وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تعزيز مفهوم المواطنة
بقلم الأستاذة / أمل عبدالعزيز النائل *
بشكل أو بآخر يتلقى الأشخاص يوميا مئات الصور ومقاطع الفيديو والتعليقات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام كـ ( الانستقرام ، السنابشات ، الواتساب ، تويتر ، يوتيوب) وغيرها
معظمها تعبر عن حالة عامة يتقمصها الناس خلال فترة معينة وبلا وعي منهم يتشكل لدى المستخدمين والمتلقين لهذه المنصات مفهوما موحدا تجاه هذه الحالة يتبناها الفرد وتظهر كسلوك وهيئة وأسلوب في الحياة ، ومن ذلك مفهوم المواطنة فمن خلال ما تداوله الناس عبر هذه الوسائل في الآونة الأخيرة ومع الأجواء الرائعة لشتاء هذا العام تكررت صور التخييم وزيارة المتنزهات والخروج العائلي للبر وانهالت علينا آلاف الصور ومقاطع الفيديو والمناظر الجميلة للأمطار والسيول والاودية والتكوينات المائية التي يحلو فيها جلسات السمر واشعال النار يتزامن ذلك مع نشر كثير من الناشطين في حماية الحياة البرية والبيئة الكثير من الأفكار للحفاظ على الأماكن الطبيعية والثروة النباتية والدعوة بعدم الاحتطاب للحفاظ على الأشجار والنباتات التي خلفتها الامطار وتبنى هذه الأفكار أغلب المستمتعين بهذه الأجواء من حيث تنظيف المكان قبل مغادرته والاستعاضة عن المواد البلاستيكية بغيرها أسهل في التحلل والتلاشي بلا أثار بيئية ، وأفكار متنوعه حملها السنابشات حول اختيار أماكن اشعال النار وأفضل الطرق للشواء بلا ملوثات . كل هذا يتبناه المتداولون بصدق وشفافية يعزز لديهم وبلا وعي منهم مفهوم الانتماء .
قبل فترة أعاد لي برنامج ( السنابشات ) ذكرى ل 23 سبتمبر من العام الماضي للصور التي التقطتها خلال هذا اليوم وتفاجأت بعددها الكثير والتي كانت تحمل في أغلبها اللون الأخضر لأنها تتزامن مع اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، وأنا أعيد هذه الذكرى كنت استشعر الفخر والسعادة بهذا الوطن ، والمؤكد كل المشتركين من السعوديين في البرنامج تناقلوا هذه الصور في إذكاء لروح الوطنية والانتماء والتكاتف .
ولعل المتتبع للهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة من كل الجوانب يلاحظ كيف أن منصة تويتر شكلت سدا منيعا لكل من يتطاول على الوطن بأي مجال من خلال الهاشتاقات والوسوم والتفاعل بين جميع فئات المجتمع تشكلت كيانا مهيبا من الوطنية والانتماء والالتفاف حول القيادة .
وفي إحصائية لصورة خادم الحرمين الشريفين وهو يقبل العلم السعودي أن مشاهدات الصورة فاقت 7 مليون مشاهدة وتم تناقلها بشكل قياسي من خلال جميع وسائل التواصل الاجتماعي .
وأخير ماتم تناقله من صور جميلة ومعبرة من خلال زوار مهرجان الجنادرية الوطني الذي يعتبر ملحمة وطنية جذبت العديد من المعجبين عربيا وعالميا تجلت فيها أجمل الصور بالفخر بثقافتنا في البدو والحضر عكست التحولات الاجتماعية التي عاشها شعب المملكة زخر الانستقرام بالعديد من الصور الشخصية برحلتهم الى الجنادرية وتعزيز الوطنية من خلال موروثاتنا الشعبية .
ويكفينا من ذلك كله أن جميع الوطن الإسلامي يتناقل صور للحرم المكي والحرم النبوي في يوم الجمعة وبتقدير شخصي قد تكون ممتدة خلال يوم الجمعة بأكمله من خلال تطبيق الواتساب .
إن توظيف هذه الصور والمشاهدات في تكوين مفهوما جيدا للمواطنة لاشعوريا لدى المتداولين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لايمكن تحقيقها من خلال أي حملة موجهة .
أدعكم لمشاهدة بعض الصور ذات أكبر الأثر والتي كانت ذات احصائية عالية في المشاهدة .