
بدأت مسيرتها في الكتابة بعمر الرابعة عشر عاما بدأت بشكل قوي ومميز كتبت في جريدة اليوم وشاركت بفرق تطوعية متعددة مهتمة بالقراءة والفن من أهم إنجازاتها التي تذكر :
عضوة ومتحدثة في فريق غيمة طهر وعضو فعال في مبادرة ( سرمد ) وإدارية وكاتبة محتوى ومن ضمن المؤسسين في مبادرة مميزة وفريدة من نوعها وهي (سعوديون للسلام) بإدارة المؤسس نايف الحربي
ضيفة الحوار اليوم هي أستاذة عهد الهلالي
سنتعرف في هذا الحوار على جوانب وشخصية عهد صاحبة إصدار (ويبقى العهد)
في البداية نتعرف على عهد الإنسانة من هي عهد؟
إنسانة بسيطة جدا تفضل الهدوء ومصاحبة العقلاء تهتم كثيرا بالتفاصيل التي تعنيها دقيقة بشكل عام وتجذبها الأشياء المميزة انتقائية بشكل كبير تحب النقد للتطوير ولذلك هي دائمًا ناقدة صريحة بأدب يهمها الانطباع الأول ….هذه عهد الإنسانة.
أستاذة عهد لمن تقرأ على الصعيد العربي وكُتاب أجانب
كثيرون مميزون ولكنّ للأسف معظمهم دُفن اليوم بتربة سيئة مسمومة مكونة من أشباه “الكُتاب” والمتسلقين.
لذلك أسعى دائمًا لقراءة كل ما يسمى أدب عربي فعلًا, كالأدب القديم والذي نفتقر إليه في وقتنا الحالي لعلي أذكر على سبيل المثال لا الحصر :المنفلوطي والرافعي كأحد أهم المؤلفين الذين قرأت لهم, وغيرهم بالتأكيد من الحاضر كالدكتور غازي القصيبي وإبراهيم نصر الله والطيب صالح وعبد الرحمن منيف.
من الأجانب أسرتني سلسلة روايات الرائع كارلوس زافون.
هناك ما يلهم الكاتب ويحفزه على الكتابة ماذا عن قلم أستاذة عهد ما الذي يلهمك عادة وماهي أغرب الطقوس التي تتبعيها للكتابة؟
لا أؤمن “بالطقوس الكتابية” لأن الكاتب الحقيقي هو من يكتب في أي وقت ومكان ولا يتقيد بأجواء معينة ليتمكن من الكتابة, فالكتابة تجيء من دون تدخل أحيانًا وفي أحيانٍ أخرى قد يلعب الإلهام لعبته ويجيء برفقة حدث, خبر, فكرة, صورة أو أي شيء آخر, لكن لا يعني ذلك أنّ للكتابة طقسًا معيّنًا لا تجيء إلا فيه.
إصدارك أستاذة عهد نبذة عنه لتشويق قراء صحيفة الرائدية وما سبب تسمية كتابك باسم أقرب ما يكون الى اسمك استاذة عهد؟
كتابي عبارة عن خواطر جاءت في 70 صفحة. كلها عاطفية لا يسودها إلا الحب وهي أشبه بالرسائل المبطنة, أما عن التسمية فبكل صراحة أنا سيئة في التسميات وقد أسميته سابقًا بأول ما خطر على البال “العهد” وذلك لأنّي وجدته مناسبًا للمحتوى, لكن ولسوء الصدفة تفاجأت بوجود كاتبة تحمل اسمي واسم كتابها كاسم كتابي, ولم أعرف حقيقةً وقتها ..أهذا نوع من النحس أم ماذا حيث أنّي طيلة حياتي لم أقابل عهد غيري! بعدها عرفت أنّ هذا الموقف موقف خير فقد أكسبني معرفة جديدة بكاتبةٍ رائعة اسمها كاسمي.
أما عن اسم كتابي الحالي فأمي هي من اقترحت وضع كلمة “ويبقى” قبل “العهد” فلا يُنتزع اسمي ولا يتغير المعنى.
حاليا برزت الساحة بالكثير من الكاتبات والكُتاب والأجمل والذي يدعو للفخر أنه من الجيل الصاعد الشاب هذا الأمر أن دل فهو يدل على وعي وثقافة الجيل الشباب وأيضا يدل على قوة ووجود أقلام جديدة تحدد مسار جديد في الكتابة وإنتاج محصول أدبي جديد ، برأيك ما الذي هم بحاجته ليستمروا ؟
لا أتفق معك في كل ما ذكرتيه بل ما أراه تخبطات كثيرة من الجيل الجديد في عالم الكتابة أدى إلى ظهور ما تسمى بالنصوص والتي لا تُصنف في شكل واضح ومحدد لأن الأدب وكما هو معلوم يأتي في أشكال معينة وله قواعد محددة يسير عليها.. هذه النصوص شذّت عنها وهذا خطأ أعترف أنّي كنت أقع فيه سابقا لذلك ما أراه حاليا مجرد زيادة كتب وهدر ورق وخسارة حبر ومال أيضا فما الفائدة من لغة ركيكة تفتقر لمقومات النص الأدبي السليم؟!
