نحو مجتمع ارقى.. .
إلى كل أب وأم مع التحية
بقلم الدكتورة / نجوى مرضاح المري*
هناك نظريات ادارية كثيرة تأسست لتحفيز الموظفين داخل المنظمات ومن أهمها نظرية العدالة ( Equity Theory).هذه النظرية تقوم أساسا على مدى شعور الفرد بالعدالة و الإنصاف في معاملة المنظمة له، مقارنة مع معاملتها لأقرانه من الموظفين الذين يشاركونه نفس العمل. يقول العلماء أن هذه النظرية (العدالة) قامت على فكرة المقارنات الاجتماعية ، فالأفراد يقارنون مقدار الجهد المبذول بالعوائد ومدى مناسبة هذه العوائد للعطاء المبذول ويقومون بعمل مقارنات بينهم وبين أقرانهم ، فإذا كانت النتيجة انه يعامل معاملة مختلفة شعر بعدم العدالة ومن ثم التوتر والسلبية الذي ينعكس على إنتاجيته.
نظرية العدالة من اروع النظريات الإدارية وممكن تطبيقها ايضا على المجتمع الذي نعيش فيه. فالشعور بعدم العدالة هو الفيروس الذي يتسبب في تفشي مرض الكراهية والحقد ويهدم الأسر والمجتمعات. ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام اروع المثل حينما حاول اخوته قتله لمجرد شعورهم بتفضيل ابوهم- سيدنا يعقوب عليه السلام- له.
معاملة الأب والام لفلذات أكبادهم قد تكون الشرارة الاولى للتوتر النفسي والشعور لاحقا بعدم العدالة في العمل والحياة العامة. فهذه الطفلة التي تجد امها تفضل أخاها عليها لأنه الذكر او ذاك الأب الذي لا يرى الا ولدا واحدا هو البار وان البقية مهما فعلوا لكسب رضاه يراه لا يغني ولا يسمن من جوع او انه واجب شرعي لا يلقى التقدير كما لو قام به هذا الابن؛ النتيجة نفسيات معقدة تخرج للمجتمع اما ان تكون سوطا لاذعا على الغير او امعات لا يفيدون المجتمع بشيء.
فلكل اب وأم اقول لهم العدالة ثم العدالة في معاملة أبنائكم لا تستهينوا بالكلمات والافعال التي قد تكون بسيطة في نظركم ولكن تعني الكثير لهم. أبناؤكم يريدون منكم العدالة في المحبة والاهتمام في صغرهم والتقدير والدعاء لهم في كبرهم. مجتمعنا لن يرقى مادام هناك شعور بعدم العدالة نابع من الأسرة التي هي عماد المجتمع.
1 ping