حماية الحب وفن الاكتفاء
بقلم الأستاذة / أسماء عبدالعزيز *
هل تعتقد أنك تعيش في حالة من الحب؟!
هل تساءلت يومًا ما هو الحب؟
بعيدًا عن كل تعريف وفكرة ورأي وتجربة!!
الحب طاقة كونية وظاهرة أزليّة..
الحب أسمى قيمة وأعظم سكينة..
لا يخضع تعريفه وفقاً للأفكار أو الآراء أو المشاعر والأحاسيس..
هو كالهالة التي تحيط بالإنسان، فتجعله في مزيج متناغم من التكوين، مهما تذبذبت مستويات مشاعره، واختلفت دواعي أحاسيسه، ومهما تكاثرت أفكاره، وتناقضت آراءه..
وصف الله تبارك وتعالى به نفسه "يحبهم ويحبونه".
وتعالى الله أن يصف نفسه بصفات تخالطها تقلبات البشر وهو رب البشر.
هو النور الذي يفتح الله به بصائرنا، وندرك من خلاله ما لا نستطيع إدراكه أو تصوره أو الإمساك به..
"يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ".
كالضوء في قلب النهار، حين ينتشر في الأرض، فنرى كل ما كان يخفى عن أعيننا في الظلام.
وكالهواء حين نؤمن بوجوده وضرورته، ونشعر به يلامسنا ويحرك ما حولنا، لكننا لا نستطيع الإمساك به أو حصره وعدّه.
وفي العلوم الإنسانية نجد أن للحب لسبعة أنواع:
الحب العاطفي، وحب العائلة والأصدقاء، وحب الإعجاب، وحب الذات والعمل والأشياء.
وكل نوع مما سبق يتخلله مشاعر مصاحبة، واحتياجات واشتراطات وتغيرات مع اختلاف الظروف والأحداث، لكنها تبقى جميعها كالأجرام الصغيرة في فضاء حب الله الواسع!..
فالإنسان الذي يكون في حالة حب.. تتناغم مشاعره وأحاسيسه وخلاياه..
وتتوازن حركة أعضاءه الداخلية..
وتسير الحياة داخل الجسد في مساراتها الفطرية..
وتنسجم الروح، وتنفتح وتنمو وتتسع وتشع وتنتشر..
ويتشافى به من كان مريضًا، ويستيقظ من كان هزيلًا، ويسعد به من كان يظن أنه تعيسًا أو شقيًا.
بينما الذبول والمرض والخوف هو انقطاع لهذا الاتصال الحقيقي بين الجسم والعقل والروح..
هو ارتباك واضطراب واختلال لطبيعة الجسم وتوازنه الذي خلقه الله في أحسن تقويم.
الإنسان الذي يعيش وهو ممتلئ بحب الله، ومستشعرًا لتدفقه في داخله وخارجه..
هو إنسان بلغ منزلة الحب الحقيقي التي تفتح له مسارًا للاتصال بالنفس والخير والحياة.
وهو في حيّز الاتزان الذي يحفظه من الميل للتعلق بالأشخاص، أو التعلق بالأماكن أو الأشياء التي توهمه بالسعادة اللحظية حتى تختفي وتولّد فراغًا كبيرًا في داخله.
واسمح لي صديقي القارئ
أن أوقد فتيلًا لينير بعض العتمة في روحك..
وتعبر نوافذ التفكر والتأمل مع الله تعالى..
وتعيش محاطًا به، والتي حتمًا ستجدها في تفاصيل حياتك، وفي نفسك، وفي تقويم خلقك، وتسيير حياتك، وقد تقيس عليها نفسك..
أساسها ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم: إن الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، التَّوَّابِينَ، الْمُتَطَهِّرِينَ، الْمُتَوَكِّلِينَ، الْمُقْسِطِينَ، الْمُتَّقِينَ.
وتذكر..
إذا استطعت أن تُحسِن بلا شروط..
أن تتوب بلا شروط..
أن تتطهر بلا شروط..
أن تتوكّل بلا شروط..
أن تقسط بلا شروط..
أن تتقي الله بلا شروط..
فقد بلغت بذلك كمال منازل الحب المطلق، وأسعد الناس حبًا وحياة، باستشعارك للحماية الإلهية، والاكتفاء الكامل به سبحانه..
* مستشارة ومدربة في التطوير الشخصي والنفسي، ولايف كوتش، وعضو نقابة محترفي الكوتشنج.
4 pings