السحر الحلال
بقلم الكاتبة / فاطمة محمد الفضل
قال الله عز وجل في كتابهِ الكريم:
{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} (44)(طه)
لغة الحوار هي من أهم اللغات في الحياة ومن أفضل طرق التواصل.
ف الحوار هو السحر الحلال الذي يفتن عقول الناس ويأسر أفئدتهم كما قال عليه الصلاة والسلام: "الكلمة الطيبة صدقة" . وقوله عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
فالحوار والجدل يلتقيان في أنهما حديث أو مناقشة بين طرفين، لكنهما يفترقان بعد ذلك، فالجدل هو اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك، ولكن في إطار التخاصم في الكلام، والجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحي منحى الخصومة أو بمعنى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له، أما الحوار والمحاورة فهي مراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة.
فالجدل لم يؤمر ولم يمدح في القرآن على الإطلاق.
والإنسان بطبيعته لا يقبل الهزيمة. ولن يكون هدفه سوى أن يخرج بتلك الصورة الجميلة التي دخل بها المناظرة. لتكون النتيجة الحتمية أن كل طرف يخرج منتصراً من كل نقاش يدخله.
وخلاصة القول إن كل جدل هو حوار وليس كل حوار جدلاً، لكن ربما تحول الحوار إلى جدل،
ومن آداب الحوار طلب الحق، واختلاف الآراء طبيعة بشرية، وحسن البيان، والظرف المناسب، ولا تستأثر بالحديث، وكن مستمعاً بارعاً، ولا تقاطع، وابدأ بنقاط الاتفاق، وافهم من أمامك، وحادثه باسمه، ولا تغضب، واعترف بالخطأ، واغضض من صوتك، واحترم الطرف الآخر، ولا تستطرد، ولا تخطّئ، ولا تتعصب. ففرق بين الجدل المذموم والنقاش والحوار حتى تكسب القلوب وتسحر العقول،كلما صرت بارعاً في التعبير بوضوح ودقة للآخرين باستخدام لغة تزيل كافة احتمالات سوء الفهم، كلما صرت أكثر نجاحاً في التأثير على الآخرين وتوجيه أفعالهم.
وإن الحوار مهارة تكتسب مهما كبر العمر أو تصلبت الأفكار أو ساءت الظروف.