الصداقة الحقيقية
بقلم الكاتبة / منيرة المحمد
الأصدقاء هم العائلة التي نختارها ، لذلك يجهل الكثير منّا أهمية أختيارهم فالجميع يعتقد أن كل منّا لديه أصدقاء جيدين بالحقيقة ليس الجميع أصدقاءنا أو أختياراتنا صحيحة بالأصدقاء .
كم من صديق كان لا يؤمن بنا وكم من صديق راهن على نجاتنا من أصعب المحن ، وكم موقف درسّنا بالأصدقاء وجعلنا أشخاص غير مرحبين بعلاقات جديدة ، ولكن كم صديق جعلنا نستصغر أحزاننا ونحن بجانبه .
أهميتهم موجودة ومن ينكر أهميتهم لم يشعر ذات يوماً بقيمتهم ، أو لم تكُن أختياراته صحيحة وليس من العيب أن نخطي بأختياراتنا بل الخطأ أن نهمش قيمتهم ونسير مع التيار الذي ينكر أفضالهم علينا ، ويعزز بنا قيمة الاكتفاء بأختياراتنا الخاطئة ، لم تكُن الصداقة درس للوحدة بل هي الجزء الجميل بحياتنا .
ولا ننسى أيضًا واجباتهم علينا فالصداقة الحقيقة تحتاج أن نعتني بها جيداً ، وأن نشاركهم أحزانهم ونحترمها ونخبرهم أنهم يستطيعون فعل ذلك حينما يتلاشى اليأس لقلوبهم ، أن نفتخر بهم ونتباهى بأصغر أنجازاتهم ، علينا المحاولة دوماً أن نكون أصدقاء جيدين .
ولا نكون نحن والحياة عليهم فكل صديق لنا كابد الحياة إمّا مع صراعاته مع نفسه ، أو إمّا تصارع مع ظروفه حتى كاد يفقد روحه من شدة صراعاته .
لذلك أن نختار جيداً ونكون أفضل الأختيارات لغيرنا ، لا نكون أنانيون بالرغبة بأمتلاك أصدقاء حقيقيون ونحن لم نصبح يوماً أصدقاء ، فالجميع أصبح الآن يبحث عن أصدقاء ولكن لا يتلفت أنُّه لم يكُن صديق جيداً يوماً لذلك نحن كنّا أيضاً أختيارات خاطئة في يوم ما ، هذا ما يجعلنا أن نلقي أنفسنا في تيار صداقات المزيفة !
فالحديث يطول عن هذا الجزء المهم والأهم دوماً من ناحية حياة صحية ، لأننا بالحقيقة من منّا لا يتمنى أصدقاء جيدين فنحن نرغب بذلك ولكن ننسى أننا نحن لم نستيطع بالقيام بذلك .
فكل صديق لم يفزعه حزنك لم يكُن صديقك وكل خطأ لم تغفره لصديقك لم تكُن يوماً صديق !