذا المنبر وبالبداية قبل النهاية تحية لكل أم تحملت و أنجبت وربت، لا يوجد صبر أعظم من صبر الأم لا يوجد قوة أعظم من قوة الأم لا توجد رقة أعظم من رقة الأم لا يوجد حنان أعظم من حنان الأم ، ويسألُ نفسه بعد عدة من الزمن ما ذنب وجودي هُنا؟
حيثُ لا أنتمي
هل كُنت غير مرغوبًا؟
هل كُنت غلطة؟
ولكن لم يُفكر بأمه هل كانت وهل أتت به وهي مُستعدة؟
أم أن الحياة أيضًا أجبرتها هل كانت مُخيرة بينه وبين قلبها أم كانت على صراع بين عقلها .
حُجبت عينيها عُقدا لسانها تمسكت به، ولكن لم تستطع منحه حياة تناسبه ولم تستطع منح نفسها ولكن لم تسمح للحياة أن تحزنه أن تبكيه احتوته بكل ما تملك حرمت عليها الحياة من أجل منحه حياة كريمة
كُسرت من أجله حُرِبت مُزقت
لم ترغب له أن يشعر بأي أذى مقابل أن تتأذى ..
ولكن كسرها حاربها مزقها لأنه فقط لم يحصل على عدة أشياء لاتقارن بما وفرته له ولكن لم يرى ماتُقدمه كان فقط يرى ما حُرم منه ولو كان شيء غير مهم
تشكى منها وشكاها
تشقت منه وشقاها
وقال تعالئ في سورت مريم :
(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32))
ولكنه شقى وقسى .
عندما يكون الابن عاق لاتقسى الأم لانها أم والقليل من العالم يستشعر ويعي ماتعنيه هذه الكلمة ولكن عندما تكون الأم قاسية يشتكيها الابن ولايفكر لماذا قست وهي الأرق والأحن ولو فهمها لفهم لماذا قست مثلما فهمت لماذا كان عاق بها ولم تقسُ عليه
وفي النهاية:
" صارعت الحياة من أجله والآن هو يُصارعها كان يجب أن يكون قوتها للاستمرار ولكنه أصبح ضِعفها.