على الجميع أن يعي الهدف الأساسي من النشر, فمن المستحيل أن يكون الهدف إصدار 10 كتب رديئة لأن الكاتب بإصداره لكل ذلك الكم سيُعمم لغته على الناس بالتالي تصبح لغته الرديئة مثالا ورمزا للأدب بين الجيل الناشئ ومرجعا للكثير.
الجميع يكتب ..هذا الفعل يمارسه كل المتعلمين فنجد من يكتب مذكراته وهو إنسان عادي ومن يكتب واقعة حدثت وهو تابع لجهة بعيدة عن الثقافة والأدب ولكن شتّان بين من يكتب بلغة سليمة واضحة ومن يكتب بلغة ركيكة ينشرها للناس ثم يرد على من ينقده “بأنّه كالشجرة المثمرة” لأنّه تلقى هذا النقد! وهذا خطأ جسيم بحق اللغة العربية أولًا وبحق النّاس ثانيًا وبحق الذي يدّعي ذلك أخيرا
هناك أقلام أثبتت وجودها لا أرى أي مانع أن تكون رموزا ومدارس أدبية حديثة نعم هناك الجيل الماضي الذي أصبح بمثابة مرجع ولكن أيضا نحن في عهد متجدد من فن الكتابة وجيل جديد يكتب بطريقة جديدة إبداعية أرى من المنصف أن يتم إعطاء فرصة لهذا الجيل الجديد
أخيرا أتفق معك في نقطة أن الجيل الحالي على قدر عالي من الثقافة والوعي كما لا أُنكر وجود أقلام تفيض إبداعا وتألقا ولكنّها قلة تحتاج للظهور والإشادة.
كما أعرف أنك عضو فعال ونشط في مبادرة (سرمد) ماهي أهداف وتوجهات هذه المبادرة الشبابية ؟
نعم هي كما ذكرتِ مبادرة شبابية قمت بها أنا ومجموعة من شباب وشابات الوطن اسمها (سرمد) للكتابة الإبداعية تحت شعار الكتابة الإبداعية فن يدرس.
وهي بإدارة أصحاب الفكرة منال الزهراني وبشاير المسكين.
هذه المبادرة تهدف إلى توجيه الشباب والشابات للكتابة بالشكل الصحيح بعيدا عن الأخطاء نقدم من خلالها برامج في فترات محددة لفنون الأدب العربي المنوعة تحت إشراف مجموعة من النقاد والأدباء المتمكنين كالناقد سلمان الزبير وسماء الزهراني.
الشباب بحاجة لمثل هذه المبادرات وللنقد السليم وليس “للتطبيل” فقد كثُر المديح وتكررت كلمة “يا الله” تعبيرا عن الذهول “الفارغ”
لنتحدث عنك استاذة عهد وعن حروفك قبل إصدار كتابك كيف كانت وكيف تطورت ومن أول من قرأ لك؟
ما زلت أتطور وأتعلم وأحاول أن أتمكن من اللغة أكثر لأستحق لقب -كاتبة- بالتأكيد “ويبقى العهد” جاء بعد رحلة طويلة فقد كنت أكتب منذ سن صغيرة جدا
تعلمت الكتابة وأحببتها و والدتي حفظها الله هي موجهتي الأولى ومعلمتي لأنها رأت فيني الكاتبة الواعدة والتي ستخلف جدها رحمه الله فقد كان أديبا وخطيبا كما أشك أنّ الكتابة كالدم تسري في عروقي أو هي كالإرث تتناقله العائلة فوالدتي كذلك شاعرة وكاتبة وهي أول من قرأ لي في مادة التعبير وأنا بالصف الرابع.
كيف كانت البداية في مراحل إصدار الكتاب والمراحل التي مررتِ أنت بها الصبر وفرحة الإصدار حديثنا عن ذلك.
لم يُخيّل إلي أنّي سأصدر كتابا ذات يوم ليس لأنّي لا أستطيع فعل ذلك أو لوجود موانع اجتماعية ولكن لأنّي لم أرى أنّه قد حان الأوان. “ويبقى العهد” كانت مسوده مميزة قريبة منّي وذلك لأنها كانت ملاذي أثناء دراستي فقد أفرغت طاقتي السلبية الناتجة عن ضغوطات الحياة في هذه المسودة التي ملأتها بنقيض ما أشعر به فأصبحت تفيض حبا ورومانسية.
