ساحرة مبتدئة
بقلم الأستاذة / أمل حسن جلال*
كيف تصبح ساحرا؟
لنتعلم أصول السحر.
إذا كنت ممن يريد أن يتعلم كيف يصبح ساحرا ويلقي عصاه فاتَّبع حرفي ...
نعم ساحرة مبتدئة تجلب الأمل والتأهيل لفك العقل والتنوير تلعب بالأحرف والأقلام اليانصيب تجذب ألف صديق وحبيب سخِّرت لها المحابر والصفحات وأوشكت أن تُصدَّق أوتصيب.
كلنا نمرُّ بظروف قاهرة ومتاعب لا تنتهي نود أن نلقي عناء أيامنا وتتبدل أحوالنا في طرفة عين، والسحر الذي سأتناوله هنا يقلب أفلاك الشقاء ويُبْدِلُها سرورا.
فقط ما عليك هو أن تختار الساحر الماهر من كان على فك الأوهام والوساوس قادر.
الموضوع يحتاج روية تمهل..
عشت عمري أزرع شتلات طلاسمي وأجمعها وأنفث فيها العقد واحدة تتلوها أخرى حتى أزهرت وأصابت الكثير وجدت منهم من ارتد بصيرا ومنهم من عاد له رشده ومنهم من فقد البصيرة وأحرقته نار الحقد والغيرة..
فكم من ضحية جرفتها خلف محبرتي وضربت الأوراق بريشتي لأنقش وأسطر ما يجول في ذهني من خير وحكمة (إن من البيان لسحرا)
وقد وصف الكثير قلمي بأنه كبير ساحر ولا يفلح قلمي حيث اقتفى ومن بديع الكلام اكتفى.
لذا هو يعقد النفاثات في المقل فتتأرجح الأفكار وتهوي بين أقدام محبرتي تتوسل المزيد.
ليس علوا ولا كبرياء بل شموخا وألقا، ويليق بكل صاحب قلم أن يلقي ريشته ويجعلها تسعى بين القلوب فتبهر الحاضرين ويخرِّون لمحاسن الألفاظ سُعَّدا.
فكم من مغموم تبدلت أحواله بحرف وكم من قلوب مهترئة أنهكتها الحياة وجدت الأمل في سطر وعُدُّوا ما شئتم من أحرف وكلام ..
نحن قوم لا نحتاج أن نتعلم سحرا فالقرآن لنا بئر نغرف منه بلاغة وفكرا وكفى بكلام الله ذكرا. (قولوا للناس حسنا).
ثم نتذكر توصية خير المرسلين (بتليين الكلام) في حديث إفشاء السلام والسلام من اللين وحسن الخلق.
إن وصفة السحر متاحة للجميع لا تكلف جهدا ولا مالا تتطلب جهادا للنفس لنزع سخيمها والصبر على الأذى، فليس كل كلام يحتاج منَّا ردَّا وتزداد الفجوم ويكثر الصدَّا.
فكم من كلمة تفوه بها صاحبها أشعلت مصابيح الأمل وكم من كلمة قصَّت الفرح وأماطت الترح وصاحبها ما نسي وما برح.
تظل القسوة تتسلل بين ضلوعه كلما حاول إخماد فتيل الغضب يحترق ويفترش قسوة النبرات فتتخلل بين منكبيه فيقع مسحورا يسري الألم بين جنبات قلبه.
لذا اسحروا من حولكم باللطف واللين اقلبوا أفلاك الحزن لديهم بكلام واضح ومبين تجاوزوا عن هفواتهم وتقصيرهم وسوء ظنونهم فكلمة فهمتك خطأً، لم أكن أقصد، أحترم شخصك، أقدر جهودك، لك مني تحية وحب، أحسن الظن بك، أنت رائع.... كلها وأشباهها تُنحت على جباه قسوة الجبابرة فتخرُّ صرعى حرف وتتحول العداوات من حرب لحرث حبَّا وتقديرا واسألوا عزيز قوم أحسن الظن والتفكير.
وتالله وبالله ستحصدون راحة لا مثيل لها وتفريجا من كل غمة سيتكاثر الأحبة وتُقلع العداوات من جذورها ستتغير الحياة وتنقلب الأفلاك وستسبحون كل يوم في فلك من الراحة وسلامة البال فالنقاء هو المبتغى.
لنردد كل يوم (اللهم اسلل سخيمة قلبي)
ناموا متسامحين تستيقظوا مسرورين.
هذه وصفة سحري الذي به وجدتُ جمال الحياة وبهائها.
استبدلوا كلماتكم وانتقوها كلنا مخطؤون لا بأس لكننا نسعى للتطوير والوفرة حتى في الحب مهما حاول النَّمامون الوشاية بيننا وبين أصحابنا وأقاربنا سنرتدي حلل الصابرين وننهل جزاء رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين.
* كاتبة سعودية - تربوية