لُغتي هي هويتي
بقلم الكاتبة / فاطمة محمد الفضل*
{إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
(يوسف - 2)
تعتبر اللغة العربية من بين أكثر اللغات في العالم انتشاراً، إذ يُقدر عدد المتحدثين بها بنحو 290 مليون إنسان، ويعتبر الثامن عشر من شهر كانون الأول هو اليوم العالمي للغة العربية، ويتم الاحتفال به كل عام، وهذا التاريخ هو نفس التاريخ الذي فيه تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية عالمية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، من ضمن اللغات الستة المعتمدة فيها، وكان هذا في عام 1973م.
وتميزت اللغة العربية عن باقي لغات العالم أنّها تنطوي على العديد من الأساليب اللغوية؛ كالفصحى، والعامية، والأساليب الشفهية، والمكتوبة بالإضافة للتنوع الفني في الخطوط الكتابية، والنثرية، والشعرية، والعلمية (الهندسة والفلسفة)، وعلاوة على ما تقدم ذكره فإنّ مما يميز العربية، هو قدرتها على نقل العلوم، والمعارف من مختلف اللغات، والحضارات؛ كالرومانية، واليونانية، مع إمكانية التحاور بها ك لغة مع مختلف اللغات والثقافات.
فإن هذه اللغة تعد في الإسلام لغة القرآن واللغة المعتمدة في الدين الإسلامي بصيغتها الفصحى الثابتة وغير المتغيرة في مختلف بقاع العالم العربي على عكس النمط العامي منها، والذي يتضمن العديد من اللهجات
وقد اعترفت اليونسكو في مؤتمرها في عام 1960م بأهمية اللغة العربيّة، وقدراتها القوية على استيعاب المنشورات الخاصة بالمنظمة، وتأثيرها الهائل على الأخرين في حال تمت كتابتها باللغة العربيّة.
وتكرس اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية لإبراز الدور التاريخي للغة العربية في البحث، والمعرفة
وتسليط الضوء على الوضع المتساوي لجميع اللغات الرسمية المستخدمة في الأمم المتحدة، وزيادة الوعي، واحترام ثقافة اللغة العربية مع الاعتراف بمساهماتها البارزة في تراث الإنسانية التركيز على أن اللغة العربية هي اللغة الأولى للجبر، والطب، والكيمياء، والتنجيم، وكذلك اللغة الأم للعديد من العلماء والعباقرة بدءا من ابن الهيثم، وابن سينا في العصور الوسطى إلى الدكتور أحمد زويل، والدكتور إلياس كوري في العصر الحديث، ولقد كان العرب من بين أكثر العلماء براعة الذين يعيشون على الإطلاق.
“ان العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكبًا من العواطف والصور” (وليم مرسيه)
إنّ الّذي ملأ اللّغات محاسنًا *** جعل الجمال وسرّه في الضّاد”
( احمد شوقي)