على ناصية حلم... إتكأ القدر
بقلم الأستاذة / عنبر المطيري*
تسير الحياة كالمعتاد، بنضج وتألق وضغوط من بين مساراتها، حتى يوم 28 من شهر ربيع الأول لينحرف المجرى ويتأمل البشر حجم التغيير وبؤس الواقع الكاسر، ليكون إرتطام السيارة هو آخر محطات العبور ذلك اليوم، وتغيير في رسم خارطة الروح، لنكون في يوم آخر ، وفي مكان آخر بفكر يتعجب من قدرة الله شاكرا على نعمة الوجود والصحة... والسرير الأبيض هو من يحضن المعلمات الأربع مدة شهر أو أكثر..
تتقلب الأيام في حالة صمت ودواء حتى إفاقتي بعد العشرين يوما..
عشرون يوما لا أعلم عنها شيئا لا تحسب من العمر كنت فاقدة لكل شيء حتى نفسي وماهي الا روايات عنها لمسامعي ..
ثم تفرقت الغيوم.. ونضج الأشتياق للروح والأهل والأبناء والحياة بكل تفاصيلها...
أدركت حجم الحب الذي أنعم الله به علي من جميع أحبابي، أهلي، أصدقائي، أقاربي، طالباتي زميلاتي أيضا...
في الحقيقة أدركت الكثير من الأشياء الوردية الصامتة.. في أرواح جميع علاقاتي بلا استثناء..
أدركت حجم العطاء الروحي والوجداني في جوف كل أحد منهم...
وفي كل عين صافحتني بعينها تقول لله شكرًا على نهوضك من جديد..
وفي كل يد تلامس يدي تقول لي انهضي وأكملي مسارك فأنتِ بخير...
وفي كل دعوة تأسرني عند ذهابهم...
الشفاه تتحدث
والعين تتحدث
واليد تتحدث...
أجسادهم تترجم لي مدى الفرحة التي حوتني وساعدتني على النهوض بعد 41 يوما...
لماذا لاننتبه لحميمية علاقاتنا إلا بعد موقف ساخن يفوح على بخاره كل شعور..
من هنا أشكر كل من صافحني يدعوة حارة تنبثق من الأعماق البيضاء النقية...
شكرًا طالبات مجمع السحيمي من العمق... شكرا طالباتي بنات الحد الجنوبي... اللآتي مثلن أجمل تتويج إنساني
شكرًا وأكثر لإخواني وأخواتي... الذين ترجمو معنى الأخوة بمعناها الحقيقي
شكرًا زميلاتي وزملائي... في جنوب المملكة ووسطها وشمالها وشرقها وغربها....
شكرًا مشرفاتي ومشرفيني... في إدارات تعليم صبيا وداير بني مالك والإرطاوية والمجمعة...
شكرًا أبنائي لاحرمكم الله وجودي...
شكرًا لكم أيضا أنتم يامن لم أعرفكم حتى الآن تبتهلون لله من أجلي .. وتسقون روحي بحسن السير..
من خلال هذا الموقف عرفتكم جدًا جدًا وأدركت أنكم ملائكة في صورة بشر..
ربي أحفظهم من كل مكروة إلى الأبد.. احضنهم بالعافية وكل الخير الذي تريد...
بقلم سيدة تشكر الله إلى أبعد مدى
4 pings