رمضان درّة الشهور
بقلم الأستاذة / فوزية النمر
أهلا بضيفٍ طال انتظاره
أهلا بحبيبٍ يطيب لنا بقاؤه
أهلا درة الشهور أهلا رمضان النور والسرور والحبور
فيه ليلة هي درّة الليالي فيها تتحقق الرجاءت والأماني.
هي ليلة خير من ألف شهر و الموفّق يسعد بها طول العُمر.
رمضان حلّ ضيفًا عليكم فأحسنوا ضيافة شهركم الكريم افتحوا أبواب قلوبكم بالخير ،وشرّعوا أيديكم بالعطاء ، وجوارحكم بالعمل بلا كلل أو ملل.
فأيامه معدودة! لا تنتظر منك التراخي أو التؤدة!
رمضان نعمة كبيرة و فرصة ثمينة لتجديد النوايا لنيل خير العطايا
رمضان خير مربٍّ ومدرب للنفس على الصبر والإخلاص
ليعتكف قلبك ولترتق وتسمو روحك ما دمت في الميدان جدد العزم والإيمان.
أرِ الله صدق جهادك وحسن نيّتك فهو المُطَّلِع _سبحانه_ على سريرتك وعلانيتك يعلم صدق نيّتك
فيعينك على الخير ويدلّك عليه ويهديك سبل الرحمة و الرشاد.
ففي الحديث القدسي يقول ربنا _عز وجل_ : "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ؛ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة".
هذا من لطف الرب عزوجل يحث العباد على ذكره والمسارعة إلى طاعته.
الله لا يريد منك أن تجوع وتشقى ! بل يريدك أن تتزكى وترقى.
رمضان فرصتك لترتيب الأولويات وفهم أسمى الغايات
والسؤال هنا يكون كيف أرتّب أولوياتي؛ لأنعم بحياتي؟
إن ترتيب الأولويات يكون بفهم أسمى الغايات وذلك يكون بمعرفة ما هي أهم القيم التي تحملها.
قيمك هي قيمتك ..هي ملامح شخصيتك .
قيمك هي التي ترسم لك مسار حياتك ..هي التي تبني أهدافك ونجاحك.
القيم هي السلوك ،وهي المؤثرة على العادات.
إنّ معرفة القيم من أهم الأمور المساعدة على تحديد الأهداف ،ومن ثمَّ السعي لتحقيقها.
أهدافك تشكل حياتك وعاداتك تشكل شخصيتك!
هناك مقولة تقول :
راقب أفكارك
لأنهاستصبح كلمات
راقب كلماتك
لأنهاستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات
راقب عاداتك لأنها تكون شخصيتك
راقب شخصيتك
لانها ستحدد مصيرك!
رتّب قائمة أولوياتك من خلال أسئلة تسأل بها نفسك..
ما هي قيمك؟
ما هي أهدافك ؟
ما هي العادة الإيجابية التي أريد أن أكتسبها؟
ما هي العادة السلبية التي أريد أن أتركها؟
إن اكتساب عادة جديدة، أو تركها يكون بالتدريب والاستمرار حتى تصبح صبغة لازمة للشخصية وهذا يحتاج إلى جهد وصبر وصدق عزم واصرار.
اكتساب المزيد من العادات الحسنة وتكبير دائرتها في حياتك يُصغّر من العادات السيئة حتى تكاد لا ترى!
يقول الحبيب المصطفى _ ﷺ_ :
"اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسن". رواه الترمذي وقال حديث حسن.
المشكلة والعائق غالبا ما يكون في ترك العادة السيئة والانفكاك منها ؛ لأنها غالبا تكون مرتبطة بلذّة المتعة فيصعب التخلي عنها .
لذلك سأضع طريقة بسيطة تساعدك على الانفكاك من قيود العادة السلبية التي كبلتك وقيدتك وحجبت عنك جمال الحياة بلذتها المزيفة.
اجلس مع نفسك قليلًا وكن هادئًا وفكّر بالمتاعب التي ممكن أن تسببها لك هذه العادة مستقبلا إن لم تتركها!
ثم اسأل نفسك…
لماذا أريد تجنب هذه العادة؟
لماذا أريد ترك هذه العادة؟
لماذا أريد حقا ترك هذه العادة؟
ثم اسأل نفسك سؤالًا آخرًا
ماذا لو لم أترك هذه العادة؟
ماذا سيحصل لي بعد عام من ممارسة هذه العادة،
بعد سنتين، خمس سنوات …؟
ماذا سيكون مصيري؟
وأيضا اسأل نفسك
كيف سأتخلص من هذه العادة؟
كيف سأحمي نفسي من هذه العادة؟
كيف أكون قويا وأكسر قيود هذه العادة؟
ثمَّ عليك بالدعاء هو خير دواء
وكل عام وأنتم أرقى وأسمى
كل عام وأنتم أنقى وأتقى
كل عام وأنتم بخير
والحمدلله ربّ العالمين الموفّق المُيسّر لدروب الخير المعطي العطاء الوفير اللطيف الخبير.
* كاتبة ومدربة سعودية