عند انتهائي كنت فقط أجرب حظي مع دور النشر والحمد لله لم أجد الرفض بل تعددت العقود وأصبحت أقارن وأفاضل ولكن ولأن الكاتب سليمان مسعود صاحب قلم مميز يعجبني وقع اختياري مباشرة على داره
هل حقق إصدارك تطلعاتك وأحلامك التي كنت تنتظريها؟
لم يحقق كل تطلعاتي فإصداري بوابة لإصدار رواية مرتبطة به بشكل كبير وهي العمل الذي كلما قمت بالكتابة فيه حذفته لعل الله يهديني وأتمم كتابته وأكون راضية تمام الرضى عنه.
لكن “ويبقى العهد” ككتاب مستقل الحمد لله أرى ذكره طيّب بين من قرأه وهذا ما يسعدني.
هل شارك كتابك في أحد معارض الكتاب وكيف كان التفاعل والإقبال عليه؟
شارك في العديد من المعارض داخل وخارج السعودية وحاليا يشارك في معرض الكتاب الرابع بجدة والإقبال ممتاز.
أستاذة عهد ماهي أهم عوامل نجاح أي كاتب وخاصة الكاتبة السعودية؟
الكاتب إما أن يكون موهوبا بالفطرة أو متعلما لها في كل الأحوال إن لم يتعلم الكاتب ويدرس اللغة العربية جيّدا ويفهمها لن يصل لمرحلة الكاتب المتمكن وإنما سيعيش كهاوٍ فقط.
لذلك أولا: دراسة اللغة العربية (حتى وإن لم تكن تخصص) فإن اخترت أن تكون كاتبًا تحمل مسؤولية هذا اللقب وتعلم اللغة التي تكتب بها.
ثانيًا: القراءة وتوسيع المدارك.
ثالثًا: أخذ النقد والتوجيه من أهل الاختصاص, وليس من الهواة.
باعتقادي هذه أهم العوامل.
من ساند ودعم عهد ورأى فيها كاتبة مميزة؟
في البداية والدتي حفظها الله, ثم معلماتي بالمدارس والكُتاب والكاتبات الذين كنت أكتب معهم في المنتديات الثقافية عبر الإنترنت كنت صغيرة حينها في الثانوية تقريبا وهم كُتاب كبار لهم وزنهم ومكانتهم الأدبية في مختلف مجالات الكتابة ومن مختلف الجنسيات العربية في الحقيقة لم يعرفوا أنّي أصغرهم بكثير إلا متأخرا وذلك لأنّي حاولت مجاراتهم وسعيت لتطوير نفسي وقلمي حتى لا أشعر بالإختلاف عنهم و هم بمثابة رواد منابر ثقافية وجسد الثقافة لا أنسى تشجيعهم لي ودعمهم المستمر في تلك الفترة ما حييت.
برأيك كيف يطور الكاتب من نفسه وأسلوبه في الكاتبة؟
لن أقول الكتابة المستمرة فقط بل القراءة المستمرة والتعلم كذلك
هل ينتظر قُراء استاذه عهد إصدار جديد لها ؟
نعم ينتظرون إصدارا جديدا ولعله سيُصدر في القريب العاجل.
في النهاية أستاذة ماهي خططك المسقبلية وإلى أين يصل بك طموحك في الكتابة؟
لا أحب الحديث عن خططي المستقبلية وذلك لإيماني بالأفعال وليس الكلام فقط فخططي سترونها إن شاء الله منفذة على أرض الواقع وستعرفون أنها كانت في يوم ما مجرد خطة.
الطموح سيبلغ السماء إن شاء الله سأدخل في مجال صناعة الأفلام السعودية كما ستكون الكتابة حاضرة لنشر المحبة والسلام في العالم فاللغة جسر التفاهم والحوار ومن دون لغة سليمة وواضحة لن يصل المعنى المراد ولعلي أذكر مبادرة سعوديون للسلام التي أشارك فيها وأعوّل عليها كثيرًا لتلبية هذا المبتغى النبيل وهي تحت إدارة القائد نايف الحربي وبوجود أعضاء مميزين في مجالات مختلفة من أهمها بالتأكيد مجال كتابة المحتوى.
كلمة شكر لمن توجهها أستاذة عهد
لله أولا فمن دون توفيقه ومشيئته لم أكن سأحقق شيء ثم لوالدتي التي وقفت معي وشجعتني وعلمتني ولوالدي سندي وعوني ولإخوتي سكر حياتي ولصديقتا العمر فائزة وروان أيضا لكل من وقف مع عهد وشجعها ومدحها “بالنقد البنّاء” وليس التطبيل وأخص بالذكر هنا الأستاذ سلمان الزبير فقد تعلمت منه الكثير وما زلت أتعلم.
ختام اللقاء بكلمة لقراء صحيفة الرائدية
آمل لكم حياة جميلة برفقة من تحبه وتهواه أنفسكم تقضونها فيما ترغبوه.
حفظكم الله ورزقنا الله وإياكم جنة النعيم.
1 ping