السعادة المؤسسية
الإيجابية في بيئة العمل
بقلم الكاتبة / نورة الأسمري*
قال الله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون).
لم يخلق الله الإنسان عبثًا بل خلقه للعبادة والعمل من العبادة.
وهو وسيلة لكسب الرزق واستفادة الشخص من قدراته ومهاراته وتنميتها بما يعود عليه بالنفع المادي، وتحقيق حياة كريمة وتشجيعه على إقامة العلاقات الاجتماعية والمساهمة في سير عجلة التنمية.
لكن في بيئة العمل نواجه الكثير من التحديات، ولن نتمكن من التغلب عليها إلا من خلال العمل بإيجابية، ونشر السعادة وروح التعاون بين الموظفين، وليست بالضرورة أن تكون بيئة مثالية ومرضية للجميع، لكن لتكون على الأقل بيئة محفزة، وتشعر منسوبيها بالولاء والانتماء والفعالية والأمان الوظيفي والراحة النفسية، وهو ما ينعكس على أدائهم وإنتاجهم ليصلون لدرجة الإبداع والتميز، وهي نصيحة ذهبية يمكننا العمل بها من خلال الالتزام بقاعدة 3 نون، وهي كالآتي:
القاعدة الأولى نفسر:
وهو تفسير جميع متطلبات العمل مهما كانت متعبه بإيجابيه فتعمل باجتهاد، وتحسن النية، والظن خيرا بالآخرين، فلا تدع مجالاً للسلبية، وبالتالي تنجز عملك بدقه عالية وتزداد ثقة بنفسك.
القاعدة الثانية نفكر:
إن طريق النجاح في العمل تحكمه طريقة وأنماط التفكير التي يمر كل منا بها أثناء عمله، فلابد أن نسعى إلى جعل بيئة العمل أكثر إيجابية، وذلك بالتفكير الإيجابي لتحسين الأداء، ولنمد كل من حولنا بالطاقة التي يحتاجونها لتحقيق أهدافهم والإبداع في إنجاز مهامهم.
القاعدة الثالثة نتصرف:
إن التصرفات الإيجابية هي نتيجة للتفسير والتفكير الإيجابي لدى الشخص، فالإنسان كما يفكر تكون تصرفاته، وهو ما يؤثر بدوره في تفكير وتصرفات الآخرين ممن يتعامل معهم.
وللتفكير الإيجابي في بيئة العمل فوائد عديدة على النحو التالي:
- يدفع الموظف نحو النجاح.
- يجعله أكثر سعادة.
- تكوين علاقات أفضل مع زملائه.
- يمنحه مزيدًا من الثقة.
- القدرة على حل المشكلات.
- المساعدة في صنع القرارات.
- تقليل التوتر.
- تحسين الصحة النفسية والبدنية.
في مجال العمل لابد سواء كنا أفراد أو مجموعات أن نحول العقبات الى فرص، والأفكار إلى أفعال، ونواجه الإحباطات، ونحقق السعادة للحفاظ على الإيجابيّة في العمل، لأنها المعين بعد الله للموظف على أن يبقى مواكباً للتطوّرات من حوله.
كما أنها تشعره بالثقة وتقدير النفس بشكل أكبر، وجعل العقل أكثر انفتاحاً، وهو ما يعين أيضاً على اكتساب المهارات المختلفة بشكل سريع وناجح، كما أنه من المهم تجربة الأشياء الجديدة التي تمدّ الإنسان بالثقة التي يحتاجها من أجل الإبداع في عمله، مما يتيح له أن يصبح محترفاً فيه.
عزيزي القارئ:
إن الحديث عن السعادة المؤسسية وأثره على الإيجابية في بيئة العمل بالغ الأهمية، لذا سنتحدث في مقالات لاحقة -بإذن الله- عن زيادة الولاء والانتماء الوظيفي، لمساعدة الموظفين والموظفات في الوصول للسعادة المؤسسية، وحل المشكلات التي تواجههم بطريقة صحيحة.
وختاماً كن لمن حولك النور الذي يضيء به طريقه والنبراس الذي يقتدى به.
* كاتبة في مجال الإيجابية والسعادة المؤسسية ومدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات.