لَولاَ فُسْحَةُ الأَمَلِ!
بقلم الكاتبة / بدريه قاسي السبيعي*
الأمل واليأس مُتضادان؛ فالأمل يعني أن تعمل، أن تسعى، أن تبذُل جُهداً لتحقيق المزيد، أما اليأس فهو أن لا تُحاول، أن لا تُقْدِم، و أن لا تخطو خطوةً واحدة نحو الأمام!، ولا بد لمن يعيش هذه الحياة أن يتجرّع من كأس اليأس حتى لو كان قلبه مُكتضاً بالأمل، فليست الحياه كما نشتهي، وليست الاقدار كما نريد، ثم يعود تارةً أُخرى ليتمسك ببريق الأمل الذي قلّماً يلْمحه، أو بمعنى أكثر دِقّه هو لا يلمحه بل“يشعر به”، وهذا هو التجسيد الحقيقي لِ: "الإيمان بالقدر خيره وشرّه"، أي أن لايستسلم المرء رُغم ما يمر به من خيبات، أن لايستسلم مهما بلغ يأسه وقلّ صبره، أن يؤمن بإن هذا الأمر مهما كان شراً فعاقبته خير، والأهم هو أن لاينطفئ!، لقد قيل قديماً أن “الغريق يتعلق بقشّه”، ف حتى الغريق رغم عُظُم كربته، لايزال الأمل مستوطناً قلبه!، بل رُبما يكون هذا الأمل سبباً في نجاته...
كلما عِشنا في هذه الحياة أكثر وتجرّعنا علقمها سنُدرك حتماً أن الأمل هو وقود الحياة وأساسها، ومن دونه يصبح الإنسان جسداً بِلا روح، وكما قال الطغرائي:"ما أَضْيَقَ العَيْشَ لَولاَ فُسْحَةُ الأَملِ!".