ثقافة الود والاختلاف
بقلم الكاتبة / عهود الأحمد*
تتملكني قناعة تامة ان لا أحد مماثل لأحد في كل شي ، في ردود افعاله في تصرفاته وفي مشاعره سواء كانت
حباً او كرهاً
حزناً او فرحاً
قبولاً او نفوراً
كلنا يُحب بطريقته ويبغض بطريقته ويفرح ويحزن بطريقته
في ثقافته يختلف وفي مهاراته ،
ومن منطلق تلك القناعة ايضاً فإننا نختلف في طرق التعبير عن كل حدث ونختلف في ردات افعالنا تجاه المواقف التي تحدث لنا ، حتى في طرق العيش ووضع الخطط والبيئات التي ننتمي لها ومدى تأثيرها في صقل شخصياتنا ، نختلف في طرق تربيتنا وترتيبنا لقيمنا ومدى استيعابنا واحتياجنا لتلك القيم
لابد ان نعي ونفهم اننا نختلف عن بعض في الكثير من الأمور وهذا مايجعلنا اكثر ميزة من غيرنا فلقد مللنا ذلك الاستنساخ والتشابه المقيت حتى اصبحنا نرى في الاختلاف نوادر تأسرنا أكثر ،
إننا مختلفون في ميلادنا وفي وفاتنا في صغرنا عن كبرنا
في طريقة تعبيرنا وإيصالنا لمشاعرنا
ولكن تبقى إحدى مُعضِلاتنا اننا نتعامل مع الجميع بنمط واحد بمفهوم واحد لكل شي
نخاف إظهار مانكنه من المشاعر أياً كانت وإن بدت علينا فإننا نتجاهل كل اختلافاتنا عن بعض ونظهرها بطريقة واحدة بلغة تعبير واحدة وهذا مايجعلها تفشل او تأخذ منحى آخر فكل الشعوب وإن اجتمعو فإنهم يظلون مختلفون في لغتهم وفي الكثير من عاداتهم وتقاليدهم
لابد ان نضع نصب اعيننا ان ليس كل الأشخاص لديهم طريقة واحدة للوصول إليهم والا لما اتخذ المعلم سُبل وطرق جديدة ومختلفة لإيصال منهجه وافكاره لتلاميذه لانهم مختلفون وهذا الاختلاف يحتّم عليه سلك كل الطرق حتى يصل الى مبتغاه ومراده .