الكلمة الطيبة مفتاح النجاح و الفلاح
بقلم الكاتبة / فوزية النمر *
قال الله_تعالى_ :
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}.
سورة إبراهيم :٢٤
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
سورة البقرة:٨٣
الكلمةُ الطّيبة نقَلت البشرية من حالٍ إلى حال أخرجتهم من الظلمات إلى النور ،ومن الضلال إلى الهدى.
بلِّطف واللين تكون مؤثّرا ،وبالشدة والقسوة تكون منفّرًا !
هناك كلمة طيبة أعلت وأقلّت فعمّرت أمم
،وهناك كلمة خبيثة أخفضت وأضلّت فهدّمت همم!
الكلمات الطيبة كالغيث يغيث القلب فيروى،ومنها كالعسل المصفى فيه الهناء والشفاء،ومنها كالرَّبت تَرْبِتُ على النفس فتهوّن، وتخفّف العناء والتّعب، و منها كالطوبِ يبني، ومنها كالمعولِ يهدم، ومنها قبس نورٍ يضيء في مشكاة الروح فتتوهج كالكوكب الدري.
وبعض الكلمات لها عُمُر طويل يمتد صدى أثيرها و تأثيرها،يظل يتردد على الأسماع ردحا من الزمن
ألقيتها ،و لم تلق لها بالًا و ربّما نسيتها !
فإن كانت خيرا فهي خيرا لك ،و إن كانت العكس فتكون و بالا عليك !
فالكلمات تنتقى و لا تشترى فهي لا تكلّفك شيئا ،ولكن قد تكلّفك الكثير!
تأمل قول النبي الحبيب محمد_ عليه الصلاة و السلام_:"
و الكلمة الطيبة صدقة" . صحيح البخاري.
لم تكنْ الكلمة الطيبة صدقة إلّا لتأثيرها في النفس .
الكلمات التي تقولها عن نفسك أو عن الآخرين
إما تصقل الشخصية و تبنيها ، أو تضعفها و تهدمها!
إنّ الكلام الطّيب حَسَنًا فاحتسبه
والكلام الخبيث مُؤذيًا فاجتنبه.
و الكلمات كالمرآة تعكس و تفصح عن الشخصية و تخبر عن ما يُكّن المرء ،ويضمره في داخل نفسه.
قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان _رضي الله عنه_ :" ما أسرّ أحد سريرة إلّا أبداها الله على صفحات وجهه ،و فلتات لسانه".
إن الكلمة الطيبة هي مفتاح النجاح و الفلاح
فكن راقيا بكلماتك ،أو تدثّر بحسن الصمت .
* كاتبة و مدربة سعودية.