حكاية الشتاء حكاية المطر
بقلم الكاتبة / أشواق النمر *
مع نفحات البرد العليل التي تداعب أرجاء المكان ومع قطرات المطر النّدية وحينما تقرع حبات المطر على نافذتك وأنت نائمًا ثم تصحو عند سماع صوتها اللطيف
وهو يقرع على نافذتك وكأنه يوقضك برقّة ولطف لترى خيوط الفجر وهي تشق ظلام الليل مُعلنة عن بداية يوم جديد وحكاية شتاء بارد غمرته قطرات المطر اللطيفة يشدّك ذلك المشهد الجميل
لتفتح نافذة الصباح وتتنفس هواء الشتاء البارد ممزوجًا بقطرات المطر النقية
ورائحة القهوة الداكنة الزكية
حينها تقف أمام النافذة لتتأمل ذلك المشهد الرائع الجميل والطيور تحلّق في السماء وتغرّد بأعذب الألحان تحوم حول الأشجار الشاهقة الكبيرة وهي تنظُر إلى عُشّها الجديد الذي صنعته فوق أغصان تلك الأشجار الضخمة لتكسبها أوراقها الكبيرة الدفئ
وأنت تتأمل مخلوقات الله وهي تسعى من كل حدب وصوب في كسب رزقها
في ذلك المشهد العظيم وبديع صنع الله كيف أبدع وكيف صنع
وهذه الأرانب والمواشي والزواحف قد هيّأت لها سكنًا يحميها بعد الله من برد الشتاء انظر معي إلى مخلوقات الله وهي تسعى في تأمين مسكنها وطعامها وتستعد لاستقبال موسم جديد وحياة جديدة وتجربة جديدة تتكفّل في تنظيم وتخطيط حياتها بنفسها لا تستعين بأحد مستعينة بالله وحده سبحانه ثم بامكانياتها وقدراتها نعم كل مخلوق على وجه هذه الأرض قد كلّفه الله سبحانه بمهمّة يقوم بها وقد هيأ له جميع الأسباب والامكانيات التي تعينه ومنحه سبحانه كافة المهارات والقدرات التي تساعده على ذلك حيث يطورها
بالتجربة والخبرة
وأنت مازلت معي واقفًا ممسكًا بيدك كوب القهوة وتشاهد هذا المنظر البديع متعجبًا من مخلوقات الله سبحانه وتعالى وهي تسعى وتعمل بجد ونشاط في كل يوم دون ملل فتقول في نفسك نعم الحياة مستمرة لا تتوقف من أجل أحد وكأن تلك الكلمة ايقظتك من سُبات الشتاء فتغلق من بعد هذا التأمل العميق باب النافذة وتذهب إلى مكتبك فتمسك بالورقة والقلم لتبدأ بوضع خطّة مبسّطة تنجز من خلالها بعض المهام وتركز على أهم المهارات لديك وتتدرّب عليها وتقوّمُها لتحقق لك هدفًا ينقلك بعد ذلك إلى عالمك الجديد حيث تحطّ قدميك على أوّل خطوات النجاح والإبداع في عالمك الصغير هذا العالم الصغير خاص بك حافظ عليه تمسّك به
نمّه وطوّره اسقه بماء المطر العذب
ليكبر ويزهر وتنهض به جيلًا بعد جيل
قهوة الشتاء الساخنة مع قطرات المطر النّدي ممسكًا بكتاب وورقة وقلم تصنع لك هدفًا يكبر مع السنين
_ فالله قد وهبنا عقولًا من أجل أن نحيا بها ونسير قدمًا نحو طموحاتنا
أنت هنا في الحاضر ولست هُناك في الماضي
أنت هنا تحيا من جديد بأمل جديد بطموح كبير بعزمة كالجبال فلا تطيل الوقوف على الماضي
لن تسطر المستقبل ببريق الهمم
وأنت مكبّل بقيود الماضي إن لم تكن لك عين ثاقبة نحو الأمام نحو المستقبل فأنت إذًا لم تزل مستلقٍ على فراش الأوهام.