قرين الشرك
بقلم الشيخ/ مهنا بن هلال السعدون *
الحديث عن الشريعة الغراء حديث ممتع ذو شجون , لأنه منهج الإسلام العظيم الذي اختاره وارتضاه المولى عز وجل للبشرية جمعاء بمختلف شرائحهم ومستوياتهم المادية والفكرية والعرقية في جميع أنحاء العالم بل للإنس والجن قاطبة .
ولا بد لمن يتكلم عن الشريعة أن يكون له علم موروث من القرآن الكريم والمعين المطهر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحينها يجب الاحتراز من الحديث عن الشريعة بغير علم وهذا خطر عظيم ووبال جسيم على من تفوّه به لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة .
قال تعالى *( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )* الإسراء 36 .
وهكذا عمل أصحاب القرون المفضلّة سلف هذه الأمة بالتوقف عن الشئ الذي لا يعرفونه أو عندهم شك فيه . وكثرا ما يقول العلماء من السلف عن مسائل (( لا أعلم ))
وقد سمعت شخصيا في برنامج نور على الدرب قبل 25 سنة تقريبا امرأة تسأل العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بسؤال لو طرح على بعضنا لأجابه والسؤال هو :
هل يجوز أن أقصّ على أبنائي الصغار وقت النوم قصصا خيالية غير حقيقية ؟ وهل يعتبر ذلك كذبا ؟
فطلب الشيخ رحمه الله أكثر من مرة أن يعيد السؤال ثم قال أخيرا لا أعلم الله اعلم .
وأخيراً أقول .. قال تعالى *( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وان تقولوا على الله ما لا تعلمون )* الأعراف 30 .
فقد قرن تعالى القول عليه بلا علم مع الشرك وذلك لخطره العظيم وأمره للتحذير من الوقوع فيه , أما الآن فالكلام عن الشريعة أصبح حق مشاع لكل أحد .
فاحذر أخي الكريم من الكلام في الشريعة بغير علم .
* ماجستير المعهد العالي للقضاء / مستشار شرعي